حوار مع الشمس

mainThumb

13-03-2016 10:07 AM

نظرتُ إلى الشمس بعينين ذابلتين، فخاطبتني بلسان من ضياء قائلة: لمَ عيون العتاب هذه؟ خلقتُ لترعى أنواري أحلام هذا العالم، برغم دخان الحروب المتصاعد نحوي إلا أن مهمتي تختزلُ الحياة، تمنح العالقين بين حدود الأماني بطاقة دخول نحو أرض الأمل!
قلتُ: ماذا عن أطفال الألم ونساء الجرح ورجال الوجع؟
 
نفضت نوراً عن جانبيها وقالت: أمدّ يدي لأداوي الألم وأخيط الجرح، أما الوجع فإنه يصنع الرجال يهبهم هالة من النور مثلي تماماً.
 
قلتُ بدهشة: وماذا لو تعافى الوطن؟ كيف نحتمي من صقيع الذكريات، كيف نسدّ تلك الفراغات التي أكلت من جسد الوطن؟
 
قالت بنبرة إصرار: أمنحُ الدفء لبيوت الذكرى، وأطعمُ جوع الفراغ بطعام من نور العدل!
 
قلتُ: وهل تريديني أن أصدّق وعودك؟!
 
الشمس: يجبُ أن تصدقي لأنك تحبين وطنك، لأجل المشرّدين والتائهين، ساعديني لأفي بوعودي، ثقي بي!
 
ثمّ نفثت الشمس بعض النور في عيني، فصحتُ: كم نكون عاجزين أحياناً عن رؤية الحقيقة بنورها الكامل، قد تكونُ نصب أعيننا ولكننا لا نراها! فما أصدق نوركِ أيتها الشمس!


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد