المستعرض لبنود البنية التحتية لمشروع الاستمطار المنوي السير به كما هو مقترح يجد العجب العجاب ،ويلمس حشو بنود لا يفهم القصد من حشوها، إلا بغرض التضخيم والبهرجة والديكور.
فاذا ألقينا نظرة على تلك البنود بشئ من التفصيل نلمس الافراط في هدر الموارد المالية دون مراعاة لاحوال البلد الاقتصادية.
اولا: الردار والطائرات:- كما هو مقترح فهناك طلب لشراء ثلاث طائرات وثلاث ردارات جوية.هل فعلا يحتاج المشروع إلى هذا الكم من الطائرات والردارات؟ وهل تم حساب كلفة التشغيل والصيانة؟علما بأن ردار واحد بإمكانه تغطية كامل مساحة الاردن .ثم هل تم الاخذ بالحسبان الكادر البشري من الفنيين والمهندسين والمبرمجين الذين سيديرون ويشغلون هذه الردارات.إن الكلفة التقريبية السنوية لصيانة الردار الواحد تقدر ما بين 100-150الف دينار ،فكيف هو الحال بثلاث ردارات. والحال ينطبق على الطائرات المقترح إدخالها.(الكلفة التقريبية للردارات من 2.4-3.0 مليون دينار ، وللطائرات من 1.5- 3.0 مليون دينار)،هذا عدا عن كلفة الصيانة السنوية
ثانيا: الكادر:- المقترح هو الحاجة إلى 30 فنيا و10 باحثين، من أين سيتم توفير مثل هذا العدد، والدائرة غير قادرة على تعبئة الوظائف الشاغرة لديها نظرا لصعوبة وندرة التخصصات التي تحتاجها ، وعزوف طالبي الوظائف على القبول بالعمل في الدائرة نظرا لتدني العلاوات الفنية مقارنة مع باقي دوائر الدولة.ثم أي نوعية من الباحثين هذا الذي يتطلبه المشروع وما هو تخصصهم ،وما هو مجال بحثهم، والاهم ماذا فعلت الدائرة لغاية هذا التاريخ من خطوات لتأمين هذا الكم من الفنيين والباحثين.
ثالثا : الاجهزة والمعدات:- ما يلفت الانتباه في هذا البند المقترح شراء محطة لرصد عناصر طبقات الجو العليا، فاذا كان المقصود بذلك محطة راديوسوند، فهناك محطة عاملة في الدائرة تعمل بكفاءة عالية، فما الداعي لهدر 300 الف دينار ، مع العلم بان الردارات الحديثة بامكانها قياس عناصر طبقات الجو العليا اذا اضيفت لمواصفات الردار. انه لشئ يثير الاستغراب ، أبهذه الطريقة يتم ترشيد النفقات والمحافظة على المال العام.وفي هذا المجال فإن المنحة اليابانية المقدمة للدائرة تشمل محطات آلية لقياس عناصر الطقس ، فما الحكمة من طلب 10 محطات آلية لمشروع الاستمطار بتكلفة تصل الى 90 الف دينار،إلا إذا كان هناك أموال زائدة عن الحاجة.كما إنه من الجدير بالذكر طلب شراء مولدات أرضية بغرض إستخدامها بمشروع الاستمطار بقيمة 90 الف دينار ، مع أنه لا توجد دراسة واحدة لاثر وفعالية إستخدام المولدات الارضية في مشاريع الاستمطار.
ولا داعي لذكر تكاليف بنود المواد الكيميائية والبرمجيات والاثاث المكتبي والسيارات ورسوم إيواء الطائرات.ان الكلفة الاجمالية للسنة الاولى تقارب 7,483,000 دينار
كل ذلك يمكن القبول به وهضمه والتغاضي عنه لو أن هناك جدوى او أمل في تحقيق الهدف المنشود ، أما أن يتم صرف كل هذه الاموال بدون توفير أدنى مقومات النجاح، فهذا إجحاف بحق الوطن ،يتوجب على أصحاب الضمائر وهم كثر، وقف هذا العبث بمقدرات وطننا الغالي.
ما يؤسف له قيام أحد المعلقين على أحد المقالات بالافتخار بإستطاعة المدير إدارة الدائرة بنصف عدد الموظفين متوهما بأنني أكيل له المديح،متناسيا حال مديريات الدائرة التي تعيش ظروفا صعبة من حيث قلة الكفاءات الفنية المتخصصة. فليطلع العامة كم مهندس في مديرية الاجهزة، وكم متنبئ جوي خسرت الدائرة خلال ثلاث سنين ، وكم جامعي في مديرية الارصاد التطبيقية ، وكم فني ومهندس في قسم نظم المعلومات وكم باحث في مديرية الدراسات , وكم وكم .ان المشاريع التي تسعى الدائرة لادخالها بحاجة إلى أضعاف مضاعفة من الكوادر الفنية المختلفة لتتمكن من تنفيذها والتي لا يتوفر منها حاليا الا القليل .ان نعت وضع الدائرة بالمتدهور لهو قليل عليها ،ولا بد من البحث الجاد لاسباب هذا التدهور والاسراع في معالجته قبل فوات الاوان
حفظ الله الاردن قيادة وشعبا ، والله من وراء القصد