نتصل بك لاحقا

mainThumb

23-05-2016 08:33 PM

كان دائم القول إن المظهر الإيجابي يفتح لصاحبه الأبواب الموصدة , ‏فعين المسؤول حين تقع على منظر يسر الخاطر تكون هي العين نفسها ‏التي عناها الشاعر بقوله (  وعين الرضا  ).‏
 
تذكرت هذا وأنا أحمل ملف سيرتي الذاتية ومجمل شهاداتي وأجلس ‏مرتبكا على مقعد من الجمر في مكتب مدير إحدى الشركات وقد جلس ‏بجانبي بعض طالبي الوظيفة المتأنقين .‏
 
في مثل هذه المواقف تتبدى للأنسان أمور لم تكن بهذا الوضوح قبلا ‏أمور لم تكن تظهر على السطح .. هؤلاء المتأنقون وبدون أدنى ذرة ‏شك لا بد وأن لهم المظهر الإيجابي الذي تحدث عنه صديقي ففكرت ‏للحظة لم أنا ما أزال باقيا ؟ لماذا لا أغادر الآن ؟ لا بد وأن المدير ‏سيختار أحدهم وما دام الأمر كذلك فما الذي يبقيني نهب أعينهم ؟ ‏بشعري المشعث وبقميصي الأزرق الباهت وببنطالي الكالح ؟ ثم ما ‏الذي يجعلني أنتظر حتى يقول لي المدير : أعط عنوانك لمدير مكتبي ‏وأنت خارج ، وسنتصل بك لاحقا .‏
 
هذه العبارة التي كنت أسمع أترابي يتندرون بها حين كانوا يقدمون ‏ملفاتهم لوظيفة ما ذلك لأنها كانت تعني في قاموس طالبي الوظائف لا ‏وظيفة .. الأفضل أن أنسحب الآن .. الآن ..نهضت متعبا وفي اللحظة ‏التي استدرت فيها نحو باب الخروج إذا بالمدير يطل من باب مكتبه ‏ويقول : تفضل يا سيد .. لويت عنقي إلى الخلف فإذا به يشير إليّ ‏‏..قلت في نفسي المضطربة حينذاك : وهل يصح أن تخرج إلا مطرودا ؟ ‏تناول مني الملف قرأه بروية ثم وضعه أمامه بهدوء وقال :‏
أنا لا يهمني المظهر الخارجي للأنسان بل يهمني الجوهر ..أترك يا سيد ‏عنوانك في الخارج و.. ولم أتركه يكمل .. تناولت ملفي بهدوء وخرجت ‏لا أقوى حتى على البكاء.‏
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد