احفظوا هيبة السلطات الوطنية

mainThumb

13-04-2016 09:00 AM

 أثارت قضية الرسائل المتبادلة بين رئاسة الحكومة ورئاسة مجلس النواب الأردني حفيظة ‏المواطنيين واستيائهم، وذلك من جانبيين الأول: المضمون الذي تحمله هذه الرسائل، والثاني: ‏الأسلوب الذي كتبت فيه هذه الرسائل، وذلك بحسب ما تداولته الصحف ومواقع التواصل ‏الإجتماعي.‏

 

ومن المعلوم أن مجلس الوزراء ومجلس النواب من السلطات الوطنية الرئيسية في الوطن، ‏ويعتبران من مقومات وأصول الإنجازات التي يفخر بها المواطنون من حيث التأسيس والدور الذي ‏كلفا بالقيام به وفقاً لما نص عليه الدستور الأردني، لا من حيث الأشخاص الذين يتولون هذه ‏المناصب ولا من حيث الأداء للأشخاص، لأن الأشخاص وأدائهم متفاوت ومختلف فلا يتساوون ‏في الإنجاز، فالاعتزاز المتفق عليه بلا شك بين المواطنيين هو بوجود هذه السلطات لا ‏بالأشخاص الذين يتولونها ولا بأدائهم فالأشخاص وأدائهم ليسا محل اتفاق وقبول عند المواطنيين.‏
 
والواجب على من يتولون ويعملون في هذه السلطات أن يحفظوا هيبتها ووقارها من الإهانة ‏والإزدراء والسلوكات والتصرفات التي قد تفقدها هيبتها عند المواطنيين، وذلك لأن ما تم تداوله ‏من رسائل تنسب لرئاسة السلطتين لا ترقى للمستوى الذي يليق بالسلطتين.‏
وإن المضمون الذي حملته تلك الرسائل يعتبر استفزازاً للمواطنيين وهم يرون كيف تتم التعينات ‏بطريقة المحاصصة خارج الأصول القانونية المعروفة للتعينات، خاصةً وأن بعض النواب نشروا ‏على صفحاتهم في مواقع التواصل الإجتماعي أن لديهم مستندات ووثائق وأسماء ومعلومات عن ‏مخالفات في التعينات، ولعل المثل الشعبي الذي يقول:" ما شافوهم وهم يسرقون، وشافوهم وهم ‏يتقاسمون" ينطبق على مثل هذه القضايا.‏
فلماذا الصمت من أصحاب العلاقة في قضية الرسائل المتبادلة بين السلطتين؟ ولماذا لا يكون ‏هناك تصريح يكشف بوضوح ملابسات هذه الرسائل؟ احتراماً لمشاعر المواطنيين المعنيين ‏بالقضية، حتى وإن كان التصريح دبلوماسياً، فأعرافنا تتطلب تصريحاً ولو مجاملةً وتطيباً لخواطر ‏المواطنيين، جانباً من الذوق ومراعاة المشاعر.‏
 
ومن السلوكات التي من شأنها أن تؤثر على هيبة تلك السلطات ما حدث من تصرفات بعض ‏ممثلي الشعب من حلبات مصارعة وحلبات ملاكمة وتبادل للشتائم فيما بين الأعضاء في الكثير ‏من الجلسات التي كانت تعقد والمواطن يشاهد ويتأفف لما يراه من النخب الذين يفترض بهم أن ‏يكونوا على قدر من الاتزان وحسن الحوار يرقى للمنصب الذي يمثله إن لم يكن يرقى لطبيعة ‏الشخص ذاته، فنائب يشتم زميله وآخر يصرخ وآخر يقول مخاطباً لهم " أنتم أكاليين نكاريين" ‏وآخر يقول أنتم كذابوان وأنا أكذب واحد فيكم" وغيره يقفز عن من خلف المنصه وآخر يمد يده ‏بالضرب وغيرها من التصرفات التي شاهدها وسمعها المواطنون ونقلتها وسائل الإعلام والتواصل ‏الإجتماعي.‏
 
فسقا الله الممثلين السابقين للمواطنيين الذين كانوا هيبةً ووقاراً واتزاناً في الشخصية وقوةً في ‏الأداء، فعلى سبيل المثال من المجالس النيابيه التي تعتبر نموذجاً للاتزان الشخصي والوقار ‏لذوات النواب وكذلك القوة والأداء ( مجلس النواب الحادي عشر والرابع عشر) حيث الشخصيات ‏المتزنة والأداء والقوة من كل الدوائر الإنتخابية على مستوى الوطن الذين كانوا يصلحون وجاهةً ‏لقضايا عالمية فضلاً عن القضايا والأعراف الأردنية ولكن للأسف نواب بعض المجالس اليوم لا ‏يصلح لأن يقود جاهةً شعبية لأبسط القضايا.‏
 
فلا تدخلوا المواطنيين في مشاكلكم الشخصية على تقاسم مناصب ووظائف الوطن، ولا تستفزوهم ‏بتصرفاتكم على أنه مزرعة تتقاسمونها بينكم وبين أبنائكم، فالمواطنون يكفيهم ما هم فيه من ‏الشدة والصبر، حلوا مشاكلكم واتركوا الوطن والمواطنيين بحالهم وكفوا عن الاستفزاز وإفقاد ‏السلطات هيبتها، فالوطن يواجه العديد من التحديات المحيطة به، والتاريخ يسجل ولا يرحم ‏والمواقف تحفظ لأهلها.‏
 
فأملنا بقيادتنا الهاشمية الحكيمة أن تضع حداً لمثل هذه التجاوزات، وإذا رأوا الجدار ينقض أقاموه ‏بلا أجر.‏


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد