> تأكيد حكومي مكرر ومستمر بعدم التفريط في شبر من مثلث حلايب.. والاحتلال مستمر. > وتأتي تصريحات الحكومة في كل مرة تثار فيها قضية احتلال حلايب بهذا التأكيد. > وكل ما يحدث هو تجديد شكوى قديمة جداً. > وقد مرت ظروف بالبلاد منذ العام 1958م.. وحتى الآن لصالح استمرار احتلال المثلث. :
> والجانب المصري في كل مرة يسمع ويقرأ حول تأكيد الحكومة عدم التفريط في المثلث.. ولا يكترث.. فلا شيء يهمه من جنوب الوادي إلا الحديث عن شح المياه. > وفي هذه المرحلة، فإن سد النهضة هو مصدر قلق المصريين.. لأن الظن إنه سيؤثر على حصة مصر. > ولو كان الخبراء المصريون يفهمون أن سد النهضة لن يؤثر على حصة مصر، إلا أن اغلب الجماهير المصرية «العاملين فيها مفتحين»، يمكن أن تخدعهم الحكومة لتتخذ من المخاوف كرتاً سياسياً لصالح تحقيق سمعة جيدة للانقلاب على الديمقراطية هناك. : > لكن مصر هي التي تصنع الأخبار حول حلايب أو حول احتلال حلايب.. فهي تهتم بها خاصة في الإعلام أكثر من المناطق المصرية الأخرى التي هي في أشد الحاجة إلى الخدمات مثل مشروع الطاقة الشمسية الممول من دولة خليجية. > ولو كان السودان على المستوى الرسمي قد غضب من هذا المشروع، لأنه ضمناً يعني اعتراف عضو في الجامعة العربية باحتلال منطقة تابعة لدولة عضو في الجامعة العربية نفسها.
> ولا يمكن أن تكون الحجة هي أن سكان المنطقة لا ذنب لهم حينما يحرمون من الخدمات التي ستوفرها لهم الجهة المحتلة. > فالأفضل للسكان السودانيين هناك الذين يعيشون مثل عرب «48» في دولة الكيان الصهيوني، أن تنسحب سلطات الاحتلال المصري من المثلث السوداني. > بعد ذلك يمكن أن يستمر المشروع الخدمي. > والموضوع ليس بالضرورة أن يدخل فيه طرف ثالث غير السودان ومصر.. والمهم في الأمر هو أن يعالج السودان احتلال حلايب بالتحرك العاجل نحو التحكيم الدولي. > فلا ينبغي أن يزعج السودان تحمس الجانب المصري لتطوير خدمات المنطقة السودانية التي يحتلها أكثر من تأخر تحريك الإجراءات القانونية. > وكلما تأخر تحريكها، تعمق تمصير المنطقة السودانية المحتلة.. فهل سيجدي إطلاق التصريحات في كل مرة بتأكيد سودانية المثلث مع مضي الوقت لصالح الاحتلال والتمصير؟
> وستستمر المشروعات الخدمية في حلايب وشلاتين لأن التأخير في تحريك الإجراءات مستمر. > وأكثر ما سيفيد مصر في الاحتلال، هو تأخير تحريك الإجراءات.. ولن يضرها إطلاق التصريحات الرسمية من الخرطوم بتأكيد عدم التنازل عن شبر من حلايب. وعدم التنازل يكون فعلياً بتحريك الإجراءات القانونية. ومصر على الصعد الأخرى ليس لها مشكلة مع السودان.
> وحتى موضوع سد النهضة تجاوزت الحكومة المصرية التحفظ عليه.. بتقارير الخبراء المصريين وليس المخابرات طبعاً. > لكن ألا يفهم أغلبية المصريين حقيقة حماية السد الإثيوبي، وفيهم من أفادته صحيفة الأهرام كذباً بالبدء في ملء بحيرته، فهذا أمر يخص السياسة الداخلية. فالشعب المصري عقله مخطوف وديمقراطيته مخطوفة وأصبحت بسبب حكومته محبة الناس له مخطوفة. غداً نلتقي بإذن الله.
وحدة الضفتين أنموذج للفكر الوحدوي الهاشمي