ملامح البنية التحتية لمشروع الاستمطار - م.فهيد الطعيمه ‏

mainThumb

03-05-2016 11:22 PM

المستعرض لبنود البنية التحتية لمشروع الاستمطار المنوي السير به كما هو مقترح يجد العجب العجاب ،ويلمس حشو ‏بنود  لا يفهم القصد من حشوها، إلا بغرض التضخيم والبهرجة والديكور.‏
 
فاذا ألقينا نظرة على تلك البنود بشئ من التفصيل نلمس الافراط في هدر الموارد المالية دون مراعاة لاحوال البلد ‏الاقتصادية.‏
 
اولا: الردار والطائرات:- كما هو مقترح فهناك طلب لشراء ثلاث طائرات وثلاث ردارات جوية.هل فعلا يحتاج ‏المشروع إلى هذا الكم من الطائرات والردارات؟ وهل تم حساب كلفة التشغيل والصيانة؟علما بأن ردار واحد بإمكانه ‏تغطية كامل مساحة الاردن .ثم هل تم الاخذ بالحسبان الكادر البشري من الفنيين والمهندسين والمبرمجين الذين سيديرون ‏ويشغلون هذه الردارات.إن الكلفة التقريبية السنوية لصيانة الردار الواحد تقدر ما بين 100-150الف دينار ،فكيف ‏هو الحال بثلاث ردارات. والحال ينطبق على الطائرات المقترح إدخالها.(الكلفة التقريبية للردارات من 2.4-3.0 مليون ‏دينار ، وللطائرات من 1.5- 3.0 مليون دينار)،هذا عدا عن كلفة الصيانة السنوية
 
ثانيا: الكادر:- المقترح هو الحاجة إلى 30 فنيا و10 باحثين، من أين سيتم توفير مثل هذا العدد، والدائرة غير قادرة ‏على تعبئة الوظائف الشاغرة لديها نظرا لصعوبة وندرة التخصصات التي تحتاجها ، وعزوف طالبي الوظائف على القبول ‏بالعمل في الدائرة نظرا لتدني العلاوات الفنية مقارنة مع باقي دوائر الدولة.ثم أي نوعية من  الباحثين هذا الذي يتطلبه ‏المشروع وما هو تخصصهم ،وما هو مجال بحثهم، والاهم ماذا فعلت الدائرة لغاية هذا التاريخ من خطوات لتأمين هذا ‏الكم من الفنيين والباحثين.‏
 
ثالثا : الاجهزة والمعدات:- ما يلفت الانتباه في هذا البند المقترح شراء محطة لرصد عناصر طبقات الجو العليا، فاذا ‏كان المقصود بذلك محطة راديوسوند، فهناك محطة عاملة في الدائرة تعمل بكفاءة عالية، فما الداعي لهدر 300 الف ‏دينار ، مع العلم بان الردارات الحديثة بامكانها قياس عناصر طبقات الجو العليا اذا اضيفت لمواصفات الردار. انه لشئ ‏يثير الاستغراب ، أبهذه الطريقة يتم ترشيد النفقات والمحافظة على المال العام.وفي هذا المجال فإن المنحة اليابانية المقدمة ‏للدائرة تشمل محطات آلية لقياس عناصر الطقس ، فما الحكمة من طلب 10 محطات آلية لمشروع الاستمطار بتكلفة ‏تصل الى 90 الف دينار،إلا إذا كان هناك أموال زائدة عن الحاجة.كما إنه من الجدير بالذكر طلب شراء مولدات ‏أرضية بغرض إستخدامها بمشروع الاستمطار بقيمة 90 الف دينار ، مع أنه لا توجد دراسة واحدة لاثر وفعالية ‏إستخدام المولدات الارضية في مشاريع الاستمطار.‏
ولا داعي لذكر تكاليف بنود المواد الكيميائية والبرمجيات والاثاث المكتبي والسيارات ورسوم إيواء الطائرات.ان الكلفة ‏الاجمالية للسنة الاولى تقارب 7,483,000 دينار ‏
 
كل ذلك يمكن القبول به وهضمه والتغاضي عنه لو أن هناك جدوى او أمل في تحقيق الهدف المنشود ، أما أن يتم ‏صرف كل هذه الاموال بدون توفير أدنى مقومات النجاح، فهذا إجحاف بحق الوطن ،يتوجب على أصحاب الضمائر ‏وهم كثر، وقف هذا العبث بمقدرات وطننا الغالي.‏
 
ما يؤسف له قيام أحد المعلقين على أحد المقالات بالافتخار بإستطاعة المدير إدارة الدائرة بنصف عدد الموظفين متوهما ‏بأنني أكيل له المديح،متناسيا حال مديريات الدائرة التي تعيش ظروفا صعبة من حيث قلة الكفاءات الفنية المتخصصة. ‏فليطلع العامة كم مهندس في مديرية الاجهزة، وكم متنبئ جوي خسرت الدائرة خلال ثلاث سنين ، وكم جامعي في ‏مديرية الارصاد التطبيقية ، وكم فني ومهندس في قسم نظم المعلومات وكم باحث في مديرية الدراسات , وكم وكم .ان ‏المشاريع التي تسعى الدائرة لادخالها بحاجة إلى أضعاف مضاعفة من الكوادر الفنية المختلفة لتتمكن من تنفيذها والتي ‏لا يتوفر منها حاليا الا القليل .ان نعت وضع الدائرة بالمتدهور لهو قليل عليها ،ولا بد من البحث الجاد لاسباب هذا ‏التدهور والاسراع في معالجته قبل فوات الاوان
 
حفظ الله الاردن قيادة وشعبا ، والله من وراء القصد


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد