إيران .. بلد المعتدلين! - وائل الحساوي

mainThumb

02-05-2016 09:35 AM

يستبشر الايرانيون بقرب إلحاق الهزيمة بالاصوليين في المرحلة الثانية من الانتخابات التشريعية التي يتنافس فيها 136 مرشحا على 69 مقعدا شاغرا لمجلس الشورى، بعد ان اكتسح ما يسمى بالمعتدلين كثيرا من المقاعد في الجولة الاولى من الانتخابات.
 
 
 
ويعتقد دعاة تيار الاعتدال المزعوم بأنهم يستطيعون تحقيق الكثير بعد ان يهيمنوا على مقاعد البرلمان ومجلس الشورى والسير بإيران نحو الاعتدال!
 
 
 
ان من يقرأ صورة النظام داخل ايران وتشابكاته التي تمت صياغتها بدهاء، ليدرك بأن هذه الآمال التي يعلقها السذج من الناس على قرب تغير النظام الايراني وقرب تحوله الى الاعتدال هي اكبر خديعة تحدث امام عيوننا و ايهامنا بأن ذلك النظام الطائفي يسير نحو التحول للاعتدال!
 
 
اعطونا مثلا واحدا على تغير السياسة الخارجية الايرانية نحو الاعتدال منذ قيام ثورتهم المزعومة وحتى اليوم، وقد تعاقب على رئاسة الجمهورية عدة زعماء اطلقوا على أنفسهم تيار الاصلاح والاعتدال، فهم متفقون على تصدير ثورتهم بالحديد والنار والتغلغل في شؤون الدول المجاورة واثارة القلاقل في ربوعها والسعي لتفجيرها من الداخل، وهم يتفاخرون بقيام امبراطوريتهم الفارسية واحتلالهم لأربع دول عربية.
 
 
ومما قد لا يعرفه الكثيرون هو ان السلطات الحقيقية في ايران هي بيد المرشد الاعلى او الولي الفقيه، فهو المهيمن على شؤون الحكم كافة كالجيش والاعلام والسلطة التشريعية والتنفيذية، وهو المسؤول عن تعيين وعزل نصف اعضاء مجلس صيانة الدستور الذي من مهماته الاشراف على الانتخابات والموافقة على المرشحين لرئاسة الجمهورية ومجلس الخبراء ومجلس الشورى، كما يفوض الدستور للمرشد الاعلى مسؤولية القائد العام للقوات المسلحة واعلان الحرب وغيرها من الصلاحيات التي لم تخطر على بال اي مشرع في العالم!
 
 
اذا، فكفاكم كذبا على العالم بالحديث عن الانتخابات النزيهة والاعتدال، وانظروا الى بقية مكونات الشعب الايراني من عرب واكراد وتركمان وبلوش، والذين يشكلون اكثر من 40 في المئة من تعداد الشعب، والذين تمارس ايران عليهم كل انواع الاضطهاد والتمييز والظلم، ثم تتشدق بالحرية والديموقراطية امام العالم، ويكفي ان نسأل سؤالا واحدا لنعرف حقيقة هذا النظام:
 
 
 
كيف تفسرون ما تفعله ايران وتابعوها في سورية من سلخ لرؤوس ذلك الشعب السوري المنكوب وصب الحمم على رؤوس سكان المدن وقصفهم بالطائرات والدبابات، وقتل آلاف المدنيين من الاطفال والنساء وغيرهم، وهل يتناسب ذلك مع ادعاء الاعتدال والاصلاح، بل هل يتناسب مع ادعاء الاسلام؟!
 
 
عاصفة الحزم في الأحواز!
 
 
ان المطلوب من الدول العربية ان تواجه ايران بنفس ما تواجهنا به من مكر وخديعة، وذلك بأن ندعم الحركات التحررية فيها مثل حركة العرب الاحوازيين الذين يقودون ثورة مضادة ضد النظام الايراني في بلادهم، فلماذا لا يتم تمويل تلك الثورات المضادة لزلزلة اركان النظام في ايران، ولنقل المعركة الى داخل ايران، ولماذا لا يتم دعم القنوات الاعلامية التي تتوجه الى مخاطبة الشعب الايراني وتدعو للانقضاض عليه وتحرير الشعوب المستضعفة من براثنه؟!
 
 
ان اقوى وسيلة للدفاع هي الهجوم، والنظام الايراني لا يمكن هزيمته إلا بالهجوم عليه في عقر داره وتعريته وتثوير شعبه عليه!
 
 
 
صحيفة "الراي"


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد