دور التنانير في تقرير المصير ! - آية احمد العبادي

mainThumb

26-05-2016 03:35 PM

في شوارع مدينة الضباب (لندن) شاهدت مظاهر الحياة ‏البسيطة التي قوامها التناغم الهضيم الذي يحوي كل الاعراق ‏والجنسيات والاديان بكل وئام وانسجام يحكمهم القانون ‏والعرف العام ....‏

 

حيث لا فرق بينهم من حيث العرق والدين والجنس واللون ‏والملبس والثقافة. لان المهم هو العمل والالتزام بالقانون العام ‏وعدم التجاوز على الاخرين .‏

 

وكأي فتاه عربيه شرقيه لا تخلو من الفضول للتعرف على ‏نمط حياة الاناث هناك، دخلت في مجتمع النساء. فوجدت كم ‏يحظين باحترام تلك المجتمعات، رغم صعوبات الحياة، وكيف ‏يمارسن حياتهن بكل مثابرة واجتهاد دونما شعور بعقدة ‏التهميش والنقص والتبعية والاقصاء الذي تتعرض له المرأة ‏العربية المسلمة في الشرق.‏

 

‏ دخلت ذلك العالم وكلي فضول لأنني انوي مع سبق ‏الاصرار الكتابة عنه ذات يوم، فوجدت سلوكا حضاريا في ‏ان المرأة في المجتمع الغربي، وبغض النظر عن دينها ‏وثقافتها وذوقها في اللباس تستطيع تحقيق طموحاتها ‏باجتهادها وجدها وتعب يديها، وان تجني ثمار نجاحها. دون ‏ان تجد التنكيد والعراقيل التي نلقاها نحن في مجتمعنا الذي ‏يفترض ان يكون عربيا مسلما محتشما .‏

 

‏ حقا لقد شعرت بالألم، لما تعانيه المرأة المحتشمة المحترمة ‏في مجتمعنا العربي الإسلامي، بينما لا تجد هذه العقد في ‏الغرب، ولا نجد ما تعانيه المرأة في الشرق من التحرش ‏والتهميش والظلم.‏

 

‏     وازداد حزني وانا اعرف حالات كثيرة في بلدي من ‏المعاناة والابتزاز من اجل لقمة العيش، وما تعانيه الفتاة ‏الشرقية  من الملاحقة والظلم وويلات مجتمعنا الذي أوقع ‏ظلما كثيرا على المبدعات المستورات من النساء المحترمات، ‏ولكنه بالمقابل أغدق بسخاء وبدون وجه حق على كثير ممن ‏تجردن من الحياء والاخلاق والقيم والعفة والتعفف، فأخذن ‏حقوق غيرهن دونما وجه حق سوى حق التنانير القصيرة ‏واللباس الضيق غير المحترم .‏

 

وجدت في العالم الغربي الانفتاح والحرية والثقافة والجدية ‏وتكافؤ الفرص، وتبادل الثقافات بكل احترام متبادل وتواضع، ‏مجتمع يقوم على سعة الصدر وتقبل الاخر بعيدا عن ‏العنصرية، كل منهم يعرف حدوده وحقوقه، فتكون قيمة ‏الانسان لفكرة وثقافته وانجازه وليس للتنانير القصيرة ‏والملابس الضيقة.‏

 

‏  ومن خلال متابعتي رأيت النساء الجادات المثابرات يصلن ‏في الغرب الى أعلى المراتب سواء في العمل او الدراسة، ‏وفي مجالات الحياة المختلفة، يصلن بتعبهن ومثابراتهن ‏وكفاءتهن، فلا دلع ولا تصنع ولا لباس ضيق ولا ابتذال ولا ‏تنانير قصيرة تلعب براس مسؤولها ليعطيها حق الاخرين.‏

 

ومن خلال ما رايته من انجاز المرأة الغربية بسبب عدم وضع ‏العراقيل امامها، تحسرت على واقع المرأة العربية، وبخاصة ‏تلك اللواتي يملكن المهارات ومستويات التعليم والخبرات ‏والاختصاصات في كافة الجوانب الحياتية والعلمية، لكنهن لا ‏يجدن التقدير ولا تحصل أي منهن على حقها إذا كانت ‏محترمة محتشمة جادة ثقيلة. في مجتمعنا تلعب التنانير ‏القصيرة دورها في القرار وتقرير مصير الأشخاص والفتيات ‏المحترمات على حساب المؤهلات والأخلاق والكفاءة ‏والالتزام..!!‏



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد