عندما ترتقي البطالة على الرادع الديني ؟!‏

mainThumb

25-05-2016 01:51 PM

ليست أولى الحالات التي شهدتها الأردن والتي وسمت بـ ( ‏مطالبات والا.. الإنتحار ) فعلى ما يبدو أن الأردنيين فقدوا ‏الأمل في ايصال مطالباتهم  لذوي الشأن و خصوصاً ( قضية ‏البطالة )  ولم يعد هنالك خياراً إلا بالصعود على عمارة ‏أسماها البعض ( عمارة الإنتحار ) ولا أدري  اسمها فخرٌ أم ‏رمز ؟! لتحقيق أو تسليط الضوء على أوجاعهم.‏
 
لا نختلف على أن البطالة أغرقت ابنائنا في وحل الضيق ‏والغضب والوظائف الممنوحة لأبناء الوزارات والسعادة ‏والعطوفة أصبحت سكيناً  يمزق صبر  المواطن ولكن لا ‏نستطيع أن نذرف الدموع قهراً عليهم لأن الله حرم قتل النفس ‏ودعونا لا نُعلق قلة الايمان على شماعة "حقوقنا ومطالباتنا " ‏فهذا الأمر يخالف قواعد الدين ويشكك بعدالة الله والعياذ بالله  ‏من رزق يأتي (للسعاين في مناكبها وليس للملوحين بالسقوط ‏من أعلاها )؟!‏
 
نحن كشعب أردني نعي التحديات التي نواجهها من سياسات ‏حكوماتنا التفقيرية والاقتصاد المتهالك والمشاريع المبتورة ‏والأبواب المفتوحة على مصارعها لللاجئين ونعلم بأن الغلاء ‏يفتك بجيوبنا وأصبحت اصابعنا تتدلى من ثقبها ، لكن هذا لا  ‏يبرر صنع جسر للعبور إلى التهلكة بمخالفة شرع الله وحكمه ‏‏.‏
 
ولنكن منصفين سنوجه سؤالاً للأفراد الذين تكبدوا عناء ‏الحضور الى العاصمة عمان كي يصعدوا على سطح تلك ‏العمارة ويلوحون بالقفز من عليها ... وكم تمنيت لو استرقنا ‏السمع لنطَلِعَ على ما أسروا به وهم في طريقهم " للإنتحار"  ‏فلا نعلم هل كان محور الحديث عن من سيقفز أولاً مثلاً أم كم ‏سيمضي من الوقت قبل أن يتجمهر الاعلام والأمن والجمهور ‏من حولهم  ؟!! ومن هنا نسألكم، هل تقبل يرعاك الله أن تعمل ‏‏( حارس عمارة، عتال، دهين، ‏حراث،بائع،موسرجي،خضرجي،تمسح سيارات،توزع ‏جرايد،... الخ)؟؟ ‏
 
مع احترامي وتقديري لكل المهن الشريفة المذكورة إلى حين ‏ميسرة مثلاً؟
 
اليس من المنطق أن نضع اليد على الجرح بدلاً من الالتفاف ‏حوله، نحن نعلم بأن ادارة الأزمات لدينا مهترءة وندرك بأن ‏المعيشة ضنكاً ولكن أيضاً دعونا لا نبتعد عن " الأنفة " بطلب ‏الرزق ، قل وما ندر أن تجد مواطناً أردنياً يقبل بتقليب عيشه ‏إلى حين ميسرة فالسواد الأعظم  يسعون إلى وظائف خالية ‏من " الشعتلة  " إذا صح التوصيف وحكوماتنا لن تكون حلاً ‏لكم لأنكم أربعة أشخاص من أصل الاّف عاطلون عن العمل ‏ولو أن الحكومة تعي الإحباط الذي يعاني منه المواطن لولت ‏الأدبار تحاشياً لصدام لا يحمد عقباه من كم الغيظ والسقم الذي ‏يعاني من الجسد الأردني ولكن لا نملك أن نقول إلا صبراً ‏جميل والله المُستعان  لا تستعينوا بهذه الطريقة لايصال ‏مظالمكم فلسنا ضعاف الايمان ولا دماؤنا وأرواحنا رخيصة ‏فلن تؤرق الحكومة على اثر انتحارك ولن يطالك إلا جحيم ‏البطالة والآخرة .‏


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد