حتى لا تكرر حادثة البقعة الإرهابية

mainThumb

14-06-2016 01:33 PM

لا شك أن عملية البقعة الإرهابية التي راح ضحيتها خمس ‏شهداء من جهاز المخابرات العامة تعتبر حدثا خطيرا تعرض له  ‏أمن الوطن واستقراره وتجاوز خطير لا يمكن السكوت عليه .‏
 
وان ما حدث في نفس الوقت يطرح تساؤلات عديدة ومهمة وأنه ‏جاء الوقت الذي يجب أن نفكر فيه بصوت مسموع بعيدا عن ‏إضافة الهالات والبطولات بالحق والباطل على أي جهة كانت ، ‏فحادثة البقعة لا شك عملية فردية معزولة ولكن لا ننسى أن ‏حولنا دول شقيقة كسوريا والعراق تتعرض لإرهاب منظم ، ‏وهناك وفي ظل ذلك علينا تشخيص حادثة البقعة تشخيصا دقيقا ‏بعيدا عن العواطف والمشاعر الإنسانية ، فهذا أمن وطن ‏ومواطن مهما اختلفنا في الداخل ورفضنا تصرفات الحكومة ‏وأجهزتها الأمنية ، ولكن يبقى السلم الوطني خيارنا المشترك ‏الذي لا يشذ عنه إلا من هو خارج الصف الوطني .‏
 
وعلى هذا الأساس دعونا نعترف بأن هناك تقصير واضح ‏حصل في حادثة البقعة وذهب ضحيتها خمس شهداء ، وهذا ‏التقصير هو المرض الذي تعاني منه كل مؤسساتنا الوطنية ألا ‏وهو المحسوبية والفساد .‏
 
فكيف لمجرم كان بالأمس يدعو للجهاد المزعوم ليس في ‏فلسطين ودفاعا عن مقدسات الأمة العربية ولكن لتدمير سوريا ‏وقتل الآمنين من أبناءها وللأسف كانت دعواه تتلقى قبول بعض ‏الجهات التي لديها تشنج جراء فشل المخططات الصهيو أمريكية ‏الإعرابية الحقيرة لتدمير الدولة السورية بفضل صمود غالبية ‏شعبنا العربي السوري وجيشه الوطني حماة الديار ، والمجرم ‏سبق له وأن سجن وبالتأكيد على قضايا الإرهاب وثم أطلاق ‏سراحه بعد تدخل الواسطات التي خربت البلاد وأضرت العباد ، ‏فكيف تم إطلاق سراح مجرم بهذه الخطوره ومن المسئول عن ‏هذا الخلل الخطير ؟؟
 
وهل استنكار أهله وأحد النواب من أقاربه وربما هو كان ‏واسطته التي أخرجته من السجن كافيا  ، إن ما حدث جريمة ولا ‏شك يتحمل مسئوليتها من أطلق سراح المجرم ومن توسط له ‏،نحن نقول الحادثة فردية وهي كذلك ويمكن أن تحدث في أي ‏بلد في العالم بما في ذلك سويسرا  ، ولكن الإهمال المتسبب ليس ‏فرديا أنه مؤسسيا تعاني منه كل مؤسسات الوطن والكل ينتقده ‏والأغلب يلجأ إليه للأسف في ظل غياب القانون وروح العدالة ، ‏وهنا المعادلة الصعبة التي تتطلب منا تشخيصا دقيقا لأجل ‏العلاج المناسب وليست المهدئات كما يلجأ طبيب فاشل في حالة ‏مريض مصاب بكل أمراض الدنيا .‏
 
تابعنا الأحداث  طيلة الأيام التي عقبت الجريمة ولم نجد إلا ‏رثاءات للشهداء وهذا طبيعي وأنساني ومعقول ولكن وجدنا من ‏بالغ في إضفاء البطولات وتوزيعها وكأنها صكوك غفران مع ‏أن الفضل بالقبض على المجرم الذي غادر مسرح الجريمة يعود ‏لله أولا ولأحد أبناء الوطن المخلصين ولكن بعض كتابنا لا ‏يزالوا خارج خارطة الأحداث وقد ذكروني بكتاباتهم بمسرحية ‏شاهد ما شافش حاجة للمبدع ألفنان عادل إمام .‏
 
المنتسبون لكل الأجهزة الأمنية هم إخواننا وأبناء وطننا ونقدر ‏كل جهد مخلص لحماية أمن الوطن واستقراره وبنفس الوقت ‏أقول جاء الوقت لكي نسمي الأشياء بأسمائها الصحيحة ، حادثة ‏البقعة عملية إرهابية فردية ذهب ضحيتها خمس من الشهداء ‏نتيجة الإهمال والفساد والمحسوبية ، وسؤالي ماذا لو كانت تلك ‏العملية الإرهابية في بلد مؤسسات ومحاسبة حقيقة ، أعتقد أن ‏انقلابا أبيضا سوف يحدث ويطال كل مقصر وفاسد مهما كان ‏وأينما كان .‏
 
وندعو كل المتشدقين بالوطنية الذين اخذوا يوزعوا الوطنية ‏ونصبوا أنفسهم قضاة في اتهام الكثير من مكونات ونسيج شعبنا ‏أن يتقوا الله فيما يكتبوا وخاصة بعد أن ثبت أن تلك العملية لم ‏تكن إلا حادثة فردية سببها الفساد والمحسوبية .‏
 
نكتب ذلك لوجه الله ومصلحة الوطن العليا وفي ثقافتنا مقولة ‏للخليفة العادل عمر بن الخطاب يقول ( لا خير فيكم إن لم ‏تقولوها ولا خير فينا إذا لم نسمعها )‏
 
 
ولا عزاء للصامتين .    ‏


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد