دبلوماسية التعاون العسكري - محمود الدنعو

mainThumb

01-06-2016 09:48 AM

يمكن القول إن جولة رئيسة كوريا الجنوبية الراهنة في أفريقيا حققت نجاحات كبيرة من وجهة النظر الكورية الجنوبية الساعية إلى عزل جارتها اللدود كوريا الشمالية دولياً بمساندة من الولايات المتحدة.
 
 
ونجحت الرئيسة باك جون هاي في تحييد الكثير من البلدان الأفريقية في إطار الاستقطاب الحاد بين الكوريتين. وبعد قمة جمعتها مع الرئيس اليوغندي يوري موسيفيني أعلن الأخير أن بلاده ستوقف التعاون الأمني والعسكري مع كوريا الشمالية. وكانت كوريا الشمالية بحسب تقرير للأمم المتحدة قد بعثت بـ45 ضابطاً لتدريب الشرطة اليوغندية في ديسمبر الماضي في إطار برنامج للتعاون العسكري والأمني بين البلدين. ويشير التقرير الذي أصدرته لجنة خبراء من الأمم المتحدة إلى أن الكوريين الشماليين يدربون الشرطة اليوغندية على مدافع الكلاشنيكوف والمسدسات، وهو ما سينقلها إلى مرحلة من ممارسة العنف المفرط المنبوذ دولياً، على غرار ما تتعرض له الشرطة الكينية هذه الأيام بعد انتشار صور ومقاطع فيديو لضرب وتنكيل بالمتظاهرين. 
 
 
الرئيسة الكورية الجنوبية في جولتها الأفريقية التي استهلتها من أديس أبابا العاصمة الإثيوبية ومقر الاتحاد الأفريقي ثم كينيا واختتمتها بيوغندا، جاءت بأهداف تعزيز العلاقات الثنائية بين دول شرق أفريقيا وإلقاء خطاب بمقر الاتحاد الأفريقي يتناول رؤية بلادها، السياسية والدبلوماسية نحو القارة الأفريقية بجانب تعزيز التعاون العسكري، والدفاع مع أفريقيا والشراكة الاقتصادية، وكان واضحا من الوفد الاقتصادي الكبير الذي رافق الرئيسة مدى الاهتمام بتمتين الروابط الاقتصادية، وكان الوفد الاقتصادي يتكون من 169 شخصاً يمثلون 166 شركة.
 
 
نعم هذه هي الأجندة المعلنة للجولة التي شملت ثلاثة من أهم بلدان شرق أفريقيا، ولكن في الواقع كانت الرئيسة الكورية الجنوبية حريصة خلال حلها وترحالها في شرق أفريقيا على حشد أكبر عدد من الدول المقاطعة لجارتها كوريا الشمالية المعزولة دولياً، التي تتعرض لمزيد من الضغوط الدبلوماسية في أعقاب تجربة نووية أجرتها في يناير، وتجربة إطلاق صاروخ في الفضاء في فبراير، ما دفع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إلى إصدار قرار في مارس بتشديد العقوبات عليها. 
 
 
إذن جولة رئيسة كوريا في شرق أفريقيا نجحت في تحييد البلدان الأفريقية، بل إنها وصلت إلى قطع يوغندا تعاونها العسكري مع كوريا الشمالية، ورافق الرئيسة الكورية الجنوبية في جولتها نائب وزير الدفاع الذي بحث التعاون العسكري مع كل من إثيوبيا وكينيا ويوغندا. وهذا يشير إلى أن الكوريتين تستخدمان التعاون العسكري والدبلوماسية العسكرية من أجل ممارسة الضغوط على الأطراف الأخرى في إطار الصراع على الساحة الدولية.
 
 
إذن دبلوماسية التعاون العسكري يمكن أن تغير الكثير من المواقف في السياسة الخارجية للدول، وإذا كانت بعض الدول تستخدم دبلوماسية الإعانات والمساعدات الإنسانية والتنموية، فإن هناك من يستخدم التعاون العسكري كأداة في السياسة الخارجية.
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد