سوريا مابين الموت والوعود السياسية الكاذبة - سماهر عبدالله السيايده

mainThumb

03-05-2016 10:06 AM

مجزرة ، إبادة ، جرائم ضد الإنسانية ، وحشية ، قانون الغاب ، تطهير عرقي ، كلها مسميات تحمل المعنى نفسه ، ولعلها تلخص ما يؤول إليه الوضع في سوريا ، فمن من غير المعقول  أن نطلق  على مايحدث حرباً ، حيث لايوجد تكافؤ بين الطرفين ، طرف أعزل يمثله الشعب وطرف ينعم بالأسلحة العنيفة المقدمة لنظام الأسد على طبق من الذل والعار ، فالحرب لا تكون إلا بين جيشين لدولتين متعاديتين  بينهما تكافؤ بالجيوش والعدة والعتاد والأسلحة والأهداف والأسباب ، لكن مايحدث في سوريا لايمكن تخيله ، فكيف لرئيس دولة أن يتآمر على شعبة مع دول هدفها السيطرة وبسط النفوذ واجتثاث الدول العربية من جذورها  ؟ كيف لرئيس دولة أن يرتكب مجازر جماعية من أجل السلطة ؟  كيف لرئيس دولة أن يستخدم أسلحة روسية وإيرانية لإبادة شعبه  ؟ وكأنه يطبق مقولة النهر أمامكم والبحر خلفكم والمجازر من حولكم ومروحيات الأسد من فوقكم فأين المفر .
 
 الولايات المتحدة  الأمريكية لم يكن همها الأكبر هو الحفاظ على عرش الأسد ، والقضاء على تنظيم القاعدة في سوريا كما تزعم والمشهد الحالي الشرق أوسطي دليل شاهد على ذلك ، ولعل ماقام به ديك تشيني وزير الدفاع الأمريكي الأسبق دليل واضح على ذلك حيث أعد بحثاً عن مصادر الطاقة في العالم وتوزيعها  وجاءت سوريا والعراق  من أهم الأراضي الحاضنة للبترول والغاز الطبيعي مما قاد أمريكا إلى التفكير بسوريا والعراق  خاصة بعد تعذر تصدير الغاز الروسي مع تصاعد الصراع في جزيرة القرم . 
 
حلب تحترق وتحرق معها كل الحلول والوعود السياسية والأكاذيب العربية ، ومازال العالم يحدثنا عن حلول سياسية وعن مجلس يسمى بمجلس الأمن الدولي ، فأين هو مجلس الأمن والسلام  وأطفال ونساء سوريا جثث مترامية تحت القصف ؟  أين هم والبراميل الحارقة  تشوه جثثهم ، وتقصف كل معاني الإنسانية ؟ أين هم وسوريا أصبحت رهينة الصراع الأمريكي الروسي ؟ لقد تجاوزت الحرب السورية كل معاني الإنسانية  فالشعب الأعزل يواجه   بشاعة الموت  دون أدنى عقوبة يخشاها القاتل ، لتتكرر المجازر كل يوم  وللأسف مازلنا نطالب القوى السياسية المشلولة الأطراف بالتحرك وكأننا نصفق لنظام القتل ونطالبه بالمزيد ..


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد