صفر عداوات صفر ثارات

mainThumb

13-06-2016 01:39 AM

لا يمكن للأوطان أن تستقر او تعمر او تستمر بوجود واستمرار العداوات والثارات والتناحر والتنافر، لان الاتفاق يحقق المعجزات والتناحر يدمر المنجزات. وحتى في تراثنا الأردني القديم الموروث هناك مبدا يسمى (الحفار والدفان على ما غبا وبان) أي حفر بئر عميقة والقاء العداوات والثارات الظاهرة منها والخفية بين الأطراف المتنازعة والمتصارعة في تلك البئر والبدء بمنهج جديد أسلوبا للحياة قوامه المحبة والتالف والتكاتف والتحالف .
 
 ونحن في العمل العام والعمل السياسي والاجتماعي وبخاصة النيابي لا بد ونصطدم مع الاخرين لسبب او لأخر وبالنتيجة فان العداوات تبقى ضغائن في الأعماق معرضة ان تتحول الى ثارات وعنف ودماء في اية لحظة وهذا يعيق تقدم المجتمع ويهدم المنجزات ويزعزع امن الوطن .
 
ان استمرار العداوات والثارات يستوجب تكريس جهد ووقت كبيرين من الشخص للقضاء على الاخر او الانتقام منه، مثل هذا الجهد لو ان الشخص بذله ببناء نفسه لوصل الى مزيد من التقدم والعلياء .
 
واما عن نفسي فقد اصطدمت مع الكثير من مراكز القوى السياسية والأمنية والإدارية والقيادات التقليدية والمزيفة، وكذلك اصطدمت مع قوى الفساد والافساد وكنت أقوم بالواجب الوطني حسبما اراه ضمن علمي واجتهادي ويرضي ضميري.
 
    ولكن يجب الاعتراف انني كنت اعارض رجالا واصطدم مع عمالقة، ولم اعارض المؤسسات الأردنية لأنها بنيت بدمائنا، وانما كنت اعارض من يسطو على هذه المؤسسات ويحولها الى عزبة خاصة .
 
    ولكنني الان ابحث عن عملاق اعارضه فأجد الساحة خالية، وبالتالي لا يوجد من يستحق مني الكتابة عنه او معارضته او التصادم معه لان الرجال لا تعارض الا الرجال ولا تنظر للدون وسقط المتاع ولو تزين بلقب او منصب .
 
وحيث انني اراجع نفسي ومسيرتي من حين الى حين فقد رأيت ان افعل ما يريح ضميري ويخدم بلدي وهو ان ننهج جميعا نهجا اخر خال من الاقصاء والتهميش والعداوات والثارات لان الأردن أولى واعلى وأغلى منا جميعا وعلينا ان نتكاتف ونتعاون جميعا من اجل الحفاظ عليه وعلى مؤسساته .
 
مصلحة الأردن تقتضي مني ومن كل واحد التعالي على الجراح والظلم والاذى الذي وقع علينا او وقع منا، وان نبدأ صفحة جديدة مع جميع الاتجاهات والمكونات والمؤسسات والدولة والجهات الداخلية والخارجية بدون حرج ولا طمطمة، وان ناخذ معا بأيدي بلدنا واهلنا الى شاطئ السلامة.
 
 
اما نحن في الحركة الوطنية الأردنية فمنهجنا لهذه المرحلة: هو التغاضي عن العداوات والثارات والمشاكل السابقة والحالية والتركيز على ان يكون المجتمع متكاتفا متعاونا بدون تهميش ولا اقصاء لأي مكون او حزب او اتجاه سياسي ونبذ العنف والتطرف والإرهاب والتعذيب والاغتيالات المعنوية منها والمادية .
 
شعارنا الذي نطبقه حقا هو أربع كلمات نتمنى على الجميع بما فيهم مكونات الدولة ان يتجاوبوا فيها معنا ويتصرفوا اتجاهنا واتجاه غيرنا بنفس المبدأ والمفهوم .
 
شعارنا وبرنامجنا هو: (صفر عداوات صفر ثارات)، و (حفار ودفان على ما غبا وبان)، وان نبدأ مرحلة جديدة قوامها الحوار والنوايا الطيبة وقبول الاخر والحرص على مصلحة الأردن والاردنيين، ونحن جاهزون للحوار مع اية جهة او طرف يؤمن بالحوار والجلوس مع الاخر، من اجل مصلحة الأردن، ونبدأ صفحة بيضاء >
 
 نتأمل من الجميع ان يتجابوا ويتعاملوا معنا على هذا الأساس (صفر عداوات صفر ثارات)، لا ان يبقوا أسرى فوبيا اكل الدهر عليها وشرب وولت الى حيث لم تعد موجودة .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد