إسرائيل في عهدة اليمين المتشدد - رندة حيدر

mainThumb

27-05-2016 07:23 PM

عكست الضجة التي أحدثها انضمام أفغيدور ليبرمان الى حكومة نتنياهو داخل إسرائيل وخارجها قلق جانب من الإسرائيليين ودول العالم مما يمكن أن تؤول اليه السياسة الأمنية الإسرائيلية في ظل وجود هذا الرجل في وزارة الدفاع، خلال مرحلة حساسة وشديدة الخطورة.


إن استبدال وزير دفاع متزن وعقلاني وذي خبرة عسكرية طويلة ورؤية استراتيجية مثل موشي يعالون، بشخص آخر مثل أفغيدور ليبرمان المعروف بمواقفه المتشددة وسلوكه غير المتوقع، وعلاقاته المتوترة مع الآخرين حتى مع نتنياهو نفسه، لا يوحي بالاطمئنان حتى للإسرائيليين أنفسهم، الذي يدركون ان أي خطأ في التقدير أو في الحسابات يمكن أن يجر إسرائيل الى مواجهة وخيمة العواقب مع حركة "حماس" في غزة، أو مع "حزب الله" على الحدود اللبنانية، ويفتح الباب أمام حرب لا يرغب فيها أي طرف في الوقت الحاضر.


ما يجب الاعتراف به أن التعديل الوزاري الأخير لم يأت نتيجة قرارات اتخذها نتنياهو منفرداً وحسابات ضيقة وشخصية فحسب، بقدر ما هو حصيلة تحول عميق داخل المجتمع الإسرائيلي نحو ايديولوجيا اليمين المتشدد، وذلك نتيجة تضافر عدد من الظروف في طليعتها: عدم وجود أفق لتسوية سياسية مع الفلسطينيين واقتناع غالبية الإسرائيليين باستحالة التوصل إلى اتفاق على شأن حل الدولتين في الوقت الراهن سواء بسبب الضعف الكبير للسلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس وامكان انهيارها؛ حال عدم الاستقرار والاضطرابات التي تسود الدول المجاورة لإسرائيل وبوجه خاص سوريا؛ ضعف المعارضة الإسرائيلية الممثلة بحزب المعسكر الصهيوني وعدم قدرتها على طرح نفسها بديلاً سياسياً من نتنياهو.


ولكن على رغم هذه المخاوف، فإن تولي ليبرمان وزارة الدفاع سيكون ملجوماً بوجود نتنياهو في رئاسة الوزراء وهو المعروف عنه خلال سني حكمه حرصه على المحافظة على الستاتيكو وعدم المجازفة. صحيح أنه خاض عمليتين عسكريتين ضد قطاع غزة، "عمود سحاب" و"الجرف الصامد"، لكن العمليتين كانتا محدودتين زمنياً، ولم تتطورا الى حرب شاملة.


أما في ما يتعلق بلبنان، فمن المستبعد ان يغيّر ليبرمان قواعد اللعبة السائدة على حدوده، وأن يكسر توازن الردع القائم مع "حزب الله" منذ حرب تموز 2006 والهدوء الهش السائد على الحدود مذذاك. ومن المتوقع ان يطلق تهديدات وتصريحات نارية وتحذيرية، لكنه لن يورط الجيش في مواجهة عسكرية جديدة مع "حزب الله".


بالنسبة الى السياسة الإسرائيلية حيال الحرب السورية، من المنتظر ان يعزز وجود ليبرمان في وزارة الدفاع التنسيق الإسرائيلي مع الروس والتدخل الإسرائيلي في رسم المستقبل السياسي لسوريا.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد