كان ياما كان ، نواب بدأوا بقوة بلا تخطيط وبلا تقنين ( كالعداء الغشيم او كالطالب الاهبل الذي وعد اهله باعلى الدرجات في نزوة عابرة)، اشمعلوا جميعا يترصدون، يحاسبون، يتابعون،........وووووون، فما دروا ان الشوط طويل وطويل يحتاج الى طول نفس وهمة لا تلين.
شيخ القعدة: آه، شلون الربع؟
الخزمتشي رقم 1: والله يا معلم الربع شادين على مباعرهم واباطهم ، يعني بتحركشوا في هاظ وبناقشو هظاك، وبدهم يعملوا تكتلات وشلل برلمانية.
شيخ القعدة: يعني مش مصليين عالنبي.
الخزمتشي 2 : بدك تقول هيك، يعني بدهم يطرحو الثقة في بعض الخزمتشية وبعضهم بقول بدهم يطرحو الثقة فيك يا شيخ.
شيخ القعدة: طييييب، أبيش مشكله ، هظول جماعة راس مالهم معروف، واللي تعرف (ديته) راس ماله اذبحه.
الخزمتشي رقم3 : شو قصدك يا طويل العمر؟
شيخ القعدة: اعطوهم اللي بدهم اياه، مهي خربانة خربانة، زفتولهم مداخلهم، ادهنوا احزمتهم، عينولهم، انقلولهم، رفعولهم، سفرولهم، اقبلولهم في الجامعات والبعثات. يرفع السبابة كعادته ويقول: بس. يجحظ بنظره يمنة ويسرة ثم يكرر القول : انا بقول بس.
الخزمتشي رقم 4 صاحب الحظوة والتنتيعة المتوارثة: بس (إييييييي) شو يا شيخ؟ طال عمرك.
الشيخ: سجلولهم، دونولهم، صورولهم، اترصدولهم كل شي بتعملولهم اياه، والشاطر يا عيال هو اللي بضحك في الآخر.
مضت ايام وشهور، والتسجيل والرصد على أشده (ودنه)، كان الصمت والسكوت والغياب والاقرار وهز الرؤوس ديدن القوم ، من حضر منهم بصم ووقع ومن غاب عمدا فقد اقر بما لم يشهد او يسمع ، حتى قاربت اللعبة على الانتهاء.
الشيخ: تعالوا يا اصحاب الجرايد والابواق والنشرات.
اصحاب الجرايد: نعم يا شيخ. شو بتريد؟ حنا لعيناك.
الشيخ: لا تجيبوا سيرة (انا ما دخلني) ، خذوا كل ما حصلوا عليه الربع من امتيازات واستثناءات وتنفيعات، انشروا الاسماء، سربوها، خلي هالشعب المسطول يعرف مين اللي معه ومين اللي ضده وبضحك عليه ، خليه يعرف مين كمان بيضحك عليه، ليش نظل لوحدنا في قفص الاتهام، هيك الشعب بتووه، وبتفرق الدم وما رح ينعرف ديانها من مطالبها.
اصحاب الجرايد والابواق: عال العال، والله سبق صحفي تمام، وضربة معلم ختيار خبير محنك في الصبر والدهاء.
ها هي ورقة التوت قد سقطت، تعرت وانكشفت العورات، ظهرت للملأ السوءات والفضايح.
ها هم نواب الشعب يسقطون بالضربة القاضية الفنية، مع اخر جولة للنزال، وبعضهم خرج لانعدام الكفاءة منذ الجولة الاولى.
الحكومة العتيدة لم يكن لديها شيئا لتخسره لانها دخلت على خسارة ومضت على دروب الخسارة وها هي تنهي عمرها التشغيلي العبثي بخسارة.
النواب ومن قرر له ان يترأسهم حاولوا ممارسة لعبة الغواية الوطنية تحت شعار (بيت ابوك طاح، الحقلك منو عامود).
الحكومة الرشيدة العتيدة صنعت باحترافية ومهنية عالية لخرجها المحشو بالحجارة (عدلا بكسر العين ) اي عديلا يوازن اثقالها من سوءات النواب بشبه اجماع ( الا من رحم ربي).
التعادل السلبي (صفر - صفر) هوالنتيجة التي حصلها الجمهور بين لاعبين على ارض زلقة وميدان قاحل .
الخاسر الاكبر هو الجمهور . الجمهور الذي طبل وزمر ورفع الاعلام وارتدى القمصان والشعارات وركب موجة الامنيات العذاب.
الجمهور اليوم فعل كما فعل جمهور الوحدات الطيب الصادق في آخر مباراة لفريقه حين رفع الاحذية مقلوبة على عقبها هدية لفريق فائز بلا اي قناعة في ادائه، فماذا يقول الجمهور الشعب وما الذي سيرفعه في وجه فريقين خائبين من كلا الفريقين؟؟؟
ترى، من المسؤول عن خراب الحياة النيابية؟ المجلس الوقور؟ ام رئيسه ونوابه الذين ينتهجون (التقيا) في تسيير مجلس المصلحجية ؟ ام شيخ الدولة الخبير في اسرار القوم ( الشخوص والنفوس)؟
ترى من المسؤول عن تهافت ودمار الثقة والطمأنينة بكل مفاصل الدولة؟ اهو الذي فتح ابواب التنفيع واللطش والاستحواذ والخصوصية على مصراعيها؟ ام الذين (دشعوا) من الابواب والنوافذ بلا اي بادرة من حياء ، وعرار يصرخ من قبره (زيتون برما داشر واشبعوا يا .....) يناجي ابا الطيب ( نامت نواطير مصر عن ثعالبها.... بشمن ولم تفن العناقيد)، فغنموا (سحتا) وكسبوا (زقوما) حتى ضيعوا حقوق العباد وحطوا هيبة البلاد واوغروا صدور العامة فوهنت الروح الوطنية وانخفض الولاء وبهت وهج الانتماء في نفوس قوم كانوا فيما مضى مؤمنين؟
اسئلة بلا اجوبة، آهات وزفرات، حمم وبراكين مكبوتة، احقاد وضغائن واحتقانات، الله وحده، ولا غيره من يتلطف بالعاقبة كيف ستكون، وحسبي الله ونعم الوكيل على كل ظالم فاجر، منافق ضلالي، نفعي خائن لوطنه وأهله.
* عميد متقاعد