في البهلوانية الوطنية - طه عبدالوالي الشوابكه

mainThumb

05-05-2016 10:32 AM

كان ياما كان ، نواب بدأوا بقوة بلا تخطيط وبلا تقنين ( ‏كالعداء الغشيم او كالطالب الاهبل الذي وعد اهله باعلى ‏الدرجات في نزوة عابرة)، اشمعلوا جميعا يترصدون، ‏يحاسبون، يتابعون،........وووووون، فما دروا ان الشوط ‏طويل وطويل يحتاج الى طول نفس وهمة لا تلين.‏

 
شيخ القعدة: آه، شلون الربع؟ ‏
 
الخزمتشي رقم 1: والله يا معلم الربع شادين على مباعرهم ‏واباطهم ، يعني بتحركشوا في هاظ وبناقشو هظاك، وبدهم ‏يعملوا تكتلات وشلل برلمانية.‏
شيخ القعدة: يعني مش مصليين عالنبي.‏
الخزمتشي 2   : بدك تقول هيك، يعني بدهم يطرحو الثقة في ‏بعض الخزمتشية وبعضهم بقول بدهم يطرحو الثقة فيك يا ‏شيخ.‏
 
شيخ القعدة: طييييب، أبيش مشكله ، هظول جماعة راس مالهم ‏معروف، واللي تعرف (ديته) راس ماله اذبحه.‏
 
الخزمتشي رقم3   : شو قصدك يا طويل العمر؟
 
شيخ القعدة: اعطوهم اللي بدهم اياه، مهي خربانة خربانة، ‏زفتولهم مداخلهم، ادهنوا احزمتهم، عينولهم، انقلولهم، ‏رفعولهم، سفرولهم، اقبلولهم في الجامعات والبعثات. يرفع ‏السبابة كعادته ويقول: بس. يجحظ بنظره يمنة ويسرة ثم يكرر ‏القول : انا بقول بس.‏
 
الخزمتشي رقم 4  صاحب الحظوة والتنتيعة المتوارثة:  بس ‏‏(إييييييي) شو يا شيخ؟ طال عمرك.‏
 
الشيخ: سجلولهم، دونولهم، صورولهم، اترصدولهم كل شي ‏بتعملولهم اياه، والشاطر يا عيال هو اللي بضحك في الآخر.‏
 
مضت ايام وشهور، والتسجيل والرصد على أشده (ودنه)، ‏كان الصمت والسكوت والغياب والاقرار وهز الرؤوس ديدن ‏القوم ، من حضر منهم بصم ووقع ومن غاب عمدا فقد اقر ‏بما لم يشهد او يسمع ، حتى قاربت اللعبة على الانتهاء.‏
 
الشيخ: تعالوا يا اصحاب الجرايد والابواق والنشرات.‏
 
اصحاب الجرايد: نعم يا شيخ. شو بتريد؟ حنا لعيناك.‏
 
الشيخ: لا تجيبوا سيرة (انا ما دخلني) ، خذوا كل ما حصلوا ‏عليه الربع من امتيازات واستثناءات وتنفيعات، انشروا ‏الاسماء، سربوها، خلي هالشعب المسطول يعرف مين اللي ‏معه ومين اللي ضده وبضحك عليه ، خليه يعرف مين كمان ‏بيضحك عليه، ليش نظل لوحدنا في قفص الاتهام، هيك ‏الشعب بتووه، وبتفرق الدم وما رح ينعرف ديانها من ‏مطالبها.‏
 
اصحاب الجرايد والابواق: عال العال، والله سبق صحفي ‏تمام، وضربة معلم ختيار خبير محنك في الصبر والدهاء.‏
 
ها هي ورقة التوت قد سقطت، تعرت وانكشفت العورات، ‏ظهرت للملأ السوءات والفضايح.‏
 
ها هم نواب الشعب يسقطون بالضربة القاضية الفنية، مع ‏اخر جولة للنزال، وبعضهم خرج لانعدام الكفاءة منذ الجولة ‏الاولى.‏
 
الحكومة العتيدة لم يكن لديها شيئا لتخسره لانها دخلت على ‏خسارة ومضت على دروب الخسارة وها هي تنهي عمرها ‏التشغيلي العبثي بخسارة.‏
 
النواب ومن قرر له ان يترأسهم حاولوا ممارسة لعبة الغواية ‏الوطنية تحت شعار (بيت ابوك طاح، الحقلك منو عامود).‏
 
الحكومة الرشيدة العتيدة صنعت باحترافية ومهنية عالية ‏لخرجها المحشو بالحجارة (عدلا بكسر العين ) اي عديلا ‏يوازن اثقالها من سوءات النواب بشبه اجماع ( الا من رحم ‏ربي).‏
 
التعادل السلبي (صفر - صفر) هوالنتيجة التي حصلها ‏الجمهور بين لاعبين على ارض زلقة وميدان قاحل .‏
 
الخاسر الاكبر هو الجمهور . الجمهور الذي طبل وزمر ‏ورفع الاعلام وارتدى القمصان والشعارات وركب موجة ‏الامنيات العذاب.‏
 
الجمهور اليوم فعل كما فعل جمهور الوحدات الطيب الصادق ‏في آخر مباراة لفريقه حين رفع الاحذية مقلوبة على عقبها ‏هدية لفريق فائز بلا اي قناعة في ادائه، فماذا يقول الجمهور ‏الشعب وما الذي سيرفعه في وجه فريقين خائبين من كلا ‏الفريقين؟؟؟
 
ترى، من المسؤول عن خراب الحياة النيابية؟ المجلس ‏الوقور؟ ام رئيسه ونوابه الذين ينتهجون (التقيا) في تسيير ‏مجلس المصلحجية ؟ ام شيخ الدولة الخبير في اسرار القوم ( ‏الشخوص والنفوس)؟
 
ترى من المسؤول عن تهافت ودمار الثقة والطمأنينة بكل ‏مفاصل الدولة؟ اهو الذي فتح ابواب التنفيع واللطش ‏والاستحواذ والخصوصية على مصراعيها؟ ام الذين (دشعوا) ‏من الابواب والنوافذ بلا اي بادرة من حياء ، وعرار يصرخ ‏من قبره (زيتون برما داشر واشبعوا يا .....) يناجي ابا ‏الطيب ( نامت نواطير مصر عن ثعالبها.... بشمن ولم تفن ‏العناقيد)، فغنموا (سحتا) وكسبوا (زقوما) حتى ضيعوا حقوق ‏العباد وحطوا هيبة البلاد واوغروا صدور العامة فوهنت ‏الروح الوطنية وانخفض الولاء وبهت وهج الانتماء في ‏نفوس قوم كانوا فيما مضى مؤمنين؟
 
اسئلة بلا اجوبة، آهات وزفرات، حمم وبراكين مكبوتة، احقاد ‏وضغائن واحتقانات، الله وحده، ولا غيره من  يتلطف بالعاقبة ‏كيف ستكون، وحسبي الله ونعم الوكيل على كل ظالم فاجر، ‏منافق ضلالي، نفعي خائن لوطنه وأهله.‏
 
 
 
‏* عميد متقاعد


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد