الهيئة العامة لنقابة الصحفيين .. لماذا العزوف ؟

mainThumb

01-05-2016 01:40 PM

لا أذكر منذ نيسان 1994 تاريخ الموافقة على عضويتي في نقابة الصحفيين الأردنيين أن أيا من اجتماعات الهيئة العامة للنقابة عقد من أول مرة، فجميع الاجتماعات كانت تؤجل لعدم اكتمال النصاب، وتعقد فيما بعد بمن حضر، باستثناء الاجتماعات التي تجري فيها انتخابات نقيب وأعضاء مجلس النقابة، ولم اشعر في أي يوم بأي دافع لحضور أي من تلك الاجتماعات حتى التي يجري فيها الاقتراع على مجلس النقابة.

إن عزوف الهيئة العامة لنقابة الصحفيين عن حضور اجتماعاتها مؤشر يستحق الوقوف عنده ، من قبل أعضاء مجلس النقابة أولا، ومن قبل أعضاء الهيئة العامة ثانيا، فعدم اكتمال النصاب، والعزوف عن الحضور يؤشر إلى ثلاثة أمور أولها إما أن يكون لغياب الثقة بمجالس النقابة المتعاقبة وأعضائها، وبخاصة أن الحضور في المرة الأولى لا يتجاوز الواحد بالمائة من أعضاء الهيئة العامة البالغ نحو 1200 عضو، وفي المرة الثانية لا يتجاوز الحضور5 بالمائة، وهذا لا بتعلق بالمجلس الحالي فقط وإنما بالعديد من المجالس التي تعاقبت على النقابة من  عشرين عاما، ما يعني أن الأقلية في نقابة الصحفيين هي التي تتخذ القرارات سواء كانت ايجابية أم سلبية.

أما المؤشر الثاني لعزوف الصحفيين عن حضور اجتماعات الهيئة العامة لنقابتهم، فقد يكون عدم قناعتهم بأعمال مجلس نقابتهم وقراراته خلال فترة دورته، وبخاصة أن المجالس منذ فترة طويلة تحولت إلى مجالس تصريف أعمال فهي نسخ مكررة سواء من حيث النقيب الذي تولى منصبه للمرة الرابعة وكان نائبا للنقيب لمرتين سابقتين، أو من حيث أعضاء المجلس الذين يتم انتخابهم أما (بالترجي وتبويس اللحى) أو من خلال تحالفات قد تكون جهوية أو فئوية، أو  مؤسسية، فنذهب إلى مركز الاقتراع معبأين بأفكار وتوجهات نحو الزملاء المرشحين ابعد ما تكون عن قدرتهم على العمل والعطاء أو توجهاتهم الفكرية والمهنية، فيخضع اختيارنا لمجلس النقابة لجميع الأسس التي يمكن أن تخطر على بال أي منا باستثناء قدرتهم على العمل والعطاء والمهنية، وتوجهاتهم الفكرية ومواقفهم كأعضاء في الهيئة العامة أو في المجالس السابقة.


والمؤشر الأخير لتغيب أو عدم الاكتراث لحضور اجتماعات الهيئة العامة لنقابة الصحفيين فيتعلق بنظرة أعضاء الهيئة العامة للقرارات التي تتخذها المجالس أو الهيئة العامة وقناعتها بأنه مهما كانت القرارات المتخذة أو تلك التي ستتخذ  فإنها لن تؤثر في شيء فهي لا تزيد ولا تنقص في شيء، فهي ليست من النقابات الكبيرة المؤثرة كنقابتي المهندسين والمعلمين ، وليست من النقابات المسيسة أو التي تعمل هي وأعضاؤها خارج العباءة الرسمية .


 ولكي نزيد من أهمية نقابة الصحفيين على الأقل في عيون أعضائها، ونزيد من إقبال الهيئة العامة على نقابتهم، وحتى لا تبقى الأقلية هي التي تقرر، يجب تغيير الأسس التي يتم عليها انتخاب مجلس النقابة، فقد يتطلب ذلك تشكيل كتل تتنافس فيما بينها لفوز برئاسة وعضوية مجلس النقابة فيتم محاسبة الكتلة بدلا من محاسبة شخص أو تعليق أخطاء المجلس على كاهل احد أو بعض أعضائه .
 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد