تأملات في ذكرى النكبة

mainThumb

14-05-2016 11:31 PM

  يصادف يوم الخامس عشر من شهر أيار ذكرى النكبة الفلسطينية حيث احتل الصهاينة ثلاثة أرباع فلسطين عام 1948 ، وشردوا أهلها ونتج عن النكبة ما نتج من مشكلات سياسية وأخلاقية واجتماعية .. لا تزال حتى اليوم وستبقى حتى تحرير فلسطين ، وعودة المسجد الأقصى قبلتنا الأولى وثالث الحرمين الشريفين .

 

أيها السادة لو كانت نكبتنا الوحيدة كأمة عربية إسلامية في ضياع فلسطين ، واغتصابها من العدو الصهيوني لهان الأمر،  وكان الحل عندئذ بسيطاً يتمثل بإعداد الجيوش ووضع الخطط وحشد الطاقات ، وسيكون التحرير وزوال الكيان الصهيوني محتوماً بإذن الله .
لكن نكبتنا في تفرقنا وتشرذمنا حتى أصبحنا دويلات كرتونية لا وزن لها بين دول العالم ، نكبتنا في زعمائنا ومتنفذينا الذين يعملون لمصالحهم الشخصية ، ولا شأن لهم بمصلحة البلاد والعباد ، المهم أن يبقوا على الكرسي حتى لو وصلوا إليه بالانقلابات العسكرية الدموية ، أو عبر براميل الموت التي يقصفون بها شعوبهم ، أو الاستعانة بدول أجنبية لإبادة مواطنيهم الذين يرفعون شعار الحرية ، ولا مانع لديهم من التحالف مع شياطين الإنس والجن .
 
المهم الكرسي ، مهما كلف الثمن حتى لو ارتفعت الأسعار ، وعز الغذاء والدواء وتحولت الشعوب إلى مجموعة متسولين تصطف أمام المؤسسات والجمعيات الخيرية بحثاً عن حياة ، وتهتف باسم الذي يرمي لها بشيء من الطعام .  
 
نكبتنا في بعض علمائنا الذين ارتضوا أن يكونوا فقهاء السلاطين وعلماء السوء فأصبحوا يصدرون الفتاوى حسب الطلب .
 
نكبتنا في الكثير من شعوبنا ، التي تصطف مع الباطل القوي والحكام الظلمة والفاسدين ويناصرونهم ويرفعون صورهم ويقبلونها ، ويحاربون أهل الصلاح والخير كما يأمرهم أسيادهم .  
 
نكبتنا في قضائنا الذي يحكم على الشرفاء بالسجن ويخلي سبيل الفاسدين الذي طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد .
 
نكبتنا في بعض صحافتنا ووسائل إعلامنا التي تزين الباطل وتقلبه حقاً وتجعل الحق باطلاً  وتنفر الناس من الصالحين المصلحين والمجاهدين الشرفاء وتعتبرهم إرهابيين ، وتصفق للزعيم الأوحد ، وتشيع الفاحشة ، وتهلل للخائن ، وتخون الأمين ، هذه وسائل إعلامنا التي تكذب وتكذب حتى تصدق نفسها .
 
أليست هذه النكبات الحقيقية عندنا ، أليست نكبة ضياع فلسطين تتصاغر أمام هذه النكبات الكبرى ،في اعتقادي لا تُحل النكبة الصغرى إلا إذا قضينا على النكبات الكبرى ،وصدق الله العظيم " إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم " .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد