ماذا بقي من الاستقلال بذكراه السبعين !

mainThumb

29-05-2016 11:12 AM

مؤسف ومؤلم أن نحتفل بذكرى الاستقلال هذا العام ولم يبقى ‏منه في وطننا العزيز إلا الاسم المجرد واحتفالات تقيمها ‏الدوائر والمؤسسات الرسمية في كافة مناطق الوطن لا فائدة ‏منها إلا إضافة المزيد من الأعباء على كاهل الاقتصاد الذي ‏يحتضر ويعاني من أزمة طويلة مركبة أصلاً .‏
 
‏ وقد شهد هذا العام وخلافاً لكل الأعوام والعقود الماضية ‏المبالغات الكبيرة والإسراف اللامعقول في الاحتفال وكأنها ‏محاولة بائسة وهي كذلك للتغطية على الأزمات السياسية ‏والاقتصادية والاجتماعية التي يعاني منها الوطن العزيز ، ‏والهروب للأمام بدلاً من مواجهة الحقائق .‏
 
ونتساءل في ذكرى الاستقلال المزعوم أين قرارنا السياسي ‏المصادر أصلاً لمصلحة من ندّعي إننا استقلينا عنهم والحقيقة ‏إن بريطانيا وفرنسا طردت من المنطقة بعد العدوان الثلاثي ‏الشهير على مصر عبد الناصر وورثتهم أمريكا حتى اليوم ‏حيث وصلت التبعية لمجاملة حتى دويلات الإعراب ولو على ‏حساب الأردن وأمنه واستقراره ، والموقف من الأحداث ‏المؤسفة بسوريا الشقيقة مثالاً صارخاً على صحة ما أقول .‏
 
لقد تواطئ الاردن الرسمي بالتآمر على سوريا ضد حتى ‏مصلحته الوطنية وسؤالنا الذي نكرره دائماً ماذا لا سمح الله ‏لو وجدنا أنفسنا كأردن أمام تجار الإسلام السياسي بسوريا ‏كلّهم دواعش وأين هي مصلحة الأردن هنا يا من أوجعتم ‏رؤوسنا عن الاستقلال المزعوم الذي تحول لمجرد احتفالات ‏مبالغ بها من الحكومات المتعاقبة وزادت الوتيرة هذا العام ‏بمقدار غياب الحاضنة الشعبية والفشل السياسي الذي تعاني ‏منه حكومة عبد الله النسور بعد مسيرة حافلة بالفشل والتخبط.‏
 
نرى أن وطننا العزيز اليوم يمر في أصعب وأقصى مراحل ‏تاريخه ، فالمديونية تجاوت الـ(32)  مليار دولار كما قيل ‏والإنتاج لا يزيد عن نسبة الـ(1 أو 2%)، معنى ذلك إننا ‏أصبحنا دولة فاشلة وغير آمنة استثمارياً بموجب القانون ‏الدولي وسرّ الاستمرار يتعلق في الحقيقة بالدور الوظيفي ‏الذي تؤديه الحكومات المتعاقبة رغم إرادة الشعب وخلافاً ‏للاستقلال الذي يدّعونه ويحتفلون بذكراه السبعين اليوم ، كنّا ‏نتمنى أن يكون ذكرى الاستقلال مراجعة ونقد ذاتي لسياسات ‏التبعية التي سارت عليها الحكومات المتعاقبة منذ عام 1946م ‏حتى اليوم لو استثنينا من ذلك حكومة طيب الذكر سليمان ‏النابلسي ولا أجد فرق بين نهج تلك الحكومات وما كان قبل ‏عام  الاستقلال المزعوم . ‏
 
في حياة الأمم والشعوب التي تحترم تاريخها، الاستقلال ليس ‏مجرد كلمة في القاموس او ذكرى للاحتفالات ، الاستقلال في ‏تاريخ كل شعب يعني بداية مرحلة وعصر جديد من بناء ‏الذات والتطور واحتراماً لدماء وتضحيات الشهداء الذين ‏قدموا ارواحهم لأجل الوطن وحتى لا يرفرف عليه علم ‏الاستعمار وبالتالي ليوم الاستقلال قدسيته التي لا يضاهيها ‏قدسية أخرى والاستقلال بعد ذلك يعني امتلاك الإرادة الحرة ‏والدولة المستقلة بقرارها السياسي والمعبّر عن طموحات ‏شعبها وأين وطننا العزيز من كل ذلك على ضوء ما نرى ‏ونسمع عن السفيرة الأمريكية التي أصبحت دولة داخل الدولة ‏والسفير الفرنسي الذي وصل به الأمر للتدخل حتى لإصلاح ‏الطرق والشوارع وبينهم بالتأكيد السفير البريطاني ، أي ‏استقلال الذي يحدثوننا عنه وكنّا في الستينيات أكثر استقلالية ‏اقتصادياً وسياسياً من عام 2016م ، للأسف احتفالات هذا ‏العام جاءت بوتيرة عالية الصوت والإيعاز بتجميع العاملين ‏في مختلف الدوائر والمؤسسات وذلك للتغطية على العيوب ‏الأخرى حيث أنّ الاستقلال مجرّد اسم فقط .‏
 
نتمنى وقفة جادة مع أنفسنا والدعوة للأغلبية  الصامتة وهل ‏نحن حقاً حصلنا على استقلالنا الوطني وها نحن بعد سبعين ‏عاماً أوضاعنا في تراجع ولم يبقى من الاستقلال إلا كلمة في ‏تاريخنا العابر وكيف نحتفل بالاستقلال والقواعد الأجنبية ‏وخاصة الأمريكية تحاصرنا في كل الوطن ، أي استقلال ‏وقمحنا وحتى حبوبنا ودوائنا قادم من الغرب وأمريكا بشكل ‏خاص وحتى الأرض التي قيل لنا أنها محررة بعد جريمة ‏وادي عربة لا نستطيع زرعها أو حتى التواجد عليها إلا ‏بتصاريح وحتى لا نذهب بعيداً ، أن وجود مقاتل اردني حر ‏اسمه أحمد الدقامسة داخل السجون رغم انتهاء مدة محكوميته ‏يفضح كل أكاذيب الاستقلال المزعوم ، نقول ذلك ليس لجلد ‏الذات كما يعتقد البعض ولكن لتشخيص الحالة وبعد ذلك ‏إعطاء العلاج الصحيح . ‏
 
عاش الوطن عاش شعبنا عاشت أمتنا العربية ولا عزاء ‏للصامتين . ‏


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد