نكسة حزيران يونيو في ذكراها المؤلمة

mainThumb

07-06-2016 12:49 PM

وتمر الذكرى الــ49 لنكسة حزيران يونيو الأليمة عام 1967م ، ‏ومنذ تلك النكسة التي يجب أن يؤرخ لها ، ليس لأنها خسارة ‏معركة في صراع طويل بين الحق والباطل ولكن لشيء ايجابي ‏وهو أن تلك النكسة كانت الانتصار العسكري الرخيص والأخير ‏للكيان الصهيوني الغاصب ، وهذه الحقيقة للأسف لم تدركها ‏الكثير من العقول لأن هناك نية واضحة وحرب نفسية لتكريس ‏ثقافة الهزيمة وزرع اليأس في نفوس أبناء أمتنا حتى لا تقوم ‏لهذه الأمة قائمة والتشكيك في كل حالة نهضة لهذه الأمة ‏والمأساة أن من يفعل ذلك ليس العدو الصهيوني الواضح بعدائه ‏ولكن من أبناء هذه الأمة ومن الذين ارتضوا لأنفسهم أن يكونوا ‏أتباعا وعملاء وخنجرا مسموما في خاصرة أمتهم .‏
‏ ‏
نكسة حزيران يونيو كانت شيء طبيعي لضرب التجربة ‏الوحدوية التحررية التي قادتها مصر بزعامة أسد العروبة ‏الزعيم جمال عبد الناصر ، حيث طارد الاستعمار في القارات ‏الثلاثة ودعم حركات التحرر والاستقلال الوطني ليس في بلاد ‏العرب فحسب ولكن في آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية ، ولأول ‏مرة توحدت كلمة العرب على الأقل بالمستوى الشعبي حيث ‏التفت جماهير الأمة من المحيط للخليج حول قيادتها الحكيمة ‏وكان هناك في الاتجاه الآخر الغرب الامبريالي الذي رأى ‏بجمال عبد الناصر تهديدا للوجود الصهيوني حيث سبق النكسة ‏حصار اقتصادي وسياسي والكثير من العملاء من الخلايا النائمة ‏في مصر وأمتها العربية وكان العدوان الثلاثي أحد تلك ‏المؤامرات والمحطات التي دبرت لضرب المشروع القومي ‏الناصري التحرري ، وعندما فشل العدوان كانت الخطة ‏الأخرى لجانب الحصار والمؤامرات محاولة الاغتيالات ‏السياسية ، وعندما فشل كل ذلك كانت النكسة المؤلمة التي ‏عرفت باصطياد الديك الرومي وقد أعدتها المخابرات الأمريكية ‏والصهيونية طيلة العشرة أعوام بعد العدوان الثلاثي ونفذت في ‏الخامس من حزيران يونيو عام 1967 م ، والمأساة أن هناك ‏كما قلت من يريد أن يكرس ثقافة الهزيمة وتصوير تلك الحرب ‏الغادرة أنها نهاية التاريخ رغم أن العدو منذ ذلك الانتصار ‏الرخيص الذي كان خدعة أمريكية صهيونية باعتراف الأمريكان ‏أنفسهم هدفها ضرب مشروع الأمة القومي ولكن العدو لم يسجل ‏انتصاره فهزم بحرب الاستنزاف وكاد أن يتحطم في حرب ‏أكتوبر لولا خيانة السادات وعمالته كما هزم سياسيا وعسكريا ‏أمام الصمود الفلسطيني الأسطوري في لبنان عام 1982م ، ‏رغم عدوانه الذي طال كل شيء وأجبر على الانسحاب من ‏جنوب لبنان عام 2000م ، وهزم هزيمة عسكرية ساحقة أمام ‏أبطال حزب الله وفشل في غزة وهزم سياسيا رغم حالة الدمار ‏والخراب الذي تركه وفشل مشروعه في إجبار المقاومة ‏الفلسطينية على تسليم السلاح ومع ذلك يحاول الصهاينة الجدد ‏من كتبة المارينز اليوم خاصة في إعلام البترودولار زرع ثقافة ‏الهزيمة وتصوير نكسة حزيران يونيو أنها نهاية التاريخ .‏
 
ومن المؤسف أن نسمع الحقيقة أحيانا تأتي على لسان العدو نفسه ‏في الوقت الذي تبرع البعض أن يكونوا صهاينة أكثر من ‏الصهاينة أنفسهم الذين اعترفوا أنهم هزموا في لبنان وأجبروا ‏على الانسحاب وخسروا المعركة عام 2006م ، وفشلوا في ‏غزة .‏
 
وبعد ذلك نجد إعلام البترودولار ومروجي ثقافة الهزيمة لا ‏يزالون يتحدثون عن نهاية التاريخ في تلك النكسة ولكنهم لم ‏يقدموا بديلهم المقنع الذي يسمونه بالسلام والصفعات تأتيهم من ‏أسيادهم الصهاينة قبل غيرهم .‏
 
نعم نكسة حزيران يونيو كانت خسارة معركة وضربة موجعة ‏ولكنها ليست نهاية التاريخ والصراع مستمر بين كيان مصطنع ‏وطارئ مهما طال الزمن وأمة عظيمة ذات ثوابت جغرافية ‏وتاريخية ومعركة الوجود مستمرة ولصالح هذه الأمة بإذن الله ‏رغم كل حالات السواد والمأساة التي تعيشها .‏
 
ولا نامت أعين الجبناء .  ‏


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد