لندن رحيق الأمكنة عبق التاريخ مدينة الضباب - كمال عوض

mainThumb

29-05-2016 10:28 AM

> عندما تسير في طرقات العاصمة البريطانية لندن ينتابك إحساس بأن تحسب خطواتك جيداً حتى لا تزحزح شيئاً من مكانه. كل الأشياء موضوعة بدقة وعناية فائقة. التزام تام من المحال التجارية بكل التوجيهات.
 
 
المباني عتيقة وعريقة. مئات السنين مرت على هذه البناية وعشرات السنين على أخرى. لهذا حافظت لندن على معالمها القديمة وصارت بعض مبانيها قبلةً للسياح كمبنى البرلمان. > حركة المواطنين كأنهم في موكب تحت إمرة قائد. وجوه باسمة.. خطوات نشطة تطوي المسافات وتقاوم برودة الطقس.. حركة المرور كانت مصدر قلق كبير لنا طوال الأسبوع الأول بالرغم من الإرشادات الكثيفة وتنبيهك بعد كل تقاطع بأن «سير المركبات على الجانب الأيسر من الطريق». > تعتمد المملكة المتحدة ككل على شبكة محطات المترو التي تغطي مساحات شاسعة في بريطانيا إلى جانب البصات ذات الطابق الشهيرة. وتقول الإحصائيات إن أكثر من خمسة ملايين مواطن وزائر يستقل القطارات والبصات يومياً في حراك دائم داخل العاصمة لندن. > وسط أجواء باردة جداً وقفنا في طابور طويل ننتظر دورنا للتجوال في متحف التاريخ الطبيعي (Natural History Museum)، وفوجئنا فور دخولنا بهياكل عظمية لديناصورات كنا نظنها من أساطير الخرافة كطائري الرخ والعنقاء!! صالات طويلة عرضت فيها سلالات نادرة لحيوانات وطيور وحشرات محنطة باتقان شديد.. صيحات الدهشة في كل مكان.. أقسام عديدة وحكاوي لا تتسع المساحة لذكرها وربما نعود إليها في أيام قادمات إن شاء الله.
 
 
 
> أما متحف فكتوريا والبرت (Victoria and Albert Museum) فيشتمل على أكثر من «150» صالة عرض تعرض فيها الفنون الزخرفية البريطانية التي تشمل الخزف والتطريز والأثاث، بينما تتخصص بعض الصالات الأخرى في عرض فنون الدول الأوروبية الأخرى. > وفي المتحف الوطني البريطاني (British Museum) كان تاريخ السودان حاضراً بكل تفاصيله عبر جناح ضخم أرَّخ للثورة المهدية مروراً بالحكم الثنائي وحتى تاريخ السودان الحديث، كما اهتم المتحف بملحمة تغيير مجرى نهر النيل لبناء سد مروي. > وفي متحف الشمع «مدام توسو» شاهدنا تماثيل لمشاهير العالم في الفن والرياضة والثقافة والسياسة، وعرجنا على غرفة الرعب التي لم نمكث فيها طويلاً لما شاهدناه من أهوال داخلها. > حديقة الهايدبارك (Hyde Park).. مساحات شاسعة من الخضرة تنبت بين جنباتها أشجار ذابلة تنتظر الربيع وتبحث عن أشعة الشمس لتمنحها الحياة من جديد. ذهبنا إليها صباح أحد لنحظى بسويعات وسط مرتادي (Speakers Corner) وهو مكان يجتمع فيه الناس بمختلف توجهاتهم وجنسياتهم للحديث بحرية في شتى الموضوعات، وهو نشاط تهتم به مجموعة كبيرة من سكان لندن حتى صار من المعالم الرئيسة للحديقة، إلى جانب بحيرة البط والنوافير المنتشرة على امتداد الهايدبارك.
 
 
 
> في صبيحة كل يوم يتم تغيير الحرس الملكي لقصر باكنجهام، وهو حدث ينتظره السياح بفارغ الصبر عندما يتوافدون على الساحة الخارجية وبوابة القصر لمشاهدة الفرسان وهم يمتطون الخيول ويلبسون قبعات جلد الدب. وقد لاحظنا الاهتمام الكبير للسياح بتلك الفعالية وحرصهم على التقاط أكبر عدد من الصور أمام بوابة القصر ومع الحرس الملكي. > أشهر أسواق لندن الشعبية هو سوق (Shepherds,bush) الذي يسيطر عليه تجار من الهند وباكستان والصومال والسودان، وتتوفر في السوق بضائع بذات الجودة التي تتميز بها المحلات الكبرى مع اختلاف كبير في الأسعار، وينافس (Shepherds,bush) الـ (Primark)، وهو قبلة للسياح خاصة الذين يأتون من الشرق الاوسط الذين يجدون مبتغاهم في أقسامه المختلفة وبأسعار معقولة. اما شارع (Oxford Street) فإنك تجد فيه كل ما تريد بمختلف الأحجام والجودة. > وفي (Covent Garden) كانت الدهشة حاضرة عندما فاجأنا رجل أشبه بتمثال من النحاس يجلس على الهواء ويحتسي كوباً من القهوة وكأنه يجلس على أريكة خشبية!! ثم تعالت ضحكات السياح في مسرح على الهواء مباشرة أداره الممثل بمهارة فائقة وأشرك معظم الحاضرين في فعالياته.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد