إرهابيو الملالي في الفلوجة - فارس بن حزام

mainThumb

24-05-2016 09:26 AM

لا جدل على شرعية معركة العراق الكبرى لتطهيره من الإرهاب، إلا أنها موبوءة بالإرهاب أيضاً. فالمعركة ملوثة بإرهابيين رسمييين، خطفوها من شرف الوطن إلى رذيلة التطرف.
 
 
 
طوال عامين، انخفض صوت قادة الجيش وارتفع صوت قادة الميليشيات. غاب الشرف العسكري والروح الوطنية، وحضر تاريخ الخيانة الوطنية. فنجوم ميليشيات الحشد الشعبي اليوم هم عناصر مرتزقة في جيش إيران خلال حرب العراق الثمانينية، وأرشيفهم معلن صوتاً وصورة.
 
 
 
خطاب إرهابيي الميليشيات وجبة دسمة يومية على موائد داعش وأنصاره والمترددين حوله. الخطاب المتطرف، ورفع الرايات الدينية الهزيلة أفضل هدية تقدمها الحكومة العراقية لداعش. فهذه القيادة السياسية صامتة أمام كل جريمة بشعة ارتكبها الحشد، ومعها قيادة عسكرية خاضعة لرغبات مريضة عند قادة الميليشيات. فلا السياسيون ولا العسكريون حركوا ساكناً أمام جرائم الحشد، ولم يفعلوا شيئاً تجاه خطابه، ولم يزيحوا راياته، ولم يجعلوه جسماً طبيعياً يساند أعمالهم، بل ركب عليهم وخطف قضيتهم الوطنية، وحولهم إلى غطاء رسمي لأمراضهم وإرهابهم، ودفع المتعاطفين مع جروح العراق إلى عناصر تصطف في مواجهة الحشد المتطرف.
 
 
 
واليوم يعيش العراق أمام مشهد إيراني صريح، يسعى إلى تثبيت الحشد الشعبي في المشهد العسكري الكبير، بصفته كيانا سيكون مستقلاً مستقبلاً، شبيها بمؤسسة الحرس الثوري. وكل ذلك يجري في مقابل رفض قيام الحرس الوطني، لأن في ذلك تفكيكا صريحا لمنظومة الحشد أمام قيام جيش وطني رديف اسمه الحرس الوطني، يمثل أطياف المجتمع، وليس مذهباً اختطفه المتطرفون.
 
 
 
العربية نت


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد