مراكز إيواء الأشخاص ذوي الإعاقة استغلال وانتهاك للحقوق

mainThumb

27-04-2016 09:55 PM

أدرك المجلس الأعلى لشؤون الأشخاص المعوقين ضرورة إعادة النظر بالعديد من مواد  ‏قانون حقوق الأشخاص المعوقين رقم 31 لسنة 2007، وتعديلها، بعد مرور عام على ‏إقراره، إذ كشفت عملية التطبيق العديد من الفجوات في مواده، وبخاصة أن إقراره سبق توقيع ‏الأردن ومصادقته على الاتفاقية الدولية للإعاقة .‏

 

 
‏ وجاء مشروع قانون حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة لعام 2016 بالعديد من التعديلات ‏لتلافي جوانب القصور في قانون 2007 ، لكن ما أثار أصحاب المراكز الخاصة هو البند ‏المتعلق بـ"إنهاء نظام الرعاية الإيوائية في المراكز"، فهو يمس مصالحهم وبخاصة في ظل ‏غياب أي جهة رقابية تتابع ما يجري في تلك المراكز.‏
 
 
ونصت الفقرة (ب) من المادة  (19) من الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة  ‏المتعلقة بالعيش المستقل "إمكانية حصول الأشخاص ذوي الإعاقة على الخدمات المؤزرة  ‏في المنزل، وفي محل الإقامة..... لتيسير اندماجهم في المجتمع ووقايتهم من الانعزال ‏والانفصال عنه "،  مثلما نصت المادة 4 الفقرة د من قانون حقوق الأشخاص المعوقين لسنة ‏‏2007 " تدريب اسر الأشخاص المعوقين على التعامل السليم مع الشخص المعوق بصورة ‏لا  تمس كرامتهم أو إنسانيتهم " "  دمج الطفل المعوق داخل أسرته، وفي حال تعذر ذلك ‏تقدم له الرعاية التاهيلية  البديلة "   ‏
 
 
لذلك لا بد من إيجاد طريقة لإلغاء المراكز الإيوائية والاستعاضة عنها بخدمات يقدمها ‏مختصون للأشخاص ذوي الإعاقة داخل منازلهم وضمن أسرهم وان  يتم تدريب الأسر عليها.‏
 
‏ ‏‎ 
ولا نظلم المراكز الإيوائية إذا قلنا أنها قد تكون سعت لتجييش أهالي الأشخاص ذوي الإعاقة  ‏والعزف على وتر أين سيذهب أبناءكم إذا أغلقت المراكز الإيوائية؟، فهي المستفيد الأول من ‏وجود الشخص المعوق لديها، ولا نظلمها إذا قلنا أن بعضها ينتهك يوميا حقوق الأشخاص ‏ذوي الإعاقة، وحقوق العاملين معهم، هذا الانتهاك يأخذ جوانب عديدة تبدأ منذ لحظة تقييم ‏حالة الشخص وعلى النحو التالي:-‏
 
 
‏1-‏ ‏ لدى إجراء عملية التقييم يتم وضع جلسات زيادة على حاجة الشخص المعوق سواء ‏في جلسات العلاج الطبيعي أو الوظيفي أو السمع والنطق أو- المدرسة - صفوف ‏في التربية الخاصة.‏
 
‏2-‏ ‏    لا يوجد اجر محدد ومعتمد من قبل وزارتي الصحة أو التنمية الاجتماعية للجلسة ‏الواحدة ما يفتح المجال أمام تلك المراكز لجباية ما ترغب من أجور.‏
 
‏3-‏ ‏ بعض الأشخاص قد لا يحتاجون لجلسات علاجية معينة لكنهم يجبرون على أخذها ‏فعملية التقييم لا تتم بنزاهة.‏
 
‏4-‏ ‏ العديد  من الأشخاص ذوي الإعاقة لا يحضون بالاهتمام الكافي ويتركون دون عناية ‏أو دون الحصول على ابسط الحقوق ولا يلتفت إليهم المركز إلا عندما يأتي ذووهم ‏لزيارتهم.‏
 
‏5-‏ ‏ الفترة الزمنية التي قد يقضيها الشخص المعوق في المركز تكون دائما أطول مما ‏تحتاجه حالته.‏
 
‏6-‏ ‏ التعرض للانتهاكات من قبل العاملين معهم كالضرب وعدم الاهتمام بنظافتهم، ‏بعضهم تعرض للحرق وبعضهم للسقوط من أماكن مرتفعة ويتم إخفاء الأمور عن ‏الأهالي.‏
 
‏7-‏ ‏ بعض الأشخاص ذوي الإعاقة وبخاصة من ذوي الإعاقات الشديدة يتم وضعهم في ‏تلك المراكز فقط من اجل الرعاية، ولا يتم العمل على دمجهم، بل يتم عزلهم وتقديم ‏الطعام لهم.    ‏
 
 
أما الانتهاكات التي تتم من قبل إدارات بعض المراكز بحق العاملين فيها،  وبخاصة ‏بحق المعالجين من ذوي الاختصاصات الطبية التطبيقية، فتأتي على النحو التالي:- ‏
 
 
‏1-‏ ‏ انتهاك الحقوق المتعلقة بالحد الأدنى للأجور ‏
 
‏2-‏ ‏  انتهاك الحقوق المتعلقة ببيئة العمل فالعديد من المراكز يتوفر فيها التكييف ‏والتبريد لكن إدارات بعض المراكز تتركهم يعانون والأشخاص المعوقين من البرد أو ‏الحر، للتوفير في فاتورة الطاقة.‏
 
‏3-‏ ‏ بعض المراكز لا تشرك جميع العاملين فيها للضمان الاجتماعي بل تقوم بإشراك ‏عدد منهم،  وبأقل من الأجر الذي يتقاضاه بعضهم.‏
 
‏4-‏ ‏ رفض إدارات المراكز الالتزام  بقوانين العمل، حتى النظام الداخلي للمركز لا يتم ‏وضعه في مكان واضح ومتاح لاطلاع الجميع .‏
 
‏5-‏ ‏  تقوم بعض المراكز باقتطاع مبالغ كبيرة من العاملين ولأي ذنب أو خطأ ودون ‏سند قانوني.‏
 
‏6-‏ ‏ رفض بعض المراكز منح العاملين فيها أي إجازة وإذا اضطر الموظف لإجازة يتم ‏خصمها من راتبه.‏
 
 
لذلك لا نتجاوز الحقيقة إذا قلنا أن إدارات وأصحاب  بعض المراكز تدفع أهالي  ‏الأشخاص ذوي الإعاقة للضغط بهدف إلغاء هذا البند، فهو  يتعارض مع مصالح تلك ‏المراكز، لكن  الإبقاء على المراكز الإيوائية التي تصب في مصلحة أصحاب  تلك ‏المراكز فقط ، يتعارض مع قوانين حقوق الإنسان والاتفاقية الدولية للإعاقة، وتحرمهم ‏من الدمج في الأسرة والمجتمع  علاوة أن العديد من الأهالي يتهربون من تحمل ‏مسؤولية رعاية أبناءهم المعوقين.‏
 
 
‏  واخيرا  أدعو وزارة التنمية الاجتماعية وبالتنسيق مع المجلس  الأعلى لشؤون الأشخاص ‏المعوقين وكذلك وزارتي الصحة والعمل إلى تكثيف الرقابة على تلك المراكز وتكثيف الجولات ‏التفتيشية من خلال لجان تضم ممثلين عن تلك الجهات  لضمان حقوق الأشخاص المعوقين ‏وحقوق العاملين معهم، وان يتم إلزام أصحاب  تلك المراكز وإداراتها بتوقيع  عقود مع أهالي ‏الأشخاص المعوقين الراغبين من الاستفادة  من تلك المراكز ضمن أجور معقولة حسب نوع ‏الجلسات، وعقود أخرى مع العاملين في تلك المراكز مصادق عليها من قبل تلك اللجنة أو ‏وزارة العمل، لان ذلك يحمي الجهتين، ويمكن العاملين من الإبلاغ عن أي تجاوزات تمس ‏حقوق الأشخاص المعوقين أو العاملين .‏


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد