قصة نجاح في عهد الاستقلال

mainThumb

25-05-2016 09:40 AM

السوسنة - في أجواءٍ يملأها الأمل والثقة  بغدٍ مشرق نتنسَّم هذه الأيام بكل مشاعر الإعتزاز عبق مناسبة الإستقلال تلك المحطة التاريخية الخالدة التي تعمر ذكراها قلوبنا ويفخر ويعتز بها أبناء الوطن بالغر الميامين من آلِ هاشم الأخيار الذين صنعوا من الاستقلال مشروع حياةٍ لهذا الشعب الوفي الذي يستعرضُ معها سجل تاريخه ومراحل جهاده الحافل بالتضحيات ويرقب مسيرة الوطن وما تحقق له من انجازات عظيمه بقوة عزيمتهم التي لا تعرف المستحيل فاستطاعوا أن يعيدوا للأمة أمجادها وكرامتها ليظل الأردن موطن عزٍ وإباءٍ شامخٍ دوماً بعطائه ومنجزاته .

وجهازُ الدفاع المدني أحد الأجهزة الفاعلة في الدولة والذي يتميز بخصوصية عن غيره من الأجهزة لما يحمله من رسالة إنسانية غايتها النبيلة حماية الإنسان وصون منجزاته من شتى المخاطر ، حيث شهد تطوراً بكافة مجالات اختصاصه سواءً على صعيد الكوادر البشرية المؤهلة والمدربة التدريب الاحترافي أو على صعيد رفده بالحديث والمتطور من الآليات والمعدات وإيجاد المعاهد التدريبية المتخصصة القادرة على إدامة العملية التدريبية لكافة فرقه المتخصصة بما يمكنهم من أداء واجباتهم بكل مهنية واقتدار .


حيث جاءت عملية التطوير والتحديث دائمة ومتواصلة في جهاز الدفاع المدني للمضي به قُدماً وبما أُوكل إليه من واجباتٍ إنسانية ، شأنه شأن كافة المؤسسات الوطنية التي شهدت الإنجازات والتطوير والتحديث في العهد الزاهر والميمون لجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم حفظه الله ورعاه.

فقد تم رفد الجهاز بالحديث والمتطور من الآليات والمعدات اللازمة للتعامل مع كافة أنواع الحوادث التي تقع وتستدعي تدخل رجال الدفاع المدني ، هذا إلى جانب رفد الجهاز بالقوى البشرية وتأهيلها التأهيل النظري والعملي من خلال إشراكها في دورات متخصصة في كافة مجالات اختصاص وعلوم الدفاع المدني لكي تكون قادرة على أداء واجباتها بكفاءةٍ واحتراف وتخصصية.

ونظراً لأعداد الحوادث السنوية الكبيرة التي يتعامل معها الدفاع المدني الاردني فأنه يقوم بهذا الواجب من خلال ( 182) موقعاً منتشرة في كافة أرجاء المملكة ومن ضمن هذه المواقع  ثلاث مديريات للإنقاذ والإسناد في شمال المملكة ووسطها وجنوبها مزودة بآليات ومعدات متخصصة ، حيث تعتبر هذه المديريات مسانداً فاعلاً لمديريات الدفاع المدني الميدانية في المحافظات التي تقع ضمن مناطق اختصاصها حال تعاملها مع الحوادث الكبرى والتي قد تحتاج إلى إمكانيات تفوق قدراتها الذاتية .

وبما أن العملية التدريبية هي الحلقة الأهم في عمل رجال الدفاع المدني جاءت مدينة الدفاع المدني التدريبية  لتلبي هذا الواجب من خلال ما تضمه من ميادين تدريبية متخصصة في مجال الإطفاء والإسعاف والإنقاذ ، كميدان حوادث السيارات وميدان حرائق الطائرات وميدان أجهزة التنفس وغيرها كما إن افتتاح مركز المشبهات هذا العام والذي جاء منحة من الحكومة الروسية سيعمل على تعزيز القدرات التقنية لجهاز الدفاع المدني والارتقاء بالمستوى الفني والأداء الميداني أثناء التعامل مع الحوادث على اختلاف أنواعها .

أما أكاديمية الأمير الحسين بن عبدالله الثاني للحماية المدنية والتي هي الأولى من نوعها على مستوى الشرق الأوسط تعتبر منارة علم وعطاء على المستوى المحلي والإقليمي والدولي في تدريس علوم الدفاع المدني في مجالات هندسة الإطفاء والسلامة وإدارة الكارثة والإسعاف الطبي المتخصص وغيرها من العلوم ذات الصلة المباشرة بطبيعة الواجبات المناطة بجهاز الدفاع المدني ، وهي مجهزة لتلبي احتياجات العملية التدريبية بما يتناسب وطبيعة الأهداف الكبيرة المرجوة منها وذلك من خلال ميادينها المتخصصة .

إن النهوض والارتقاء بواقع الخدمة الإسعافية التي يقدمها جهاز الدفاع المدني حدا بالقائمين على هذا الجهاز  إلى مواكبة كل ما هو جديد ومتطور في مجال العمل الإسعافي وتحقيق معطياته سواءً على صعيد تدريب الكوادر البشرية ضمن منهجيات وخططٍ عمليةٍ كان نتاجها إيجاد كلية الدفاع المدني القادرة على تأهيل تلك الكوادر إلى درجة عالية من المهنية والاحتراف من خلال برامج أكاديمية نظرية وعملية تسعى إلى تمكينهم من أداء هذا الواجب بكل كفاءة واقتدار لاسيما في ظل ما تم توفيره من آليات مزودة بأحدث المعدات والأجهزة في وبما يسهم في تقديم تلك الخدمات ضمن أفضل المستويات الممكنة والمتاحة .

وإن ما حظي به جهاز الدفاع المدني من دعم موصول من لدن جلالة القائد الأعلى الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم حفظه الله ورعاه كان حافزاً للمضي قدماً في مسيرة العطاء والانجاز بكافة مجالات العمل والاختصاص لتعزيز قدراته وإمكاناته وبخاصة في مجال الخدمات الاسعافية التي تشكل النسبة الأكبر من مجمل الحوادث التي يتعامل معها الدفاع المدني، فجاءت  المكرمة الملكية السامية برفد الجهاز بعدد من سيارات الإسعاف الطبي المتخصص إيماناً من قيادتنا الهاشمية المظفرة بضرورة تأمين أعلى درجات السلامة والآمان لأبناء وبنات الوطن ولكل من يقيم على ثرى هذا الحمى الهاشمي الأشَّم .

كما عمل جهاز الدفاع المدني على إدخال  حافلات الإسعاف المتخصص التي تم تصميمها بالتشاركية مابين خبراء من الدفاع المدني وإحدى الشركات الوطنية، مزوده بأحدث الأجهزة الطبية الإسعافية وبما يحقق سرعة الاستجابة وتأمين الخدمة الإسعافية الفعالة ونقل اثنتي عشرة إصابة في ذات الوقت لاسيما في حوادث السير التي قد ينجم عنها لا قدر الله أعداد كبيره من الإصابات .

كما تمثلت أوجه التميز والريادة لجهاز الدفاع المدني الاردني في تشكيل  فرق متخصصة محترفه ومؤهله للتعامل مع الحوادث ذات الخصوصيات المحددة والتي تتطلب فرق متخصصة ، مثل فريق البحث والإنقاذ الذي لم يقتصر أدائه على المستوى المحلي وإنما تعداه بالمشاركة ومد يد العون للأشقاء والأصدقاء ، والذي استطاع الحصول على التصنيف الدولي الثقيل في مجال البحث والإنقاذ وذلك بعد تحقيق هذا الفريق الوطني لكافة المتطلبات التأهيلية والفنية واجتيازه الإختبارات التقييمية لهذا التصنيف.  وبذلك يعتبر أول فريق عربي يحقق هذا الإنجاز مما يمنح جهاز الدفاع المدني الاردني إضافة نوعية متميزة تمكنه من الإرتقاء بأدائه الإحترافي على المستويات المحلية والإقليمية والدولية .

فضلاً عن فريق التعامل مع المواد الخطرة والذي تم تزويده بأحدث المعدات والآليات اللازمة لأداء هذه المهمة الخاصة ، الى جانب تشكيل فرق ونقاط للغوص المائي من اجل أعمال الإنقاذ المائي في المناطق التي توجد فيها التجمعات المائية الخطرة.

ولما للإتصالات بكافة أشكالها من دور فاعل في تحقيق سرعة الاستجابة مع الحوادث وإدامة حلقات التواصل مع كوادر الدفاع المدني خلال تعاملها مع الحوادث وبخاصة الكبيرة منها فقد تم تزويد غرف العمليات الرئيسية والفرعية في الدفاع المدني الاردني بأحدث الأجهزة ووسائل الاتصال المتطورة لتحقيق هذه الغاية ، كما تم تزويد جناح العمليات والسيطرة بوحدات سيطرة مركزية لمتابعة الحوادث الميدانية وإدارتها من خلال غرفة القيادة والسيطرة الرئيسية .

ونظراً لان طبيعة عمل جهاز الدفاع المدني الاردني هي وقائية قبل أن تكون علاجية فقد دأب إلى تحقيق مبدأ الإشراف الوقائي الدائم على كافة المواقع الصناعية والإنتاجية والاستثمارية والذي تقوم به كوادر متخصصة من إدارة الوقاية والحماية الذاتية في الجهاز ويتبع لهذه الإدارة أقسام في كافة مديريات الدفاع المدني الميدانية في المملكة ،حيث تأخذ هذه الإدارة على عاتقها مسؤولية إقرار ومتابعة توفير متطلبات الحماية في المصانع والمنشآت الإنتاجية والمؤسسات الحيوية والمباني الكبيرة ذات الإشغالات الهامة كالفنادق والمستشفيات والجامعات وغيرها، حيث تؤدي هذه الإدارة واجباتها ضمن قوانين وتشريعات يتم من خلالها تطبيق كودات دستور البناء الوطني الأردني مثل ( كودات الوقاية من الحريق، كودة الزلازل ) وكل ذلك لضمان توفير الحد الأعلى من متطلبات الوقاية والسلامة والحماية الذاتية لهذه المنشآت والعاملين فيها.

إن هذه الانجازات وغيرها الكثير كانت عناوين للريادة والعمل التشاركي وتعزيز لثقافة التميز بمعناها الحقيقي من خلال مواكبة كل ما هو جديد وحديث سواءً على الصعيد الميداني أو التنظيمي وفقاً للمعايير الإدارية الشاملة ولعل إدامة المشاركة في التنافس على الحصول على جائزة الملك عبدالله الثاني للتميز الحكومي والشفافية كان خير مثال على نهج التميز والعمل المؤسسي الذي يطمح إليه هذا الجهاز والمتمثل بتحقيق رسالته الإنسانية النبيلة والواجبات المناطة به على الوجه الأكمل وبمستويات عاليه من الجودة والكفاءة والاحتراف .

 فقد أثمرت الجهود الدؤوبة لجهاز الدفاع المدني في الحصول على المركز الأول لجائزة الملك عبدالله الثاني لتميز الأداء الحكومي والشفافية في المرحلة الفضية للمؤسسات العسكرية المشاركة لأكثر من مره   وحصولها على المركز  الأول ضمن نتائج المسح السنوي الثالث لمدى التزام الوزارات والمؤسسات والدوائر الحكومية لتحقيق متطلبات تطوير نظام الخدمة الحكومية الذي أجرته وزارة تطوير القطاع العام مؤخراً.

وبالتأكيد فإن استلام هذه الجوائز هو وسام فخرٍ واعتزاز على صدور كافة منتسبي جهاز الدفاع المدني  وحافزاً للمضي قدماً في الارتقاء بسوية الأداء والواجبات المناطة بهم ضمن أفضل المستويات الممكنة والمتاحة وتأكيداً على النهج الإداري المتميز لهذا الجهاز وتعزيز معطيات عمله المؤسسي ضمن كافة مستوياته الإدارية وبما يضمن تحسين نوعية الخدمات التي يقدمها لأبناء الوطن وضيوفه الكرام.

حمى الله الوطن من كل مكروه وأدام علينا نعمة الأمن والآمان في ظل قيادتنا الهاشمية الحكيمة

انه سميع مجيب
 








تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد