صناعة الفارق : النسر يبقى محلق في سماء وطني ، هنا الأردن - د. رامي العايد العبادي

mainThumb

30-05-2016 11:28 AM

 صناعة الفارق والتفسير الموضوعي وهو نهج بنائي يستند إلى ديناميات ومكونات الأفراد والمجتمعات بمجملها ، ويجمع السابق واللاحق ويتميز بتوفر خاصية الموضوعية والتنوع التفصيلي والتي تنطوي في جملتها الرئيسية على معيار الوضوح والعدالة والشفافية ، حيث يقوم النهج السابق على مفاد أساسي يرتكز على توجيه الموضوع من قبل الجمهور في شكل رسالة أو نقطة رئيسية ، واستناداً  إلى الدراسات الإعلامية والتنموية  نجد تكراراً أن عرض الموضوع ذو الصلة الكبيرة بتوقعات وأماني الجمهور يجعل فرص التشويق عالية جداً، لتصل بذلك الى أعلى درجات التخيل المرضي من خلال مواقف الإثارة المتصلة بالموضوع والذي يشكل  تتابعاً بالنسبة للجمهور من وجهة نظرهم أو رغباتهم أو تطلعاتهم الملاذ السحري وهنا واقصد خلال مواقف ومشاهد الإثارة ذات العلاقة بالموضوع أو الحدث والملاذ السحري : ( الدراما الديمقراطية )  ففيها تجتمع كل النوايا وتغيب معها المصداقية وتكثر الألسن لدى البعض  لتغتال العدالة والموضوعية  بحق من ارتحل وهذا عنوان الحدث بتصوير ثلاثي الابعاد  – هنا الاردن   . 

 

وفي هذا السياق واعتقد أن التشفير السابق قد أوصل الدلالات ذات المحرك والمنشأ النفسي الانساني  لما يقصد الكاتب ، كلنا الأردن بمختلف المكونات ونجتمع على عقيدة أساسية وهي الإخلاص للوطن والقيادة دون أن تفقدنا تلك العقيدة الثقة برجالات الأردن والذين هم مدارس في الولاء والانتماء : انها مدرسة وصفي وهزاع ، تلك المدرسة الغيورة على الوطن والمواطن وتتلمذ على يديها من تعاقب بعدهم وزرعوا فينا كيف يكون المواطن الحامي والمدافع والصادق ، والتي لا يجوز أن تكون على عكس ذلك تجاه من هم قدموا أدوارهم بما يتفق وفق المصلحة الوطنية والوحدة الداخلية دون أن تنتقص من احترامنا وتقديرنا لما قدموا بالإجحاف والنكران ، من منطلق أحلامهم وتوقعاتهم الأفتراضية وفق غياب كلي لما يدور في الإقليم الملتهب. فالأمر ليس مجرد رغبات كما هي عند البعض ، إننا بحاجة اليوم إلى ثقافة شمولية توعوية  تخدم المواطن وجوهرها مصلحة الشأن الداخلي ليست بمعزل عن الضمان الخارجي ، مما يتطلب منا ككل إلى تبني نهج  الأنصات وتقبل الرأي الأخر، فالمسؤولية لمن هم في دائرة السلطة كانت ولا زالت ليست تدار بفوضى أو عشوائية أنما تخضع لما يحقق الصالح سواء كان ذلك النفع للوطن أو المواطن وتلك صناعة الفارق . التي لا يعلمها الكثير ومصدر إدارتهم وأقصد أصحاب السلطة الممارسة في رحم قيم ومسلمات : الموضوعية ، المنظم ، الممتع ، ذو الصلة ، انها مسالة أولويات ترتب وفق ما تقتضي المصلحة العامة والتي قد لا يراها المواطن  أْحـيـانـاً مع ما هو متوقع أو منشود ، وفي هذا الخصوص أجد أن مجرد إقالة وتشكيل الحكومة وقرار حل البرلمان والدعوة لعقد الانتخابات تعطينا ككل شعور عارم بالفرح يزهو بالرضا ويقابل منا بالواجب والحمد والشكر والثناء ، وهذا لم يأتي من فراغ . فهناك من قدم أدوار تحترم وتقدر ولا يستحق جلد الذات  أو كسر الجرار : انها ثقافة وطنية لا تتعارض مع الديمقراطية لكنها تستوجب عدم الاساءة والتعميم المرضي السلبي . 
 
 
 
 أكرر نحتاج إلى الالتزام بالموضوعية عند تناول المعطيات ، ولا اقول الحيادية مع أن الحيادية ضرورية لكننا نسلم ونعترف أن الحيادية المطلقة من الصعب الوصول اليها ، وأنا لست مع أو ضد أشخاص أنما أنا هنا في وطني مع القائد وشعبي  .  مما يجعلني أقول وبصراحة أن الموضوعية كنهج ليس من الصعب الوصول اليها ، فهي تأتي بقدر قليل من التأني والالتزام والتفكير المستند إلى الصدق الموسوم بالأدلة والبراهين والشواهد دون أن نزاود على البعض أو نقلل من أدوار البعض  ،  فنحن نعلم إنه كلما توفرت الموضوعية كانت المادة المتوفرة تتسم بجودة التأثير وسهولة التناول وتنعكس في محتواها على دائرة أصحاب القرار لا مجرد أصوات وتضارب أراء وأمزجة لا يتوقع منها أن تولد لدينا شي جديد أنما فقط إضاعة الوقت والانشغال الفارغ ، مع التذكير أن الموضوعية تقوم على مبدأ أساسي وهو قل ما تشاء ولكن بشرط أن تلتزم بالمنطق . 
 
 
وبخطى ثابتة نجد أن المنطق والحس الوطني الحيوي  يتطلب منا في هذه المرحلة أن ننصف الحكومة السابقة على اختلاف أدوارها ومسؤولياتها وننتظر الحكومة الجديدة وما هو متوقع منها بالتفاؤل العملي ، ولا يغيب عني تذكيركم أن مسلسل وشواهد جلد الذات والغرق السطحي التي قدمت هي دراما لفظية متكررة من قبل البعض وقد  قدمت للحكومات ككل ، ولاحقا ستقدم للحكومة الجديدة عند ساعة الصفر للإقلاع : لذا أجد أن الحدث معتاد والموضوعية والإنصاف غائب مما يجعلني وبموضوعية أن اقف بالتقدير لمن كان وطنياً مدافعاً وغادر ، واستقبل من سياتي بالفرص والوقت و بثقة مطلقة أنهم من وطني ولوطني ،  وأن ننصرف إلى ما هو أهم واعتماد معايير ما هو متوقع من الحكومات ومحاسبتها ،  وترجمتها بحس وطني في اختيار مكونات مجلس البرلمان لطالما نمارس الغيرة والوطنية على البلد وأن نترك محركات التأثير السلبي  التي تحد من فرص الاختيار الموضوعي عند ممارسة عملية الاقتراع ولا نتذكر وقتها أن البرلمان من صنيعة اليدين وهنا موطن الشاهد وصناعة الفارق  ، لذا نودع اليوم النسر الذي سيبقى محلق في سماء الوطن ببصمات ثابتة ونستقبل بتفاؤل مطلق  كوكبة جديدة لتكمل المسيرة بهناء ولقاء ، فلتكن المبادئ واحدة وغايتها مصلحة الوطن والمواطن منشداً  : حيث يشتاق المكان لأهله وتدرك الإبل راكبها .
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد