قدرات مصر - جيلان جبر

mainThumb

25-05-2016 09:40 AM

 القصة واضحة.. كارثة إنسانية جديدة تهدف إلى ضرب الثقة والاحترافية الدولية لجمهورية مصر القوية.. فتأتى هذه الرسالة الدموية فى هذا التوقيت لتحمل عدة أهداف:

 

أولا: توجيه المؤشر السلبى لصورة وأداء خطوط الطيران الوطنية المصرية.

 

 

ثانيا: تشويه العلاقات المتميزة الفرنسية المصرية التى تحمل تعاونا مهما فى المجال العسكرى والاقتصادى والسياسى.

 

 

ثالثا: تعتبر رسالة إجرامية لتحجيم كل محاولات التحرك الدبلوماسى والدور المحورى المصرى فى المنطقة، خاصة فى الملف الليبى بالذات، الذى يهم بالخصوص كلا من إيطاليا وفرنسا ومصر؟!.. إذًا فالمطلوب هو ترك أرض ليبيا لتكون مخزنا للتطرف يهدد الجيران ومحكوما من الأمريكان وحلفائهم فقط، أما أن تحاول فرنسا ملء الفراغ الأمريكى فى الشرق الأوسط، أو إيطاليا التدخل بحكم موقعها على البحر المتوسط أمام ليبيا، أو مصر بالاحتواء للاعتدال ومؤسسة العسكرية بقيادة اللواء حفتر.. وتحاول المساهمة فى البناء فى اتجاه الأعمدة الوطنية وليس الميليشيات المسلحة.. فهذا غير مرغوب، مشهد الفوضى هو المطلوب.

 

 

ويبقى أسلوب الحصار المتنوع بالإرهاب والاقتصاد والإخوان هو العقاب لمصر، ويعاد الآن تشكيله وصياغته بأعمال حديثة درامية كارثية، فالاستعانة بأسلوب الدم لتوسيع فجوات الاختراق والشك فى الداخل بين النسيج المصرى، واستخدام الأدوات الحديثة لكسر الثقة، وغلق نافذة التعاون مع كل من فى الخارج. نعم، فحتى لو ثبت الخلل فى الطائرة بسبب عيب فنى فسيكون عيبا متعمدا منظما ومتفقا عليه وليس تقصيرا ميكانيكيا فجأة، فما حدث ليس بالصدفة فى هذه الطائرة وليس بعيدا عن العمل المتعمد فى مضمونه وشكله، وذلك لسبب مهم هو أن تسقط أو أن تنفجر هذه الطائرة ومن عليها فور دخولها الأجواء المصرية!!، والتخبط فى التصريحات لإبعاد الشبهة لفترة معينة عن حقيقة التخطيط لهذا الفعل ومن وراءه من منفذين.

 

 

هذه التفاصيل قد تظهر أمامك ببطء، ربما، لكن التحليل السياسى أصبح واضحا ويظهر كل من وراءه.. وأصابع الاتهام تشير إلى المستفيد من هذا الحادث فى هذا التوقيت الحرج بالذات.

 

 

فهل هو ترتيب متعمد من جهاز مخابراتى معين يجد استفزازا له فى تعاظم الدور المصرى وتحدياته المستمرة؟. رغم ما يحدث كل مرة من هجوم لتنظيم الإخوان، والإرهاب والنشطاء الممولين، فمصر مازالت مستمرة. إذًا وجب العمل لإضعاف صورة الدولة المصرية أمام كل المحافل الدولية.. وخلق عطل سياسى لمصر مع شركائها هو هدف بعد أن فشلت كل المحاولات السابقة فى التحجيم والعرقلة لدور مصر المتعاظم فى المنطقة، فهو يقف أمام تشكيل المنطقة وطموحات الآخرين، وقد يكون على حساب مصالح تركيا وإيران وإسرائيل، فالمنطقة العربية مطمع بعد الفوضى الخلاقة؟!

 

 

فماذا عن قدرات مصر العسكرية فى لعب دور أمنى فى عملية الاستقرار فى ليبيا مع كل من إيطاليا وفرنسا؟!، والقاعدة العسكرية على ضفاف المتوسط هدف روسى، وسعىٌ يومى أمريكى وأمل أوروبى فى نهاية المطاف، إذًا ضرب القدرة والمصداقية المصرية هو عامل أساسى فى الاختراق لأمن هذه الطائرة فى هذا التوقيت وبهذا الأسلوب. ستظهر الحقائق لدول، كما ظهرت من قبل النوايا لأشخاص لعب منهم السياسى والإعلامى ورجل الأعمال والناشط الكثير من الأدوار، وفى النهاية ظهرت الحقيقة مع المواقف والأيام.

 
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد