نحن أردنيون أيضا

mainThumb

04-05-2016 08:32 AM

 وتستمر المعاناة في هذا الوطن، معاناة كل اسمر في الأردن، حاولنا دخول الحياة ‏السياسية بشكل منظم وفق رأى وتوجيهات جلالة الملك، ووفق نصوص الدستور بان ‏جميع الأردنيون سواء وان اختلفوا بالعرف أو اللون. ‏

 
وكان ذلك عن طريق إنشاء حزب سياسي (التجمع المدني الأردني) ضم بين جنباته ‏أطياف متعددة من كل أنحاء الأردن من الأغوار ومن البادية من الشمال والجنوب لا ‏يوجد بينهم معالي أو سعادة أو دولة (لان المجتمع حرمهم من تلك الألقاب)، شباب ‏وشيوخ  ونساء تحمسوا للفكرة  وعملوا عليها سنوات طوال ولم يقتصر الحزب على اللون ‏الأسمر بل ضم بين جنباته عدد كبير من غير البشرة السمراء فكان قرار وزارة التنمية ‏السياسية رفض ترخيص الحزب بحجة مخالفته لأحكام الفقرة (ب) من المادة الخامسة من  ‏قانون الأحزاب السياسية رقم (39) لسنة 2015 انه ” لا يجوز تأسيس الحزب على ‏أساس ديني أو طائفي أو عرقي أو فئوي أو على أساس التفرقة بسبب الجنس أو الأصل. ‏وهذا بحد ذاته اعتراف ونشر للعنصرية في الأردن.‏
 
وهنا نتوجه بالسؤال إلى أصحاب القرار وكل من رفض التوقيع على أحقية الحزب في أن ‏يرى النور هل أصحاب البشرة السمراء في الأردن طائفيون أم على أساس العرق أي لسنا ‏من الأردن أم فئة معينة ليس لنا حق أم على أساس الأصل أي جاءوا من المريخ ؟ .‏
 
صحيح بان غالبية أعضاء الحزب المؤسسين  يغلب عليهم اللون الأسمر لكنهم من عدة ‏عشائر أردنية عريقة ومن كل أنحاء الأردن ولا توجد بينهم غالبيتهم أية صلة قرابة  ‏ويحملون أرقاما وطنية وهوية أحوال لم يكتب عليها أنهم فئة أو عرق أو طائفة وغيرها من ‏المسميات المذكورة. ‏
 
صبرنا سنوات طويلة ونحن مهمشون وأقولها وليس من باب الاستجداء بل من باب الحق ‏من منكم رأى اسمر اللون سفيرا أو وزيرا أو عين في مجلس الأعيان منذ تأسيس المملكة ‏الأردنية الهاشمية؟ أليس لهم حق في خدمة البلد ؟ أليس لهم حق في الوظائف العليا؟ ‏متواجدين في الأغوار على ارض الرباط في البوادي وفي المدن والمخيمات. رفضهم ‏المجتمع الأردني منذ سنوات طويلة حاولوا تنظيم أنفسهم في مجتمع سياسي حزبي ‏ليساهموا في بناء الدولة لكنهم رفضوا من جديد. ‏
 
إذا كانت لجنة ترخيص الأحزاب تعتبرهم ضمن المسميات السابقة فنريد منها التكرم ‏بإصدار قرار بأنكم لستم من الأردن ولا تمتون له بصلة وكنتم ضيوفا طول سنوات حياتكم ‏لا أكثر ولا اقل. وعندها سنقول لقد قدمنا مواكب الشهداء على ثرى الأردن وما زلنا، ‏وحلفنا بتراب هذا الوطن وحملنا الهوية الأردنية، وأجدادنا واكبوا الدولة الأردنية منذ تأسيس ‏الإمارة ولغاية الآن وسنبقى نعشق الأردن ونحمى ترابه الطهور ونردد قول الشاعر: بلادي ‏وإن جارت على عزيزة .. وأهلي وإن ضنوا على كرام. ‏
 
حمى الله الأردن وأبقاه عزيزا كما كان وحفظ الله الملك. . ‏
 
 
awad_naws@yahoo.com


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد