فلسطين فى أمريكا - منار الشوربجي

mainThumb

01-06-2016 09:09 AM

الأرجح أن تصبح القضية الفلسطينية إحدى القضايا الرئيسية فى المؤتمر العام للحزب الديمقراطى الأمريكى هذا العام. وهو المؤتمر الذى سيكون مختلفا عن سابقيه إلى حد كبير.

 

 

 

ففى كل عام انتخابات رئاسية، ينعقد المؤتمر العام لكلا الحزبين الكبيرين، وفيه يتم الإعلان رسميا عن اسم المرشح الذى سيخوض المعركة الرئاسية ضد مرشح الحزب الآخر. وفيه أيضا يعلن ذلك المرشح رسميا اسم الشخص الذى سيخوض معه انتخابات الخريف كمرشح لمنصب نائب الرئيس. ولانعقاد المؤتمر العام هدف رئيسى هو خلق صورة للحزب تنعكس إيجابيا على فرصه يوم الاقتراع العام. ومن ثم تكون هناك استراتيجية لتحقيق ذلك تتعلق بالرسالة المراد توجيهها حول فلسفة الحزب ووحدة صفوفه ورؤيته لمستقبل أمريكا فى الأعوام الأربعة المقبلة. وعادة ما يسيطر الفائز بترشيح الحزب على صناعة تلك الرسالة ويعمل لشهور طويلة حتى يخرج المؤتمر بالصورة التى يريدها لخدمة أغراضه الانتخابية، وهو ما يعنى مفاوضات مضنية مع القوى المختلفة داخل الحزب. وهذا هو بالضبط ما يرجح أن يختلف فى مؤتمر الديمقراطيين هذا العام، المزمع انعقاده فى أواخر يوليو القادم، فبسبب الفارق الضئيل فى عدد المندوبين الذين تتقدم بهم هيلارى كلينتون على منافسها برنى ساندرز، سيكون لساندرز حضورا قويا سيفرض نفسه على الأقل على كتابة برنامج الحزب. فالبرنامج وظيفته تقديم فلسفة عامة للحزب تكون من العمومية بمكان حتى تسمح بالتفاف القوى والتيارات المختلفة بالحزب حول مرشحه للرئاسة، وهى مهمة صعبة لأن لكل من هذه القوى مطالبها وأولوياتها التى تسعى لأن يعبر عنها البرنامج العام، لذلك تبدأ عملية كتابة البرنامج قبل انعقاد المؤتمر بشهور، حيث يشكل رئيس الحزب لجنة لهذا الغرض تعقد جلسات استماع تحضرها قوى الحزب المختلفة التى تقدم مسودات لفقرات البرنامج. وبناء على تلك المسودات، تصوغ اللجنة البرنامج العام الذى يعرض بدوره على المؤتمر العام، حين انعقاده ليصدق عليه المندوبون. ولأن لساندرز عددا كبيرا من المندوبين سيحضرون المؤتمر العام حتى لو خسر لصالح كلينتون، سعت رئيسة الحزب، ديبى واسرمان شولتز، لاحتواء مؤيدى ساندرز فقررت ألا تختار وحدها أعضاء لجنة كتابة البرنامج، وعددهم 15، وقامت بتوزيع العدد بحيث تختار كلينتون ستة منهم، ويختار ساندرز خمسة، فى حين تتولى رئيسة الحزب اختيار الأربعة الباقين.

 

 

 

واختيارات ساندرز هى التى ترجح أن تكون القضية الفلسطينية قضية نزاع رئيسية فى المؤتمر العام، فهو اختار من بين الخمسة ثلاثة لهم مواقف تنتقد سياسات إسرائيل وتؤكد على حقوق الفلسطينيين، فقد اختار كيث أليسون، نائب الكونجرس الأسود المسلم، وكورنيل وست، الأكاديمى والمثقف الأسود الشهير، فضلا عن جيمس زغبى، أبرز رموز الأمريكيين العرب فى الحزب الديمقراطى، لكن الاختيار وحده لا يضمن تحول فلسطين لقضية فى المؤتمر العام. فما لا يقل أهمية عن ذلك هو ما أبرزه استطلاع للرأى أجرته مؤسسة «بيو» الأمريكية من وجود انقسام واضح داخل الحزب الديمقراطى بشأن القضية الفلسطينية تحديدا. فقد ثبت أن الأكثر تعاطفا مع الفلسطينيين بالمقارنة بتعاطفهم مع إسرائيل نسبتهم ارتفعت بين الليبراليين فى الحزب الديمقراطى، أكثر من أى وقت مضى، وخصوصا فى الفئة العمرية الأقل من الثلاثين عاما. وهؤلاء الليبراليون هم فى الحقيقة مؤيدو ساندرز، الذين ستحتاجهم كلينتون للفوز، مثلما ستحتاج لتمويل يمين الحزب، المؤيد لسياسات نتنياهو!

 

صحيفة "الالمصري اليوم"



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد