الأردن‎ ‎‏ فخرنا وتاج عز على رؤوسنا

mainThumb

28-05-2016 10:15 PM

يأتي عيد استقلال الأردن السبعين الذي تعم الفرحة به قلوبنا، وسط البحار الهائجة والأمواج ‏المتلاطمة، والصراعات الدموية التي تفتك بالعديد من شعوب المنطقة العربية إما بسبب ‏أنظمتها أو التدخلات الأجنبية فيها.  وها هو الأردن الأشم يشكل واحة الأمن والأمان، ‏والملاذ والاطمئنان في خضم كل هذه الأعاصير التي يتغلب عليها بحكنة منقطعة نظيرها ‏لسليل الدوحة الهاشمية، جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين، ربان من آل هاشم يتولى ‏قيادة السفينة الأردنية التي تحمل شعبا أبيا شديدة شكيمته، قوية عزيمته، يخوض الصعاب ‏حماية لوطنه ومليكه ودينه، ويلتف حول قيادته ويفديها بمهجه وأرواحه، بغير ما فتور في ‏همته، ومن شيمه إكرام الضيف القريب والغريب، لا فرق، يفتح ذراعيه وأرضه ومنازله، ‏وسهوله، وصحاريه، وجباله، ومدنه وقراه، لكل من طلب اللجوء إليه لما يجد في الأردن ‏المرفوعة هامته وخفاقة رايته على الدوام، من نفوس العزة شعارها، والكرامة عنوانها، ‏تأبى إلا أن تم مد يدها لكي تكون معينا للصديق والشقيق واللاجىء والملهوف دون تردد أو ‏عزوف، في أوقات الرخاء وفي الشدة على السواء، لا فرق.‏
 
 
السؤال الذي يتبادر للذهن هنا، لماذا الأردن دون غيره في هذه الأوقات العصيبة أحداثها، ‏مقصدا لكل باحث عن الأمان، والاستقرار في منطقتنا هذه التي تنوء بها ويلات الحروب ‏والقتل والتدمير والتشرد ؟ من يقرأ تاريخ المملكة الأردنية الهاشمية وماضيه بمدنه وآثاره ‏في جرش عجلون والكرك، والبتراء الوردية، بلد الكرم والمناسف والقهوة المرة التي تشكل ‏في مجموعها ومع غيرها، جزءا من تراثه وثقافته، ومنذ بدايات تأسيسه في عشرينييات ‏القرن الماضي على يد الملك المؤسس الملك عبدالله بن الحسين بن علي، ومن بعده، الملك ‏طلال بن عبد الله، والملك حسين بن طلال، طيب الله ثراهم، والملك عبدالله الثاني بين ‏الحسين حفظه الله وأبقاه، قائد الأردن وصمام أمانه وعنفوانه، يلحظ ما بذلوه، من الغالي ‏والنفيس في سبيل تطور الوطن وعزته ورخائه وتطوره وتقوية بنيانه ونمائه، ما جعله ‏نموذجا متميزا يحتذى به لكل البلدان، ومصدر فخرنا وعنفواننا وتاج عز على رؤوسنا.‏
 
 
‏ لقد عملت القيادات الهاشمية بكل ما أتيت من عزم وتصميم وما زالت، ولم تأل أي جهد في ‏سبيل إقامة دولة مؤسسات‎ ‎على كل الصعد والمستويات، السياسية منها والاقتصادية، ‏والعسكرية، والاجتماعية والثقافية وبناء الصروح العلمية الشامخات لتكون للعلم والبحث ‏منارات عاليات، تعتبر من الأعمدة الرئيسة لتنمية الإنسان، أساس البنيان، الذي قال فيه ‏المغفور له بإذن الله جلاله الملك الحسين بن طلال (الإنسان أغلى ما نملك) حتى غدت نسب ‏التعليم في الأردن من أعلى النسب في العالم العربي وربما في العالم أجمع، وجعلت من ‏الأردن علامة فارقة يشار إليها بالبنان في أصقاع العالم كافة.‏
 
 
‏ المساواة بين المواطنين في حقوقهم وواجباتهم، الأمر الذي أكد عليه جلالة الملك عبد الله ‏الثاني في خطابه الأخير بمناسبة عيد الاستقلال السبعين للمملكة، شكلت بالإضافة إلى ‏سابقاتها درعا صلبة وقوية حفظت الوطن من كل الهزات الاقتصادية والسياسية والحروب ‏التي ألمت على مدى عقود من الزمن بالمنطقة العربية، بخلاف دول عربية مجاورة، فقدت ‏عناصر الأمان فيها  بسبب تهميش الإنسان الذي يعتبر الأساس في التطوير والنماء ‏للأوطان.‏
 
هذه العناصر تمثل في مجموعها، السياسة المنقطع نظيرها التي ما برح الهاشميون يسيرون ‏على نهجها، والتي بسببها، نجح الأردن حيث فشل آخرون، في إرساء دعائم الأمن والأمان ‏التي جعلت منه مقصدا ووجهة وملجأ لكل من سار على غير هدى من الشعوب العربية ‏مشردا من وطنه، ليجد مكانا يأويه، ويحميه، تتوفر له سبل العيش والحياة الكريمة فيه.‏


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد