لماذا يحطمون الزهور ؟

mainThumb

14-04-2016 11:15 AM

كنت كلما زرت المركز العام لجماعة الإخوان المسلمين الأصليين في العبدلي أو مررت بجانبه  قلت في نفسي : "هنا يصنع الرجال ،هنا يصنع الشباب الملتزمون بدينهم وإسلامهم ، السائرون على هدي نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم " هؤلاء الذين يضحون بأوقاتهم وأموالهم في سبيل إسلامهم ولخير وطنهم وأمتهم .
 
إنهم شباب مكتهلون في شبابهم ، بعيدة عن الحرام أعينهم ، ولا تمشي إلى الباطل أرجلهم ، أيديهم متوضئة ونظيفة ، يقومون الليل ويصومون النهار ، ما عرفتهم إلا ساعين للحق والخير ، يتنافسون في عمل الخيرات ، شباب في عمر الزهور ، يفوح منهم عبق المسك والياسمين ،فيضفون على المكان الذي يحلون فيه رائحة طيبة وهدوءً جميلا ، فهم كحامل المسك أما أن يعطيك وإما أن تجد منهم ريحاً طيبة ، إنهم الزهور الطبيعية الجميلة .
هؤلاء الشباب ( الزهور ) تربوا على أيدي مشايخ كبار حملوا مشاعل الهداية والنور في مجتمعنا الأردني بل وفي كل مجتمع حلوا فيه ، فأسسوا الجمعيات الخيرية ، وبنوا المؤسسات العلمية والصحية وغيرها ، وحموا البلد من كل مكروه ووقفوا معه في أحلك الأزمات ، وحاربوا الفساد  بكل ما يملكون من قوة ، فأنتجوا هذه الزهور الجميلة التي تبث الورود في جميع أرجاء الوطن ، فهؤلاء المشايخ هم أصحاب البلد الأصليون الذين لم ولن يخونوه أو يسلموه لأحد ، فلسان حالهم يقول : بلادي وإن جارت علي عزيزة         وقومي وإن جاروا علي كرام  
 
والآن تأتي قوات أمنية وبدون سابق إنذار تغلق مقرات هؤلاء الشباب في عمّان وجرش – والله أعلم أين سيصل الأمر – فما الذي جناه هؤلاء الشباب ، إن كان هناك خطأ ما فليعالج عن طريق القضاء أو بالحسنى ، لمصلحة من هذه المعالجة الخشنة ؟ ولمصلحة من هذا الرد العنيف ؟
 
أقول لكل المتنفذين العقلاء رفقاً بالوطن ، رفقاً بشباب الوطن ، رفقاً بالدعاة المصلحين ، نحن لا ينقصنا في هذا الوطن مشاكل فهي كثيرة من حولنا وفي مجتمعنا ، لنقف صفاً واحداً في الدفاع عن إسلامنا المستهدف وأوطاننا المستباحة ،وامتنا المنهكة  , فلماذا نحطم هذه الزهور الرائعة الجميلة ، أرجو أن لا تذبل هذه الزهور وتنبت بدلاً منها شوكيات لها جذور عميقة تحت الأرض ، فيغرق مركبنا ونهلك جميعاً ويومئذ لا ينفع الندم .
 
حمى الله إسلامنا وأردننا وشبابنا ، وأرشد مسيرتنا ، اللهم هل بلغت اللهم فاشهد 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد