لماذا ينتخب الناس؟!!‎

mainThumb

23-05-2016 08:47 PM

 ‏الرأي العام في المجتمع يقول إن مجلس النواب لا يؤدي دوره ‏الذي وجد من أجله، حتى ولا يعمل كمؤسسة تابعة لدولة، و كما ‏هو سائد هو يحقق مصالح فئات بعينها في الدولة ،  ويمارس ‏دوره التشريعي او الرقابي، لأسباب تتعلق بالنمط السائد في ‏المجتمع والذي صنعته الدولة، فهو بهذا الشكل يصلح لهذه ‏الحالة، وإن تعداها الى دوره الحقيقي فإن ثلثي أفراده غير ‏مؤهلين للتشريع ولا الرقابة ولا حتى التكلم في أمور العامة !!‏

 
إذن ما الذي يحدث حتى يتحمس الناس للانتخابات بعد كل ما ‏يلاقونه من ظلم وتعسف من الحكومات، وابتعاد مجلس النواب ‏عن دوره، بل يعمل عكس ما يريده الرأي العام؟!‏
 
‏ ‏
 
هناك نمطية للمجتمع  تعتمد على الواسطة والمحسوبية وتصنع ‏أنصابا في المجتمع يلجأ اليها الناس من جور الحكومات وتعديها ‏على البسطاء وهم يلتقطون عيشهم من الأرض، هذا النمط أظهر ‏فئة تدفع بنفسها أو تدفعها أذرع النظام لتمثل هذا الدور، وفئة ‏أخرى تدفعها حاجة الناس حولها ليقوموا بقضاء حوائجهم أمام ‏هذا الغياب الكامل للمؤسسية والقانون الذي جعل الحاجة ملحة ‏للالتفاف حول شخص تقدمه العشيرة أو التجمع السكاني أو ‏التقسيم الاداري ليكون الواسطة التي تنجز حاجات الناس ‏وتمثلهم أمام النظام، وتتكلم باسهم أمام الحكومات، تبصم باسمهم ‏‏.....وتكون ظهرا لهم تحميهم  "فرديا " من تغول الحكومة.‏
 
هذا النمط المصنوع عمدا القاتل للتقدم والصانع للعبودية، شوه ‏المجتمع وأخرج جماعات لا يطيقها المجتمع ولكنه مضطر لها! ‏لأن المسؤول الحكومي الكبير لا يقبل من مواطن كلاما إلا اذا ‏قدم له هذا التمثال، فتسابق الكثير من الباحثين عن دور ليمثلوا ‏هذا النمط، فترى "الثوب الأبيض والعباءة الشقراء والعقال ‏الصغير والهيئة الجادة"، أو "البدلة وربطة العنق"  تكثر في ‏مجتمعاتنا وتتقبلها المجتمعات على مضض، لأنها تعرف ‏حقيقتها، ومضطرة لهذا الشكل  حتى تجاري المجتمع بعلاقته مع ‏الدولة..‏
 
فمع تنحية القانون واحتياج الناس الى من يقود الجاهات للعطوة ‏أو للصلح أو غيره لأن الناس أصبحوا يأخذون حقوقهم من ‏بعضهم بأيديهم، وهذا يتطلب جاهات ترتب كيفية الخروج من ‏هذه المشاكل وحلها بطريقة (إخفِ الجمرَ بشيء من رماد ولو ‏مؤقتا)..‏
 
وكذلك يحتاج الناس أمام هذا التنامي للمحسوبية وتضخيم الـ"أنا" ‏لأشخاص يقودون هذه الجاهات ويتواصلون من اقطاب الدولة ‏المتقاعدين ليظهروا هذا الشخص وعائلته للحظات أنه مهم وأنه ‏في نفسه كبير يصلح أن يعيش في هذا النمط المجتمعي ‏المرهق..!!‏
 
ولذلك فحاجتهم أكبر الى نائب، فالنائب دوره كبير في هذا النمط ‏‏!! النائب تحتاجه الحكومة لتمرير قوانين أو صفقات فتحقق له ‏بعض مطالبه المتعلقة فقط ببعض حاجات الناس، فكلما كان ‏النائب مطيعا للحكومة كان طلبه -غير المتعلق بالتشريع ‏والسياسة- مجابا، لذلك يتسابق المترشحون ليقدموا أنفسهم على ‏هذا الأساس، فيكثر حضورهم للجاهات، ومراجعتهم لدوائر ‏الدولة، وتسجيل حضورهم عند أي مشكلة ليقدم نفسه، - وكلما ‏سمع هيعة طار اليها-، وهذا الشكل هو المطلوب للعامة الذين ‏يقبلون على الانتخابات، وكذلك يبتعد الناس عن أي مترشح ‏يحاول أن يعيد الدولة الى مسارها الصحيح ويكون نائبا للشعب ‏يدافع عن مصالحه بمجمله ويحاول ان يبني دولة لا" شق ‏عرب"!! دولة مؤسسات لا فوضى العبي والجاهات، ولا يقصر ‏خدماته على فئة دون أخرى، ليحقق منظومة الفساد في المجتمع.‏
 
‏ وعلى هذا فقد نجحت الدولة في تفريق الناس حسب مصالحهم ‏الضيقة عن طريق هذا النمط، فالفرد اذا حقق مصلحته من ‏الدولة صفق لها!! واذا لم يحقق مصلحته جلدها.. فها هي تقرّب ‏وتبعّد.. وتعرف من تقرب ومن تبعد، وكيف تفرق الناس ليسود ‏الفساد...‏


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد