داعش ليس أولوية أردوغان بعد - موناليزا فريحة

mainThumb

01-06-2016 09:15 AM

لا شيء في الاقتراح التركي تنفيذ عملية مشتركة مع واشنطن ضد "داعش" في سوريا يدل على تغيير في السياسة التركية الملتوية حيال التنظيمات الإرهابية التي باتت هي نفسها تكتوي بنارها. ولا يبدو كلام وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو عن تعاون مشترك بين الأتراك والأميركيين لاقفال جيب منبج في أسرع وقت وفتح جبهة أخرى أكثر من محاولة تركية لتخفيف زخم التعاون بين واشنطن والقوات الكردية في شمال سوريا ومعركة الرقة أخيراً.

 

 

بالنسبة الى أنقرة، لا يختلف تعاون واشنطن و"قوات سوريا الديموقراطية" لتحرير الرقة، ومناطق أخرى يسيطر عليها "داعش"، عن السياسة التي تعتمدها واشنطن في العراق، بغضها الطرف عن الدور الكبير الذي يضطلع به "الحشد الشعبي" في تحرير الفلوجة وغيرها. ففي رأيها ، إن هاتين السياستين تنسجمان والاستراتيجية الاميركية التي تقضي باستخدام أية وسائل متاحة في هذه الحرب من دون الاضطرار إلى إرسال قوات برية إلى هناك والتورط في إنهاء الفوضى لاحقاً.
 
 
 
لا شك في أن أنقرة محقة في تشخصيها للسياسة الأميركية التي تتيح لإدارة الرئيس باراك أوباما البقاء بعيدة من الانخراط جدياً في حربي العراق وسوريا والاستمرار في إدارة الحرب من بعد، إلا أن اقتراحها الأخير ليس الحل المنشود لاستئصال داء "داعش" والقضاء على الإرهاب الذي بات يهدد تركيا بمستوى تهديده سوريا والعراق.
 
 
صار الخلاف بين أنقرة وواشنطن على دور حزب الاتحاد الديموقراطي في محاربة "داعش" عقبة كبيرة أمام إحراز تقدم حقيقي في الحرب على التنظيم الإرهابي. ومع القرار الأميركي المضي بـ"قوات سوريا الديموقراطية" لتحرير الرقة، وجدت أنقرة نفسها أمام أمر واقع يعقد مساعيها لربط هذه القوات بـ"حزب العمال الكردستاني" المحظور. من هنا يبدو اقتراحها الاخير محاولة لإغراء واشنطن بقوات تركية سنية، لا كردية، لا تثير حساسيات في المنطقة.
 
 
في الشكل، يأتي هذا العرض متأخراً جداً، فلطالما ناشدت الدول الغربية عبثاً أنقرة التعاون جدياً ضد "داعش" واقفال حدودها أمام مقاتليه. أما في مضمون الاقتراح التركي، فتنسب صحيفة "حريت دايلي نيوز" إلى مسؤول أميركي أن تركيا لم تقدم خطة مفصلة يمكن أن تشمل "عملية واسعة مع قوات كبيرة"، وأن كل ما تحدث عنه الأتراك هو بعض المفاهيم الأساسية.
 
 
أما المفاهيم الأساسية التي عرضتها تركيا، فيلخصها المسؤول الأميركي بـ"عملية مشتركة لدعم قوات محلية غير وحدات حماية الشعب" الكردية.
 
 
الواضح أن محاربة "داعش" ليست أولوية للرئيس رجب طيب أردوغان بعد، واقتراح التعاون لا يختلف عن غيره من اقتراحات سابقة لم تعد كونها عرض عضلات.
 
صحيفة "النهار"


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد