أنا رئيسا الحكومة - عبدالله علي العسولي

mainThumb

31-05-2016 09:56 AM

تم استدعائي على عجل لتشكيل الحكومة الجديدة برئاستي ..حيث تفاجئت بهذا الخبر السار الذي لم يخطر على بالي يوماً من الأيام , وأحسست أنني ابن الأردن الذي يحمل همه وغمه – مثلما يحمل هم الأردن عشيرة الحكومة التي تتمترس في الوظائف الوزارية العليا ... وقد أعلمت أهلي وعشيرتي بهذا الخبر الذي وقع علي وعليهم كالصاعقة ولم يكن احد منا يتوقع ذلك ، فأصبحت بحالة من الذهول ما بين مصدق لهذا الخبر ومكذب ومررت بحالة من الهذيان ، أتحدث فيها مع نفسي ... أأنا رئيساً للحكومة الجديدة ، 

فرح أهلي وأقاربي فرحا شديدا ، وتعالت الزغاريد والأهازيج التي غمرت بيتي لكثرة حضور المباركين ممن اعرف وممن لا اعرف ، وهاتفت صاحب محل افخر انواع الحلويات لتوزيعها على المهنئين وكوني فقير الحال فقد استلفت من احد أقاربي مبلغاً من المال لشراء بدلة فاخرة جديدة و نظارة تناسب مقامي ومنصبي الجديد وكلفت احد انسبائي للبحث على عجل عن فيلا فخمة قريبة من الدوار الرابع سكناً لي ... فلا يجوز وإنا رئيساً للحكومة أن أتنقل ما بين كفرنجة و عمان بشكل يومي .
 
ومن شدة لهفتي لمنصبي الجديد وحفاظا على الأردن وأهله فقد وضعت في نفسي برنامج عمل عادل للحكومة الجديدة ، بحيث لا أميز به بين قوي وضعيف أو غني و فقير ، فالعدالة يجب أن تطبق على الجميع والجميع سواسية أمام القانون ويجب علي اختيار الطاقم الوزاري بعناية فائقة حتى نتمكن من العمل بروح الفريق الواحد .
 
و بخطاب مقتضب أمام حشد من أهلي وعشيرتي والحضور الذين جاءوا للمباركة حذرت الحضور اشد الحذر من الواسطات والمحسوبيات و اخذ حقوق الغير ، فالقانون سيطبق على الجميع بعدالة وقوبلت كلمتي بتصفيق حار ، وخلال إلقائي لهذه الكلمة التي لم تعجب البعض... اسرّ في أذني احد الحاضرين بوجود احد المتهمين بالفساد بين الحضور ، فطلبت منه تسليم نفسه و المثول أمام المحكمة للتحقيق ، فولّى هاربا ، ولمّا لم يكن معي في ذلك الوقت حرس حاولت انا وبعض اقاربي اللحاق به لإلقاء القبض عليه وتسليمه للعدالة ، فركضت ورائه وإذا بي قد وقعت ارضا عن تختي وصحوت من نومي العميق ، ومن شدّة السقوط كُسِرت ساقي واحد اضلاعي فتألمت اشد الألم وعانيت اشد المعاناة ولم استطع التنفس ولا النهوض .
 
فاستيقظ على صراخي عائلتي الذين اتصلو بالدفاع المدني لإسعافي وها انا ارقد في المستشفى بوضعٍ صحيٍّ حرج ، وعرفت أن المصخم مثلي حتى الحلم مش زابط معه  ولا يجوز له أن يحلم هكذا حلم الذي كاد أن يفقدني حياتي ، فحلمي أوصلني إلى المستشفى وفرحتي ولهفتي هذه لم تستمر الا دقائق بسيطة.
 
أرجو من أهلي وأصدقائي زيارتي في المستشفى لتسامحوني واسامحكم فأنا وضعي الصحي صعب جدا وانا بحاجة لكم .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد