الأوروبيون يبكون رحيل جدتهم البريطانية

mainThumb

25-06-2016 01:55 PM

ماذا يجري في أوروبا وما الذي يحدث في العالم، فخروج بريطانيا العظمى أو المملكة المتحدة من عضوية الاتحاد الأوروبي لا يزال يترك مشاعر صادمة لدى الكثيرين، وكأننا بالأوروبيين يبكون على رحيل جدتهم البريطانية.
 
 
 
نعم، فلقد ترك خروج بريطانيا من الاتحاد تداعيات على كافة المستويات الأمنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية، فبريطانيا كان لها دور كبير على مستوى قيادة حلف شمال الأطلسي (ناتو) وعلى مستوى توجيه دفة سياسات الاتحاد الأوروبي برمته.
 
 
 
وصحيح أن البريطانيين لم يصوتوا على خروج بلادهم من حلف الناتو، ولكنهم ارتأوا أن ينأووا بأنفسهم بعيدا عن هموم أوروبا الشرقية وعن بقايا مخلفات حقبة الاتحاد السوفياتي المنهار السابق.
 
 
 
ولكن لا تلوموا البريطانيين وحدهم، فهم يريدون أن يهتموا بشأنهم الداخلي أسوة بالطريقة التي انتهجها الرئيس الأميركي باراك أوباما، فالولايات المتحدة لعبت دورا في هذه الخطوة البريطانية، فأميركا لم تتدخل عندما عصفت الأزمة الاقتصادية بأوروبا في 2008، ولا هي تدخلت بأزمة اليونان المالية.
 
 
 
كما أن الولايات المتحدة لم تتدخل لتساعد أوروبا في أزماتها الأخيرة وأبرزها أزمة اللاجئين السوريين الذين يهددون بانهيار الاتحاد الأوروبي برمته، بل إن واشنطن تطالب العواصم الأوروبية بالدعم الأمني بأكثر مما تطيق أو تقدر عليه.
 
 
 
الخشية في أن تحذو دولا أخرى حذو بريطانيا، فينهار الاتحاد الأوروبي بالكامل، وتصبح الفرصة سانحة للرئيس الروسي فلادمير بوتين لتحقيق طموحاته القيصرية، ويصبح الدب الروسي يتراقص كيفما يشاء في الحلبة بعد أن يخلو له الجو، وخاصة أن توجهاته تتناغم مع تلك التي لدى الرئيس الأميركي القادم المحتمل دونالد ترامب.
 
 
آهٍ على إرثك أو تَرِكَتِكَ السياسية يا صديقي يا رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون، فأنت كنت صاحب فكرة الاستفتاء من الأصل، ولعلك تذكّر المرء برئيس الاتحاد السوفياتي السابق ميخائل غورباتشوف الذي اعترف بمسؤوليته عن انهيار الاتحاد العتيق العريق ورحيل الجمل بما حمل.
 
 
 
لكننا نبقى نقدر شجاعتك في تقديم استقالتك بعد فشل مخططاتك، حيث يبدوا أنه ليس في جذورك جينات شرق أوسطية، وإلا لبقيت ملتصقا بالكرسي حتى لو انهارت أوروبا برمتها.
 
 
 
بقي القول، هل يمكن القول إن ما يُبكي الأوروبيين من شأنه أن يضحك العرب، فأنتم تبكون على خروج دولة من حضن الاتحاد، لكن بني جلدتنا ربما يفرحون على تفكك دويلاتهم، ثم أما ترونهم يرمون شعوبهم بالبراميل المتفجرة أو يحرقونهم بالقذائف المحرمة دوليا ما عدا على رؤوس أطفال سوريا.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد