توجيهي سوداني رفيع أيها السادة !!‏

mainThumb

07-04-2016 10:08 AM

يبدو أن بعض  التناول الصحفي الأردني  على  ذهاب  طلاب أردنيين للجلوس لإمتحان الشهادة ‏السودانية التسرع والسطحية وعدم المعرفة بقدر علو كعب الشهادة السودانية لازمتها هيبة ‏وصرامة ووزن أكاديمي ثقيل ، حيث زيّنت بعض المكاتب لإستقدام الطلاب  للدراسة سهولة ‏الإمتحان في السودان  وذلك ، لأجل حفنة من مال و دخلت المسألة برمتها في المتاجرة ‏والسمسرة الواضحة . ‏
 
الشهادات السودانية عُرفت عبر عقود طويلة  بالمستوى الأكاديمي الرفيع في الإقليم والعالم كله ‏‏. حيث مخرجات العملية التربوية تنتج أطباء ومهندسون، وإقتصاديون، ومعلمون وكوادر في ‏مختلف  التخصصات. ‏
 
الذين لا يعلمون الحقيقة وهم قليل، فهذه المحصلة العلمية تلتقي في إمتحانات عالمية، خاصة ‏في الدراسات العلمية مثل الطب والهندسة وبعض المجالات النظرية في الأقتصاد، ‏والإجتماع،والإدارة   معظم أوائل هذه الشهادات المرموقة  سودانيين تحصلوا على الشهادة ‏السودانية ذات السمعة الجيدة والمحترمة ... هذا معلوم على نطاق واسع ولا أدري كيف فات ‏على قلة من  الصحفيين هذه المعلومة المدركة ... ربما أشياء في (نفس يعقوب) ... وربما ‏الجهل الفاضح بمسيرة التعليم في السودان التي تجاوز عمرها أكثر من قرن. ‏
 
هذه الشهادة السودانية التي مّرت عليها أزمنة بعيدة، خرّجت كوادر مؤهلة، دخلت جامعة ‏الخرطوم التي أنشئت في بدايات القرن العشرين، والمعلوم أن تراكم الخبرات والتاريخ الأكاديمي ‏الناصع ، اللذان يعطيان الدرجة الرفيعة في السلم الأكاديمي ، الجامعة  في ذلك الزمان الباكر ‏صدّرت، الالاف من الخريجين الذين إنتشروا في فجاج الأرض، ليعلموا إخوتهم من العرب كأساتذة  ‏في المدارس، والجامعات،وسُوح القانون، والإدارة، لعقود مضت حتى نهضت تلك الدول الشقيقة ‏بأبنائها البررة .... ولعلم بعض الذين يجهلون  فليسألوا من أهل الأردن العلماء الأفاضل، منْ ‏الذين إلتقوا بسودانيين في مجالات العلم في مضارب الأرض، أي عناصر قابلوا من حيث المعرفة ‏والزهد في تقديم الذات ؟!! ‏
 
لا نمضي بعيداً، فالبرتكول الثقافي بين السودان والأردن، يأتي بطلاب سودانيين للدراسات العليا ‏في الأردن، في أعز جامعاتها الأردنية والعلوم والتكنولوجيا خاصة في الطب فمعظم الدارسين ‏تفوقوا على أقرانهم وتحصلوا على تقديرات ممتازة والأسماء معروفة عند تلك الجامعات كل ‏هؤولاء الطلبة عبروا للجامعات من بوابة الشهادة السودانية هذا الأمر قد تم في السنوات ( من ‏‏2000 إلى 2015  ) والأسماء عندنا لمن أراد. ‏
 
‏  لا نريد أن نزايد لولا تطاول البعض المعروف أن الجامعة الأردنية ساهم في إنشائها عدد من ‏السودانيين الأفذاذ  أمثال البرفسور النذير دفع الله هذا للعلم وليس للحصر . ‏
 
لزمن قريب جدأ، وقبل ثورة التعليم العالي في السودان، التي بفضلها إنداحت الجامعات منارات ‏للتعليم، ظلت الشهادة السودانية، قومية، محاطة بالوقار والفخار والهيبة والسيادة الأكاديمية ‏على مرّ العصور لم تتعرض لهزات الإختراق والكشف الأكاديمي،حيث ترأس سكرتارية إمتحانات ‏السودان أفذاذ من السودانيين الذين أمتازوا بالنزاهة و الأمانة و الكفاءة  العلمية . ‏
 
فإذا كان بعض (صغار النفس) في المكاتب، إستغلوا حيلة الطلاب وضعفهم، في إيجاد مخرج ‏لهم، السودان ليس مكاناً ملائماً  لهذه المخارجه المخزيّة. ‏
 
‏ كنت أتمنى من بعض المتعجلين من الصحفيين أن يقرأوا تصريح سعادة السفير الأردني ‏بالخرطوم  السيد محمد الفايز  في بداية الأزمة  الذي عبّر فيه بصورة واضحة، دور المكاتب ‏الدراسية في التغرير بالطلاب الذين يودون تأدية إمتحانات الشهادة السودانية بأنها سهلة ويمكن ‏تخطيها  بدون جهد ... وهذا ما وصفه بالخطأ الكبير، حيث من المعلوم بالضرورة أن الشهادة ‏السودانية، تمثل( بعبعاً مخيفاً) لكل الطلاب السودانيين، مثلها ومثل الثانوية العامة في مصر، ‏حيث عدد الطلاب الجالسين لها كثر، مقارنة بالذين يدخلون الجامعات يمثلون نسبة ضئيلة من ‏الممتحنين، برغم ثورة التعليم العالي، التي أنشئت جامعات متخصصة، لخدمة البيئة المحلية في ‏الولايات، إلا أن السفارة الأردنية بالخرطوم ربما حررت مكتوباً، أو شيئاً من هذا القبيل، أُصدرت ‏على إثره وزارة التعليم الأردني، أن الشهادة السودانية غير مقبولة بالأردن هذا العام ، من غير ‏إستقصاء أو تحقيق متمهل ، أو تصريح من جهات سودانية مسؤولة عن هذا الملف، علماً أن ‏الطلاب الأردنيين مارسوا غشاً تقنياً وخداعاً إلكترونياً داخل قاعة الإمتحانات مع آخرين خارجها ، ‏مما يمثل عملاً جنائياً مباشراً يمس بسمعة الشهادة السودانية المحصّنة بالنزاهة ، مما يُسمى ‏بالشبكة، لأن بها كوادر متمرسة و أجهزة إلكترونية حديثة لم تحدث في تاريخ الشهادة ‏السودانية . ‏
 
من المؤكد لم يتم تسريب لأي ورقة إمتحان، كما جاء في بعض أعمدة الكتاب الأردنيين ‏فالتسريب كبيرة من الكبائر، تستوجب إعادة الإمتحان المُسرب على الأقل، هذا ما تفعله دولة ‏أدنى بكثير من السودان حيث الخبرة الأكاديمية، والعراقة المهنية اللتان إتسمت بهما لجنة ‏إمتحانات السودان عبر عقود طويلة ، ولذا لا أدري لماذا تصّر بعض الجهات الأردنية الرسمية ‏والإعلامية على عبارة تسريب التي نفتها الأجهزة التعليمية والأمنية في السودان نفياً قاطعاً ؟؟ ‏وبرغم إدانة الطلاب الأردنيين بالغش والخداع !!!  ‏
السودان تعامل مع الموضوع برمته بحكمة عالية وراعى مصالح الطلاب الذين أدينوا بشكل ‏دامغ، لصالح العلاقات الراسخة بين السودان والأردن في المقام الأول والأخير.  ‏
 
يبدو أن بعض الصحفيين القله يريدون أن يمسّوا بالعلاقات الأخوية الراسخة بين السودان ‏والأردن تارةً بتعرضهم إلى رمز سيادتها الوطنية العليا مباشرة بسوء لا يتسق ودفء العلاقات بين ‏البلدين ، وتارةً بالنيل جهلاً في أعظم إنجازاتها،حيث لا مال لنا إلا ثراء باذخ في  العلم والأخلاق ‏‏!!! ‏
 
 
* كاتب وصحفي سوداني ‏


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد