حادثة مأساوية كانت سبباً لعيد العمال .. ماذا تعرف عنها؟

mainThumb

01-05-2016 10:53 PM

السوسنة - تتنوع أسماء هذه المناسبة السنوية بين يوم العمال العالمي وعيد العمل أو عيد الشغل، لكن التسمية الأكثر شهرة ليوم الأول من مايو/ أيار هي "عيد العمال"، حيث تتوقف ملايين المؤسسات ومئات الملايين من العمال عن العمل في كثير من دول العالم.
 


أحداث هايماركت

ويعود أصل الاحتفال بهذا اليوم إلى حادثةٍ جرت في مدينة شيكاغو الأميركية، حيث حصلت نزاعات بين العمال وأرباب العمل بعد اجتماعٍ بدأه العمال في الأول من مايو/ أيار، واستمر حتى الرابع منه، مطالبين بتخفيض ساعات العمل إلى 8 ساعات بدلاً من 10، وتحسين الأجور.

اتسعت رقعة الاضطراب من شيكاغو إلى إلينوى وولايات أخرى في أميركا شارك فيها عموم العمال، والحرفيين والتجار والمهاجرين. وفتحت الشرطة النار على أربعة من المضربين، فتم قتلهم في شركة ماكورميك للحصاد الزراعي، وتجمع حشد كبير من الناس في اليوم التالي في ساحة هايماركت.



ظل الحدث سلمياً إلى أن تدخلت الشرطة لفض الاحتشاد، فألقى مجهول قنبلة وسط حشد الشرطة. وأدى انفجار القنبلة وتدخل شرطة مكافحة الشغب إلى وفاة ما لا يقل عن اثني عشر شخصاً بينهم سبعة من رجال الشرطة.

وتلا ذلك محاكمة مثيرة للجدل، حيث تمت محاكمة ثمانية من المدعى عليهم بسبب معتقداتهم السياسية. وأدت المحاكمة في نهاية المطاف إلى إعدام سبعة أشخاص وانتحار أحد العمال داخل السجن.


حادث هايماركت كان مصدراً لغضب للناس في أرجاء العالم. وفي السنوات التالية، ظلت ذكرى "شهداء هايماركت" في الذاكرة ضمن العديد من الإجراءات والمظاهرات الخاصة بالأول من أيار/ مايو.

بدأت فكرة يوم العمال في أستراليا، عام 1856. ومع انتشار الفكرة في جميع أنحاء العالم، تم اختيار الأول من أيار/مايو ليصبح ذكرى للاحتفال بحلول الدولية الثانية للاشخاص المشتركين في قضية هايماركت 1886.


وشهد عام 1904 انعقاد مؤتمر الاشتراكية الدولية بمدينة أمستردام، والذي دعا النقابات العمالية والمنظمات إلى اعتبار الأول من مايو احتفالاً عمالياً، وسعت المنظمات الاشتراكية إلى جعله يوم عطلة، وبالفعل باركته الكنيسة الكاثوليكية عام 1954، إلا أن الحكومة الأميركية ظلت لأعوام طويلة ترفض الاحتفال به فى الأول من مايو، حتى نجحت ضغوط المنظمات العمالية الاشتراكية في فرضه عليها.

واليوم أصبح الأول من مايو احتفال دولي للإنجازات الاجتماعية والاقتصادية للحركة العمالية. وعلى الرغم من أن الأول من أيار/مايو، هو يوم تلقّى وحيه من الولايات المتحدة، فإن الكونغرس الأميركي قد خصص الأول من مايو كيوم للوفاء عام 1958، نظراً للتقدير الذي حظي به هذا اليوم من قبل الاتحاد السوفياتي.



لعيد العمال بعض العلامات التي ميزته حول العالم تاريخياً، منها أنّه انطلق من الولايات المتحدة، لكنّ الاحتفال به هناك يصادف في الأول من سبتمبر/ أيلول، ويشير إلى نهاية فصل الصيف.

في الأرجنتين، مُنع العيد مرتين تحت حكمين ديكتاتوريين عامي 1930 و1966. كذلك، منع النظام الفاشي في إيطاليا الاحتفال بالعيد في الفترة التي سبقت الحرب العالمية الثانية. لكنّ إيطاليا بعد ذلك باتت من أهم الدول التي تحتفل بالعيد، حتى أنّ التجمع الرئيسي في ساحات روما الذي يشهد احتفالات موسيقية في أول مايو، يشارك فيه أكثر من نصف مليون شخص.



في جمهورية إيرلندا يُحتفل بالعيد بالتزامن مع عيد القديس يوسف، وهو المعروف بأنّه راعي العمّال وشفيعهم. وبالمناسبة، فإنّ المسيحيين الشرقيين في سوريا ولبنان وفلسطين ومصر وغيرها من الدول، يحتفلون هذا العام بعيد العمال بالترافق مع احتفالهم بأحد القيامة، أو عيد الفصح الذي ينهي أيام الصوم الكبير.

وعلى الرغم من أنّ العيد في اليابان غير رسمي، ولا تمنح فيه إجازة على المستوى الوطني، فإنّ أرباب العمل غالباً ما يعطون العمّال والموظفين إجازة مدفوعة فيه. "هافينغتون بوست عربي"



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد