في الــ17 شباط فبراير الماضي مرت على الأمة العربية الذكرى الخامسة لنكبة العرب في ليبيا وإسقاط نظام العقيد الشهيد معمر ألقذافي بفعل قوات الناتو بقيادة الولايات المتحدة وليس جرذان 17 فبراير .
ومنذ بداية تلك المأساة كتبنا وحذرنا أنا ما يحدث في ليبيا الشقيقة ليس ثورة ولكن مؤامرة لأجل إسقاط الدولة الليبية بغض النظر عن الموقف من نظام العقيد ألقذافي وليس دفاعا عنه ، فهو رحمه الله تاريخ لا يحتاج للدفاع ، فقد تعرضت بلاده للحصار الاقتصادي الظالم أكثر من عشرة أعوام وتعرض لعدوان عسكري أمريكي عام 1986م ، استهدف حياته شخصيا كما تعرض قبل ذلك لمؤامرات كثيرة اعترف الأعداء أنفسهم ومنها المحاولة الفاشلة عام 1983م ، لصناعة ثورة مزعومة في ليبيا ولكن فشل ذلك المخطط وللأسف انه نفس السيناريو الذي طبق للأسف في نكبة 17 فبراير المشئومة عام 2011م.
وقبل ذلك العدوان العسكري الذي شنه الخائن لامته وعروبته أنور السادات على ليبيا بالتنسيق مع الولايات المتحدة لأجل تحريك ما وصف بعد ذلك بالخلايا النائمة في ليبيا ، وقد فشل المخطط الساداتي الصهيو أمريكي بتلك المرحلة وكل ذلك عقابا لنظام العقيد الشهيد معمر ألقذافي الذي أغلق القواعد الأجنبية على الأرض الليبية بعد ثورة الفاتح العظيم ودعمه رحمه الله لكل قضايا العرب وعلى رأسها قضية الأمة الأولى فلسطين ، ناهيك عن الدعم الليبي لدول ما كان يعرف بدول المواجهة خاصة مصر باعتراف قادة الجيش المصري ومنهم الفريق سعد الدين الشاذلي والمشير عبد الغني الحمصي والفريق أول محمد فوزي إضافة للأستاذ الكبير محمد حسنين هيكل رحمهم الله جميعا ، حيث أكدوا بأن أغلب الأسلحة الذي قاتل بها الجيش المصري في حرب أكتوبر المجيدة وحرب الاستنزاف بعد ثورة الفاتح الليبية كانت بدعم من العقيد معمر ألقذافي شخصيا باسم الدولة الليبية .
الشهر الماضي صدر تقريرين مهمين الأول من الولايات المتحدة الأمريكية والثاني من الكيان الصهيوني ، الأول يؤكد أن أسباب احتلال ليبيا ومؤامرة 17 فبراير جاءت نتيجة قرار العقيد الشهيد معمر ألقذافي لتوحيد عملة القارة الإفريقية ، حيث رصد لذلك رحمه الله مليارات الدولارات الأمر الذي رأت به فرنسا تهديدا لنفوذها وللمنظمة الفرانكفونية التي تقودها وحرمانها بذلك من مليارات الدولارات التي تنهبها من شعوب القارة السمراء .
وتشاورت بذلك مع الولايات المتحدة التي شاطرتها نفس المخاوف ونفس الرأي وكان القرار بإسقاط نظام العقيد معمر ألقذافي وذلك باستحداث ثورة مزعومة بمساعدة بعض دول الجوار وللأسف هكذا كان .
أما التقرير الثاني الذي صدر من الكيان الصهيوني وباعترافه بدعم الإرهاب أي ما يسمى بالمعارضة السورية لأجل إسقاط نظام الرئيس بشار الأسد في سوريا ، وبكل أسف أن تنفيذ القرارين اعتمد على جامعة إيدن الكسيحة التي أصبحت وكرا للإعراب الخونة وتآمرهم على أوطانهم وأمتهم .
كثيرون من أبناء أمتنا خدعوا نتيجة التضليل الإعلامي الذي مارسته قنوات الذهب الأسود وأصبح مجرد الإشارة لوجود مؤامرة من الخارج يصبح وكأنه دعما للأنظمة المستبدة وأن أصحاب هذا الرأي يقبضون تارة من العقيد معمر ألقذافي وتارة من الرئيس بشار الأسد وقبل ذلك من الرئيس صدام حسين ، رغم المليارات التي رصدتها أنظمة الخليج العربي المعتل لتدمير سوريا وليبيا وفشل مشروعهم في سوريا ، وللأسف تمكنوا من النجاح في نكبة 17 فبراير التي قادها الصهيوني الفرنسي برنارد ليفي في ليبيا وكتابه ( الحرب التي لا نريدها) يفضح أولئك الجرذان الخونة حيث يقول ليفي مستهترا بهم ( يا لغبائهم كانوا يقولون عن ألقذافي يهودي ، وأنا اليهودي الوحيد بينهم ) .
بقي القول أن جامعة إيدن الكسيحة ارتكبت جرائم حرب بحق أمتنا العربية تلك الجامعة التي وجدت لإبعاد ومحاربة أي وحدة عربية حقيقية بحجة وجود جامعة للدول العربية حتى لو كان صاحب فكرة إنشائها هو الاستعمار البريطاني نفسه وبقرار من رئيس وزرائه أنطوني إيدن في ذلك الوقت ، ولا أعلم ماذا سوف يكتب التاريخ عن أمتنا وشعبنا وعن أولئك الخونة الذين ساهموا باحتلال أوطانهم وعلى رأسها الدولة الليبية وقبلها الدولة العراقية ويسعون اليوم لتخريب سوريا تحت مزاعم مختلفة وبكل وقاحة يسمون احتلال البلاد ضيافة كما قال شاعر العرب مظفر النواب.
رحم الله أرواح شهداء الأمة في ليبيا وعلى رأسهم العقيد معمر ألقذافي وكل من قاوم ويقاوم الاحتلال ومرتزقته دفاعا عن وطنه وشعبه وأمته والتاريخ لن يرحم ولن يسامح الخونة من الإعراب وعمرو موسى طرطور الإعراب الذي كان على رأس تلك الجامعة الكسيحة في ذلك الوقت وكل من ساهم في دعم الإرهاب في ليبيا وسوريا ويسموه ثورة ويا لوقاحتهم .