عودة إلى الفطرة

mainThumb

27-05-2016 04:21 PM

ولد ابن خاتمة الأنصاري في المرية من أعمال غرناطة ، والمرية مدينة ‏بناها العرب في الأندلس . وابن خاتمة شاعر وكاتب وفقيه وزاهد ‏وموشحاته التي ألحقها بديوانه هي من أهم آثاره وقد قسم ابن خاتمة ‏ديوانه إلى أربعة أقسام الأول في المدح والثناء والثاني في النسيب ‏والغزل والقسم الثالث في الملح والفكاهات أما الرابع ففي الوصايا ‏والحكم وختم ديوانه بنبذة من التوشيح . ولن أتحدث إلاّ عن القسم ‏الرابع لأمور كثيرة منها أن الذكرى تنفع المؤمنين ونحن بأمس الحاجة ‏إلى مثل هذا في حياتنا التي أخذت أو كادت في الإبتعاد عن الفطرة ‏السليمة التي فطرنا الله عليها ..فما أحوجنا إلى مثل هذه ونحن نعيش ‏هذا العصر .. يقول في الحث على التقوى وطاعة الله :‏

ملاك الأمر تقوى الله فاجعل
 
‏                          تقاه عدة لصلاح أمـــــــــــرك
وبادر نحو طاعته بعــــــزم
 
‏                            فما تدري متى يمضي بعمرك
 
وينهي النفس عن الضلالة واتباع الهوى فيقول محذّرا :‏
 
إذا ما دعتك النفس يوما لريبة   فحاذر عقاب الله فهو شديده
 
فصبر الفتى عما يريد أخفّ من  تصبره كرها لما لا يريـــــده
 
ويدعو شاعرنا الإنسان في كل زمان ومكان أن يسلّم ويرضى بكل ما ‏قسم له ، وما دمنا نعرف تماما بأن كلّ شيء مقدّر ومقسوم فعلينا ‏التسليم والرضا .. يقول شاعرنا :‏
 
إذا كنت تعلم أن الأمور                      بحكم الإله كما قد قـــضى
ففيم التفكّر والحكم ماض                    ولا ردّ للحكم مهما مضى
فخلّ الوجود كما شاءه                       مدبّره وابغ منه الرضى
 
وابن خاتمة العالم الفقيه يدعو إلى مكارم الأخلاق وإلى التمسك بالمثل ‏والفضائل يقول :‏
 
إن يشتبه رأيان في                        شيء من الأشيا عليك
وضللت عن أولاهما                       فاترك أحبّهما إليك
وذلك خشية الوقوع في الحرام والسقوط في حبائل الغواية ....‏


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد