سيوف الشيطان ..

mainThumb

06-05-2016 03:39 PM

إحذر كفالة الناس في هذا الزمان من دون سابق معرفة ، ومن دون الإحاظة التامة بأخلاقه ووفاءه ؛ فأغلب الكفلاء وقعوا ضحية” لذوي النفوس المريضة  ...

حدثني بعض الأصدقاء فقال : أن شقيقه تكفل شخصا” إقترض  مبلغا” من المال من أحد البنوك  ... وبعد عدة شهور على بدء الإقتطاعات المقرره  ، قرر  المقترض الجلوس في بيته : وتوقف عن دفع الأقساط المطلوبة للبنك ؛ فتحول الاقتطاع إلى راتب الكفيل ... !!!

وعندها ذهب الكفيل  الى الشخص المكفول ليسأله عن سبب عدم تسديده للأقساط المطلوبه للبنك ؟ فقال له : أنه يعاني اليوم من ضائقة مالية  ؛ ولا يوجد ورش عمل جديدة للبلاط  ... وعندها ذهب الكفيل للبحث عن ورش عمل لليلاط ؛ فوجد له الورشة المطلوبة ... فعاد الى الشخص المكفول ليخبره بوجود ورشة عمل للبلاط ... فقال له الشخص المكفول : إن عدة الشغل التي لديه مهترئة ومتهالكة  ... فذهب الكفيل إلى السوق واشترى له عدة شغل جديدة وقدمها له هدية ؛ رجاء أن يعمل ويسدد أقساطه المطلوبة والمقررة .... !!!

وهكذا بقي الحال ... فالشخص المكفول يتدلل ويراوغ ويخادع ؛ والكفيل المسكين يعاني الأمرين مع نهاية كل شهر لاستعادة ما اقتطع من راتبه نتيجة الكفالة ...


وهناك قصص كثيرة أخرى ؛ وتتحدث جميعها عن خيانة المكفول لكفيله المسكين ، ولا مجال لذكرها هنا ...

ويوجد صور أخرى للظلم ولأكل حقوق الناس بالباطل ، وكلها متفشية في مجتمعاتنا ؛ وللأسف الشديد ؛  ومنها مثلا” : عندما يقترض شخص مبلغا من المال من شخص آخر ، وبعد فترة معينة ينكره أو يماطل في سداده ، حتى يصاب صاحب المال باليأس والقنوط ؛ حتى يعوفه مكرها” ، أو يلجأ الى المحاكم بغية استرجاعه  ، وهذه صورة بشعة للنفاق والنذالة والخسة  ..

وهتاك الشريك الذي يخون شريكه وينهب حقوقه وأمواله ؛ وهناك الوريث الذي يبتلع حقوق أخوته وأقاربه ...  وهناك من يتقلب ويبدل نواياه بعد كل ساعة ، وهناك من يخون الوعود والعهود المقطوعة ... وهناك التاجر المراوغ والمخادع والمتحايل والكاذب ، وهناك المهني الغشاش والمخادع والكاذب ؛ وهناك من يتلاعبون بجودة وتاريخ السلعة ، وهناك من يرفعون الأسعار أضاعفا” مضاعفة ؛ مستغلين طيبة وجهل الناس .. وهناك من يخرقون السفينة التي أغاثتهم ، وهناك من يقطعون الحبال التي إنتشلتهم ، وهناك من  يغدرون ويطعنون في الناس الظهر ؛ وهناك المنقلبون والمتقلبون والمتلونون  ...

وهؤلاء هم ضمن قوائم المنافقين ؛ والعياذة بالله ؛  وهم في الدرك الأسفل من جهنم يوم القيامة ؛ يقول تعالى : إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا .. (صدق الله العظيم ) .


ويقول الرسول عليه الصلاة والسلام : آية المنافق ثلاث ، إذا حدث كذب ، وإذا وعد أخلف ، وإذا اؤتمن خان ...



هؤلاء الجشعون والأنانيون والانتهازيون والكذابون والمخادعون والمراوغون والمتلونون  .,..  وكلهم فضحهم الله في كتابه ووصفهم الرسول في أحاديثه الشريفة ؛ وهم موجودون في كل زمان ومكان ؛ ولكن ؛ إن إزداد عددهم وأصبحوا هم الغالبية  فهذه مصيبة عظيمة ...



أمثال هؤلاء هم القاطعون للمعروف بين البشر ، هؤلاء هم أعداء النخوة والفضيلة ؛ هؤلاء هم الملوثون للنقاء والطهارة والبراءة ...  هؤلاء هم سيوف الشياطين اللعينة  ...


فلعنة الله على كل من عاهد ثم غدر  ؛ وعلى كل من خاصم ثم فجر  ؛ لعنة الله على آكلي حقوق الناس وناهبي أموال البشر  ... لعنة الله  على كل إنسان ؛ حدث فكذب ووعد فأخلف وأؤتمن فخان ...  لعنة الله على سيوف الشيطان ...



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد