المبني في الآمال الفلسطينية من مجالس التنسيق العربية

mainThumb

22-05-2016 09:47 AM

من نافلة القول أن الاهتمام بالقضية الفلسطينية التي كانت على الدوام تتصدر سلم الأولويات في المنطقة وفي العالم أيضا في حالات السلم والحرب على السواء، سار إلى تراجع ملموس بسبب الأزمات التي تعصف بالمنطقة العربية منذ عدة سنوات، وما ترتب عليها من نتاجات عقائدية، وقتل وتهجير وتشريد لأكثر من شعب من شعوب المنطقة. ولولا الهبات التي يقوم بها الشعب الفلسطيني، والحروب التي تشنها قوات الإحتلال الصهيوني على غزة بين الحين والحين لربما استمر الوضع الحالي للقضية الفلسطينية التي كانت الشغل الشاغل للعالم أجمع في فترة من الفترات إلى آجال غير محددة، وربما تراجعها في قائمة الاهتمامات الدولية إلى مستويات تقرب من النسيان، لكن المبادرات العربية التي تأتي هي الأخرى بين الحين والآخر لتجديد انطلاقة الأمة تبعث الأمل في البحث عن حلول لهذه القضية المستعصية على الحل منذ عقود خلت، والجميع يعلم أن هذا الاستعصاء لم يكن إلا بسبب تعنت الجانب الإسرائيلي ورفضهلأي حل لا يكون وفقا لشروطه وأهوائه.

والآمال مع ذلكتظل حية في كل مبادرة وكل فعل عربي جماعي تلوح في الأفق بوادرهويهدف إلى لم شمل الأمة وجمعها على كلمة واحدة، بعيد ما تعرض له الكيان العربي والأمن القومي العربي من هزات في أكثر من ركيزة من ركائزه.  هذه الآمال تنقلها إلينا حاليا مجالس التنسيق العربي التي وقعتها المملكة العربية السعودية مع كل من مصر والمملكة الأردنية الهاشمية والإمارات العربية، وهي تأتي في إطار جديد ينظر إليه بصفته مقاربة جديدة لمفهوم العمل العربي المشترك من قبل الدول الأربع مجتمعة.

إن هذه المجالس تشكل علامة فارقة في سياق العمل الذي تقوم به الدول الأربعلتعزيز علاقاتها وتعاونها مع بعضها بعضامن خلال وضع إطار تنسيقي مؤسسي يؤدي إلى مزيد من التطوير في هذه العلاقات على المديات القريبة والمتوسطة والبعيدة منها، إضافة إلى العمل على التشاور والتنسيق السياسي فيما بينها في القضايا الثنائية والإقليمية والدولية، واستمرارية التعاون في المجالات كافة، وتحقيق التطلعات التي ترنو إليه قياداتها وشعوبها، والانتقال كذلكبالتضامن العربي، واللحمة العربية، والوفاق العربي، والعلاقات العربية العربية إلى شراكات استراتيجيةبعيدة المدى من خلال هذه المجالس، بما يقود إلى تقوية أركان العمل العربي وتعزيزهبالتأسيسلقوة عربية سياسية وعسكرية واقتصادية قادرة على مواجهة التحديات في المنطقة العربيةخصوصا في ظل تفاقم الأزمة السورية وحالة عدم الاستقرار السائدة في كل من العراق وليبيا، وعدم بلورة حلول تعيد الاستقرار إلى المنطقة برمتها.

كما يؤمل من هذه المجالس أن تشكل قوة دفع وضغط وتكتلا عربيا سياسيا جديدا يدفع بالعمل العربي إلى آفاق جديدة، ومساعدة الفلسطينيين بمختلف أطرافهم على تحقيق المصالحة الفلسطينية الفلسطينية، ومن ثم العمل مع القوى الدولية الفاعلة نحو استئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية بهدف الوصول إلى حل يؤدي إلى تحقيق الاستقرار في المنطقة،  علاوة على توفير سبل الدعم اللازمة للشعب الفلسطيني في الصمود على أرضه وتعلقه بوطنه، لاسيما بعيد انسحاب القوى العظمى من المنطقة وإخفاقها في التوصل إلى حلول سلمية للمشاكل التي تعصف فيها،وتراجع اهتمامها بالقضية الفلسطينية لصالح مسائل أخرى في هذا العالم تعتبرها أكثر أهمية بالنسبة لها.
 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد