سيرة رجالات الثورة العربية الكبرى ‏- د. طارق محمد أبو تايه

mainThumb

27-05-2016 04:57 PM

 الشيخ الجليل والقاضي الفذ الأصيل صاحب الحكمة والبسالة صبّاح محمد أبو نوير (شيخ الشراه) ‏من شيوخ قبيلة الحويطات/ شيخ عشيرة السليمانيين التي تقطن في منطقة الشراه  ولد عام ‏‏1876م.                                                                                                                 ‏

‏* شارك في الثورة العربية الكبرى وكان من أوائل الفرسان الذين هبوا في مواجهة جنود الأتراك ‏في منطقة الشراه أبان اندلاع الثورة العربية الكبرى للتخلص من الظلم الذي لحق بأبناء جلدته، ‏وقد عُرف عنه بأنّه رجلاً لا يقبل الضيم والظلم ولا يرضى لأحد من عشيرته أن تمسه سهام ‏الحيف والطغيان، ويشهد له الماضي والحاضر بالدفاع عن قوميته العربية فكان شيخاً جليلاً ‏جمع بين قوميته وحبه لوطنه.                                                               ‏‏ ‏
 
‏* ومما عرف عنه رحمه الله الدهاء والحكمة ويستدل على ذلك من  قصتة المشهورة مع ‏‏(كلوب باشا أبو حنيك) حيث يُروى أن كلوب باشا (أبو حنيك)، كان يتردد على الشيخ صبّاح ‏أبو نوير في قرين وفي أحد الأيام ذكر الشيخ صبّاح لـ أبوحنيك عن  وجود بئر روماني في ‏المنطقة أسمه أم سمقة، وعليه جرن (قُف)، «فقال كلوب (ودّي أشوفه)، فجابوا له سلم، ونزل، ‏ولما نزل قام الشيخ صبّاح وسحب السلم، فقال ابو حنيك، يا شيخ، ودّك تقتلني هان؛ فرد عليه ‏الشيخ صبّاح: ودنا تشمت (من شمينتو، وهو الاسمنت، والمقصود صيانة البير)، وتطوب ‏الأراضي ألنا؛ فوعد كلوب باشا، ونفذ ما وعد به لأهل القرية بتسجيل الأراضي ... ، ومنها ‏يظهر لنا الذكاء والحكمة التي كان يتمتع بها الشيخ صبّاح وكيف استطاع أن يحصل على ‏حقوق قريته وأبناء قبيلته.(‏ ‏)                                  ‏
‎ 
‏* وفي عام 1942 كان أحد أعضاء لجنة اختيار نائب عن بدو الجنوب في المجلس ‏التشريعي.                                                                                                             ‏
‏* توفي رحمه الله عام 1952م وتولى من بعده أمور العشيرة أبنه الشيخ خلف حيث تابع ‏المسيرة والعطاء متوارثا الحكمة والفطنة والدهاء من والده رحمه الله ؛ فكان خير خلف لخير ‏سلف حيث أصبح الشيخ خلف عضواً في المجلس الوطني الاستشاري عن قبيلة الحويطات في ‏الأردن لثلاث مجالس استشارية من تاريخ 1978- 1984م ومن ثم عضو في مجلس الأعيان ‏السادس عشر من الفترة 1989م – 1993م ، فكانت مسيرة رحمه الله حافلة بالعطاء ‏والانجازات.
‎ 
‏ * ومن مواقف الشيخ صبّاح رحمه الله البطولية في الثورة العربية الكبرى إنه لما أرسل له ‏عودة أبوتايه يدعوه إلى الانضمام إلى الثورة العربية ضد الأتراك، أبدا الشيخ صبّاح استعداده ‏للانضمام لها وفرح بهذا الخبر وعلى الفور جمع الشيخ صباح أفراد قبيلته وقال لهم : "سوف ‏نذبح بالأتراك مثل ذبحنا بالخرفان " وعندما جاء الجنود الأتراك لأخذ الويركه (وهي ضرائب ‏مالية تفرض على الناس تسمى في ذالك الوقت بالخاوه ) رفض الشيخ صبّاح دفعها فوصل هذا ‏الخبر إلى قيّم مقام معان التركي بأن الشيح صبّاح أبو نوير رفض دفع الضريبة وإنه قال " ‏سوف نذبح بالأتراك مثل ذبحنا بالخرفان " فأرسل قيّم مقام معان بطلب الشيخ صبّاح إلى ‏معان، وعندما حضر الشيخ صبّاح وضعه القيّم في السجن وأخبره بأنه صدر قرار بنفيه إلى ‏قبرص ومكث الشيخ بسجن معان إلى حين وصول القطار الذي يقله إلى منفاه، وعندما وصل ‏القطار تم ترحيل الشيخ الجليل ومعه جندي تركي يحرسه إلى أن يسلمه إلى القيادة المركزية، ‏وفي أثناء الطريق وعند وصول القطار بالقرب من منطقة مرج عامر في فلسطين  أعطى ‏الشيخ للجندي التركي فروة لكي يتكأ عليه وفي هذه الأثناء نام الجندي وتركه الشيخ حتى يغط ‏بالنوم وعندما وصل القطار منطقة مرتفعة انخفضت سرعته فأصبح بالإمكان القفز من القطار ‏بسلامة وفي هذه الأثناء  فتح الشيخ شباك القطار وقفز باتجاه سير القطار على الجهة اليسرى ‏للقطار وفي هذه الاثناء أفاق الجندي وقد فات الفوت  واتجه الشيخ إلى الجهة المغايرة التي قفز ‏منها وهي الجهة اليمنى وذلك للتضليل بالأتراك اذا أرادو أن يلحقوا به ،وظل الشيخ يتابع ‏المسير إلى أن وصل إلى عرب الشيخ حجاج بن افهيد (وهو من أشهر قضاة فلسطين) ومكث ‏الشيخ صبّاح عنده إلى أمنه الشيخ حجاج بركوبه ذلول(أي ناقة يمتطيها) وبمجموعة من ‏الفرسان وأوصله إلى الشيخ ابن داهوك الذي قام بدوره بتوصيل الشيخ إلى منطقة الكرك حيث ‏التقى الشيخ صبّاح بأفراد من قبيلته  وبذلك نجى الشيخ صبّاح من المصير المحتوم ووصل ‏سالما فقد اختار الوقت المناسب والمكان المناسب  لذلك فرحم الله الشيخ صبّاح أبونوير .   ‏‏                                                   ‏


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد