شريعة الغاب الجائرة - عبدالله علي العسولي

mainThumb

21-05-2016 11:30 PM

خلال استراحة مجموعة كبيرة من الحيوانات في الغابة ..... كانوا في غاية السعادة إذ لم يكن الأسد بينهم ...وكان الجميع في فترة القيلولة ...ولم يكن أحدٌ يعلم أن الأسد يستريح بالقرب منهم ...وخلال انهماكهم بالحديث زئر الأسد زئرة أخافتهم وقطّعت قلوبهم ...فصمت الجميع ولم يستطع احد من النهوض  خوفا من الأسد ...إلا الثعلب الذي ولى مدبرا لوحده ...وبعد قليل ولما لم يجد الثعلب  احد لحق به عاد إلى جلسة الحيوانات والخوف يعتصر قلبه ...فقالت له الحيوانات بصوت منخفض لم ذهبت مسرعا ..وهم يعلمون ان الخوف قطع أوصاله و أنّ فراره جاء هربا وخوفا  من الأسد ملك الغابة  ...فقال لهم الثعلب كنت أتدرب على حراستكم  والركض السريع ...فضحك الجميع على كذبة الثعلب وبصوت منخفض إلا الحمار الذي ضحك بصوته العالي المعهود. ..فزئر الأسد زئرته الثانية ...فهرب الجميع إلا الحمار الذي بقي يضحك على الثعلب ...فقفز الأسد وانقضّ  إلى فريسته الحمار وأكله ...وبعد أن تجمعت الحيوانات بعيدا عن الأسد ---فقدوا الحمار واخذوا يبحثون عنه في كل مكان . 
 
وخلال انشغالهم بالبحث عنه جاء الغراب وأعلمهم انه رأى عظاما كبيرة كعظام الحمار خلال تحليقه في سماء الغابة...فعلمت الحيوانات أن الأسد قد افترسه ...فنظرت الحيوانات إلى بعضها البعض وقد تعلّموا  درسا لا يُنسى (إن الذئب يأكل من الغنم القاصية) وأن عليهم جميعا أن يبقوا متحدين ومتفقين وأن أي تفرقة تقودهم الى التهلكة ...ففي اجتماعهم قوة.. وفي تفرقهم ضعف .
 
 ....وهنا عرفت جميع الحيوانات ان الاسد لا يؤمن طرفه  ... وان الثعلب يحاول النجاة بمكره وخداعه ... وان غباء الحمار قاده إلى التهلكة .
 
ورجع الجميع وقد أصابهم الذهول من هول ما حدث معهم ...وخلال فوضى الجميع وتبادلهم الآراء وقفت الغزالة وطلبت من الجميع الهدوء والصمت  وألقت عليهم كلمة تدعوهم فيها إلى الوحدة ولم الشمل ...قائلة في نهاية كلمتها :
تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسرا                   وإذا افترقن تكسرت احادا


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد