اليوم التالي

mainThumb

14-03-2016 10:20 AM

 أفلام عديدة تعرض يوميا على شاشات دور السينما دون أن يحفل بها ‏ناقد أو مشاهد .. إمّا لأنها تجارية بحتة تدغدغ الأحاسيس، لا تعالج من ‏المشاكل ما يهم الناس – عامة الناس – وإما لأنها فجة تفتقر إلى القصة ‏الجيدة والآداء الجيد والإخراج الجيد .‏

 
ومن بين الأفلام الجيدة التي استرعت انتباه العالم كله بجميع فئاته فيلم ‏اليوم التالي إذ لم تبق صحيفة إلاّ وتحدّثت عنه ولم يبق ناقد إلاّ وتحدّث ‏عنه ولم يبق سياسي إلاّ وتحدّث عنه وباختصار لقد حظي باهتمام العالم ‏كلّه ذلك لأنه يناقش مشكلة إنسانية .. فالجميع يريد أن يعيش بهدوء ‏وسلام وهذا من حق كل إنسان .‏
 
يقول مخرج الفيلم ( نيكولاس ماير )  خففنا من قدر الدمار الذي حدث في ‏الفيلم وأضاف بأنه لن يكون هناك يوم تال بعد الحرب النووية .‏
 
وفعلا لقد اختصر مدة الفيلم من أربع ساعات إلى ساعتين وربع الساعة ‏فقط.‏
 
صوّر الفيلم في مدينة لورنس بالقرب من كنساس سيتي وقد وظف ‏المخرج جميع سكان المدينة البالغ عددهم نحو ألفين وخمسمائة بين ‏رجل وامرأة وطفل في عملية تصوير مشاهد الفيلم ، ولقد شاهد الفيلم ‏نحو مائة وثمانين مليونا من الأمريكيين وبعد عرضه بدأ الشعب في ‏حالة من الذهول والحزن ..‏
 
وعلّق على الفيلم وزير خارجية امريكا حينذاك وقرّر أعضاء البرلمان ‏الإنجليزي عقد جلسة خاصة لمشاهدة الفيلم ومناقشة الآثارالمترتبة عليه ‏وعلّق كذلك عليه رئيس الأركان السوفيتي وكذلك الرئيس الفرنسي في ‏ذلك الوقت وآخرون وآخرون . مما يدلّ دلالة واضحة على أن الفيلم أثّر ‏كثيرا على مشاهديه لدرجة أن علماء النفس نصحوا الناس بأن لا ‏يشاهدوه إلاّ في جماعات .‏
 
وقصة الفيلم كما عرضت ببساطة قصة مدينة فوجىء سكانها بأحد ‏المذيعين يعلن عن بداية الحرب الذرية  فيخرجون من بيوتهم ليشاهدوا ‏الصواريخ الذرية تنطلق من جميع الإتجاهات ولأن الحرب الذرية لا تبقي ‏ولا تذر فقد أهلكتهم كما أهلكت بقية العالم .‏
 
يقول المخرج : قد ترون أناسا يتنفسون في النهاية لكنهم ليسوا أحياء ‏فقط هم لم يموتوا بعد .‏
 
إن مجرد التفكير بوقوع حرب نووية يجعل المرء منا يقشعرّ هلعا وخوفا ‏ويدفعه في نفس الوقت إلى قضاء ما تبقّى له من أجل في الأعمال ‏الصالحة .. وهذا مجرد رأي .. أعرف أنه ليس من الصعب تنفيذه .‏


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد