الفايز: نقدر عاليا الدعم الروسي للأردن

mainThumb

30-05-2016 08:41 PM

السوسنة - العلاقات البرلمانية الاردنية الروسية وسبل تطويرها، وقضايا التعاون المشترك، بين البلدين الصديقين، والاوضاع الراهنة في منطقة الشرق الاوسط، كانت محور اللقاءات الرسمية التي اجراها، الاثنين، رئيس مجلس الاعيان فيصل الفايز في موسكو مع مسؤولين في جمهورية روسيا الاتحادية.
 
جاء ذلك، في اطار الزيارة الرسمية، التي يقوم بها الفايز الى روسيا، تلبية لدعوة رسمية، من رئيسة المجلس الاتحادي الروسي فالنتينا ماتفيينكو، على رأس وفد من مجلس الاعيان، يضم، الدكتور جواد العناني، والدكتور عادل الطويسي، والدكتور ياسين الحسبان، والمهندس محمد الشهوان.
 
الفايز وخلال المباحثات الرسمية مع رئيسة المجلس الاتحادي الروسي، بين ان المملكة الاردنية الهاشمية، وجمهورية روسيا الاتحادية، يرتبطان بعلاقات قوية، مضى عليها نحو نصف قرن، وهي علاقات متميزة في كافة المجالات، وخاصة السياسية والاقتصادية والثقافية.
 
واكد الفايز خلال المباحثات التي حضرها اعضاء الوفد الاردني، والسفير الاردني في موسكو زياد المجالي، وعدد من اعضاء المجلس الاتحادي الروسي، ان العلاقات بين البلدين الصديقين متميزة، ومبنية على الاحترام المتبادل والتعاون المشترك، وهناك توافق كبير بينهما، حول العديد من القضايا السياسية، وعلى رأسها محاربة الارهاب الدولي والتطرف، وضرورة الحل العادل للقضية الفلسطينية، وفق قرارات الشرعية الدولية، اضافة الى تبني الحلول السياسية، لمختلف القضايا المتعلقة في منطقة الشرق الاوسط ،وخاصة الازمة السورية.
 
وبين الفايز ان الاردن يعتبر روسيا شريكا اساسيا له، وهي تقوم بدور محوري، من اجل العمل على احلال الامن والاستقرار في منطقة الشرق الاوسط، وهناك تنسيق وتشاور مستمرين، بين جلالة الملك عبدالله الثاني، وفخامة الرئيس فيلاديمير بوتين، حول مختلف القضايا الراهنة، بالإضافة الى محاربة الارهاب الدولي، وسبل تطور العلاقات الثنائية، بين البلدين الصديقين والبناء عليها.
 
وثمن رئيس مجلس الاعيان، التعاون الروسي مع الاردن، خاصة في مجال انتاج الطاقة النووية السلمية، حيث يعمل الاردن اقامة محطة للطاقة النووية، ودعا المستثمرين الروس الى زيادة استثماراتهم في الاردن والاستفادة من الفرص الاستثمارية المتوفرة في مجالات النقل العام وانتاج الطاقة المتجددة، والصناعات التعدينية، مبينا ان الاردن يتمتع بالأمن والاستقرار وفي بيئة استثمارية آمنة كما أن تشريعاته تحمي المستثمرين وحقوقهم.
 
واكد على اهمية فتح الاسواق الروسية، امام الصادرات الزراعية الاردنية، وتسهيل دخولها، وتخفيض الرسوم المفروضة عليها، وتفعيل التعاون في الجانب السياحي، لزيادة اعداد السائحين الروس للأردن، خاصة في مجال السياحة الدينية والعلاجية، مشيرا في هذا الاطار الى ان الاردن على استعداد لتنظيم رحلات للسياح الروس لزيارة المغطس وكنيستي المهد والقيامة في فلسطين، وهذا من شأنه ان يزيد عدد السائحين للأردن وبنفس الوقت يعمل على دعم صمود الشعب الفلسطيني وخاصة في القدس.
 
واستعرض الفايز عملية الاصلاح التي تجري في الاردن، ترجمة لتوجيهات وتطلعات جلالة الملك عبدالله الثاني، واكد على ان الاصلاح في الاردن عملية متواصلة ولا رجعة عنه.
 
وفيما يتعلق بالأوضاع السياسية، في منطقة الشرق الاوسط، قال الفايز ان الاردن ورغم الازمات والصراعات حوله الا انه قوي سياسيا وامنيا، لكنه يواجه صعوبات اقتصادية كبيرة، بسبب الاعداد الكبيرة من اللاجئين السوريين على اراضيه، فما يقدمه الاردن للاجئين من خدمات مختلفة يستنزف جزءا كبيرا موازنة الدولة، وهذا الامر يشكل تحديا اقتصاديا، في ظل تخلي المجتمع الدولي عن تعهداته والتزاماته تجاه دعم اللاجئين والاردن.
 
وقال اننا في الوقت الذي ندعو المجتمع الدولي، الى تحمل مسؤولياته تجاه اللاجئين السوريين، ودعم الاردن لتمكينه من مواصلة دوره الانساني، فأننا نقدر عاليا الدعم الروسي للأردن، ونؤكد على اهمية زيادة هذه المساعدات من خلال زيادة الاستثمارات الروسية وتعزيز التبادل التجاري بين البلدين الصديقين.
 
وبخصوص الازمة السورية اوضح الفايز، ان الاردن دعا الى ضرورة حلها سياسيا، فجلالة الملك عبدالله الثاني، اكد على هذا الامر منذ اندلاع الازمة، وقال ان استمرار الوضع الراهن في سوريا، ستكون له انعكاسات سلبية على المجتمع الدولي بأسره، مؤكد ان الاردن يعتبر، ان حل القضية الفلسطينية، حلا عادلا وشاملا، ويمكن من اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، هو مفتاح الحل لكافة الصراعات في المنطقة، وهو الذي يمكن المجتمع الدولي من القضاء على الارهاب، وخطاب الكراهية.
 
وفيما يتعلق بخطر الارهاب الذي اصبح يهدد الجميع، اكد الفايز ان الارهاب لا دين له، وان محاربته تحتاج الى استراتيجية واضحة، وجهد دولي تشاركي، تعمل هذه الاستراتيجية على محاربة الفكر الارهابي والتطرف، فالحلول الامنية والعسكرية، لا يمكنها وحدها القضاء على الارهاب.
 
من جانبها اشادت رئيسة المجلس الاتحادي الروسي فالنتيتا ماتفيينكو، بالمستوى الرفيع الذي وصلت اليه العلاقات الروسية الاردنية، واكدت اهتمام بلادها بتعزيز وتطوير علاقاتها مع الاردن، في مختلف المجالات، وخاصة البرلمانية والاقتصادية والسياحية والاستثمارية.
 
وقالت ان روسيا والاردن تجمعهما علاقات تاريخية قائمة على الاحترام المتبادل، وبما يخدم مصالحهما المشتركة، وهناك توافق بينهما على اهمية احترام المواثيق الدولية، والقوانين التي تحرص على السلم الدولي، وبينت ان روسيا تعتبر الاردن شريكا قويا من اجل اعادة الامن والاستقرار في منطقة الشرق الاوسط.
 
واشادت ماتفيينكو بالتقدم والتطور الكبير الذي يشهده الاردن، والامن والاستقرار الذي ينعم فيه بفضل حكمة جلالة الملك عبدالله الثاني رغم الاوضاع غير المستقرة وغير الامنة حوله.
 
وقالت "اننا قلقون من تصاعد الاوضاع في منطقة الشرق الاوسط، ونحن في جمهورية روسيا الاتحادية، نؤكد على ضرورة انهاء الازمة السورية، وعودة الامن والاستقرار الى المنطقة".
 
وثمنت الجهود الكبيرة التي يقوم بها جلالة الملك عبدالله الثاني لتحقيق الامن والاستقرار في منطقة الشرق الاوسط ، واكدت على اهمية تعاون المجتمع الدولي، في محاربة الارهاب والتطرف، الذي اصبح خطره يهدد السلم العالمي.
 
واعربت ماتفيينكو عن اسفها، لتوقف محدثات السلام الفلسطينية الاسرائيلية، وبينت ان بلادها تبذل جهودا لاستئناف المفاوضات بينهما، مبينة اهمية دعم الاردن والوقوف الى جانبه لتمكينه بقيادة جلالة الملك من الاستمرار بالعمل من اجل احلال السلام في المنطقة.
 
وواصل الفايز اجتماعاته الرسمية اليوم، حيث التقى ايضا، برئيس مجلس النواب الروسي (الدوما) وبحث معه بحث سبل تطوير العلاقات الثنائية بين المؤسسات التشريعية في كلا البلدين.
 
وأكد الفايز بحضور وفد مجلس الاعيان المرافق له، والسفير الاردني في روسيا، حرصه على إدامة التنسيق والتعاون وتبادل الزيارات مع المؤسسات التشريعية في روسيا، وبما يخدم العلاقات التي تجمع بين البلدين الصديقين.
 
وعرض رئيس مجلس الأعيان خلال اللقاء، لمواقف الأردن، بقيادة جلالة الملك، حيال مختلف القضايا الراهنة في منطقة الشرق الاوسط، خصوصا القضية الفلسطينية والأزمة السورية، وجهود مكافحة الإرهاب.
 
وتطرق إلى الأثر الاقتصادي للتحديات التي تواجهها المنطقة على الأردن، لا سيما ما يتعلق باستضافته أعدادا كبيرة من اللاجئين السوريين على أراضيه، وتقديم مختلف الخدمات الصحية والتعليمية والإغاثية لهم.
 
وقال الفايز، في هذا الصدد، "نتطلع الى ان تقوم جمهورية روسيا الاتحادية بمساعدة الاردن اقتصاديا ، لتمكينه من مواصلة دوره الانساني والاخلاقي تجاه اللاجئين السوريين".
 
من جانبه، اشاد نائب رئيس مجلس الدوما الروسي، بالدور الكبير الذي يقوم به جلالة الملك عبدالله الثاني في دعم جهود مواجهة الارهاب والتطرف، ومن اجل احلال السلم الاهلي في منطقة الشرق الاوسط .
 
وثمن الدور الكبير الذي يقوم به الاردن تجاه احلال السلام في منطقة الشرق ،واكد تفهم بلاده للصعوبات التي يواجهها بسبب الاعداد الكبيرة من اللاجئين السوريين ، مبينا اهمية دعم الاردن لتمكينه من مواجهة هذه التحديات.
 
واشاد رئيس مجلس النواب الروسي بمستوى التنسيق والتشاور المستمر بين البلدين الصديقين، في مواجهة الارهاب، وقال ان روسيا معنية بتطوير علاقاتها مع الاردن والعمل على فتح افاق جديدة للتعاون وزيادة اعداد السائحين الروس.
 
كما التقى رئيس مجلس الاعيان، وزير الزراعة الروسي الكسندر تكاتشوف، واكد على اهتمام الاردن، بتعزيز العلاقات الاقتصادية والاستثمارية مع جمهورية روسيا الاتحادية.
 
وقال الفايز بحضور الوفد المرافق له، والسفير الاردني في موسكو زياد المجالي، انه وانطلاقا من هذه الرؤية، فأننا نأمل ان تقوم روسيا بفتح اسواقها امام المنتجات الزراعية الاردنية بمختلف انواعها بشكل اوسع، مؤكدا أهمية توفير التسهيلات اللازمة امام دخول المنتجات الزراعية للأسواق الروسية.
 
وبين رئيس مجلس الاعيان ان الاردن لديه الاستعداد التام لتزويد الاسواق الروسية باحتياجاتها من الخضار والفواكه ووفق حاجة السوق الروسية.
 
بدوره اكد وزير الزراعة الروسي، على اهتمام بلاده باستيراد الخضار والفواكه من الاردن، عبر الشركات الروسية المتخصصة بالأغذية واستيرادها وتصديرها.
 
وقال وزير الزراعة ان للأردن خصوصية وهناك اهتمام روسي بتطوير التعاون مع هذا البلد الصديق والامن والمستقر، وهناك توجيه مستمر من قبل الرئيس بوتين وجلالة الملك عبدالله لتطوير هذا التعاون وتعزيزه.
 
وقال ان اجتماعات اللجنة المشتركة الروسية الاردنية ستبحث في اجتماعها المقبل كافة القضايا التي من شأنها تعزيز التعاون في مختلف المجالات وتطويره.
 
وتناول اللقاء اوجه تعزيز العلاقات بين البلدين الصديقين، واهمية تفعيل الاتفاقيات الثنائية الموقعة بين البلدين، خاصة المتعلقة بالتعاون الزراعي والتجاري والاستثماري، وان روسيا مهتمة جدا بتوقيع اتفاقية للتجارة الحرة بين البلدين.
 
وجرى خلال المباحثات حوار بين الطرفين، تناول مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك، والاوضاع الراهنة في المنطقة، حيث عرض فيه العين الدكتور جواد العناني الاوضاع الاقتصادية في الاردن، واثر الصراعات في المنطقة عليه، مشيرا الى وجود العديد من الفرص الاستثمارية في الاردن يمكن ان تشكل مدخلا للاستثمار الروسي في الاردن وخاصة في مجال صناعة الزجاج الذي يمكن استغلاله في صناعة الكريستال، وانشاء شبكات السكك الحديدية.
 
وتناول العين العناني في حديثه اهمية زيادة الصادرات الاردنية الى روسيا لرفع حجم التبادل التجاري بين البلدين والذي يميل حاليا لصالح روسيا، مؤكدا اهمية استمرار مباحثات التعاون لتذليل كافة الصعوبات التي تعترضه.
 
وقال ان الاردن حريص على التعاون مع روسيا في مجال توليد الطاقة الكهربائية النووية، ودعا روسيا ان تعمل مع الاردن للإسراع في عملية تمويل انشاء المحطة النووية.
 
اما العين الدكتور ياسين الحسبان، فقال ان الاردن يمتلك اليوم بنية تحتية متقدمة وكفؤة ومتطورة في القطاع الصحي، كما توجد فيه مستشفيات ومراكز صحية متقدمة ايضا وتمتلك الاجهزة الحديثة والمتطورة والخبرات الطبية المتقدمة.
 
واضاف ان الاردن لديه صناعة دوائية تصدر الى 75 دولة في العالم، والاردن ووفق دراسات البنك الدولي فانه الاول عربيا والخامس دوليا في مجال السياحة العلاجية، وبالتالي فان هذا الواقع الاردني في هذا القطاع يشكل فرصة حقيقية امام الروس لزيادة اعداد السائحين والاستفادة من السياحة العلاجية في الاردن، والتي توفرها العديد من شلالات المياه المعدنية الدافئة، والبحر الميت، كما بين اثر اللجوء السوري على المرافق الصحية والعلاجية في الاردن، ومدى الجهد الكبير الذي يقدم لتوفير العلاج اللازم لهم.
 
بدوره اشار العين الدكتور عادل الطويسي الى الميزات النسبية الكثيرة التي يتمتع بها الاردن، وخاصة في جانب السياحة الدينية، واشار الى المغطس، وهو المكان الذي تعمد فيه سيدنا عيسى عليه السلام، اضافة الى وجود العديد من الكنائس القديمة، والتي تمثل مختلف العصور، هذا بالإضافة الى الاماكن التاريخية والاثرية، ومنها البتراء احدى عجائب الدنيا السبع.
 
اما المهندس العين محمد الشهوان، فأشار الى الدور الكبير الذي يقوم فيه الاردن بقيادة جلالة الملك من اجل احلال الامن والاستقرار في منطقة الشرق الاوسط.
 
وقال ان استمرار الصراع العربي الاسرائيلي والازمة السورية من شأنه ان يولد المزيد من العنف الذي سينعكس على العالم اجمع.
 
وعلى هامش الزيارة قام رئيس مجلس الاعيان والوفد المرافق له بزيارة الى ضريح الجندي المجهول ووضع اكليلا من الزهور عليه.
 
وكان رئيس مجلس الاعيان فيصل الفايز والوفد المرافق ، وصلوا الى موسكو، مساء الخميس الماضي، تلبية لدعوة رسمية من رئيسة المجلس الاتحادي الروسي.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد