عيدية العيد .. وثوب الوطن ..

mainThumb

08-07-2016 02:33 PM

صحيح ان الهاجس الاول لشعبنا الاردني الاصيل الخوف على الوطن وحمايته بالمقل والمهج والارواح .. وصحيح ان شعبنا الاردني الصابر المحتسب يشعر بالخوف من قادم الايام التي تلوح في سمائها غيوم كثيره تنبء عن بعض القسوة التي تجعل شعبنا الاردني الحبيب يعد للمائة قبل ان يعبر عن حاجته وعوزه للكثير من الحاجات  .. وصحيح ان النفوس اعتادت على نسيان ملذات الحياة فكانت تعمل على ربط البطون بالاحزمة التي اشتدت وطالت حتى العمود الفقري للناس التي انتظرت بكل صبر وحب وامل وهي ترى بعض القدور المملوئة بالماء والحجاره تحرك على النار على امل ان تنام النفوس قبل ان تشبع .. وصحيح انني والكثير من ابناء وطني قد شبنا وهرمنا ومازالت امنيات الحصول على دمية لسياره بلاستيكية صغيره او لحصان تراود مخيلتنا العميقه ..
 
ومع هذا وذاك إنتظر شعبنا الاردني الفقير عيدية العيد .. 100 دينار .. او 50 .. او حتى 20 ..  او عفو عن سجناء الحق العام .. لا بأس .. كان الامل يراود الجميع لسد ثغرة ما ربما تكون صغيرة تجاور الكثير من الثغرات المنتشرة في الثوب .. كانت الناس تنتظر عيدية العيد ليس حبا في المال فقط ولكن لكي تطمئن ان الامور تسير على خير مايرام وان الوطن بخير .. وان ثوب الوطن مازال يفيض على كافة الجسد بكل حب ورخاء ... حكوماتنا المتعاقبة وللأسف كانت دائما ماتبادر باجراءات تعيد اذهان الناس للخوف .. والانتظار  مثل استباق مطالب الناس برفع الاسعار ليشعر المواطن انه عليه فقط ان يدفع لا ان يقبض .. وان عليه ان لاينتظر اي شيء .. بالمقابل كان الشعور لدى الناس انه يجب ان تسير الامور باتجاه المثل الشعبي الاردني دقة على الحافر ودقة على المسمار لا ان تكون دائما على الحافر الذي اهترء من كثرة الدق  .. كان المواطن يرى ان الحلول لدى الحكومة كثيره لتوفير عيدية العيد او حتى لسداد الالتزامات التي تثقلها على كاهل المواطن من خلال رفع الاسعار والضرائب .. منها على سبيل المثال اقتطاع راتب شهر واحد من الوزراء العاملين والمتقاعدين والاعيان والنواب والمسؤولين ورؤساء الوزراء والذوات ووالخ من جدول طويل من اسماء افراد وشخصيات تنصبوا المراكز وتقدموا الصفوف واخذوا المكاسب وبنوا ذاتهم من خلال المنصب العام وحان الوقت للسداد ... 
 
العطاء للوطن لايكون بالاخذ فقط بل يكون بالعطاء .. والعطاء لايقتصر على فئة المواطن البسيط تجاه  وطنه بل يجب ان يشمل الجميع دون إستثناء .. هوجاس كان يتحدث به البعض في محاولة لاشعال شمعة وسط الظلام .. 
 
لقد انتظر المواطن الاردني الكادح عيدية العيد بكبرياء وصمت وشيء من كرامه .. لم يكن يهمه ان يحصل على المال بقدر مايهمه ان يطمئن على الوطن ..   كان يعرف ان العيدية مهما كانت قيمتها المادية فلن تحل له مشاكله المالية المتراكمه ولكنه كان ينتظر تلك العيدية المعنوية ليشعر انه مازال يستفيء بثوب الوطن وان هذا الثوب مازال يفيض على كافة الجسد دون استثناء وانه لاتستأثر به فئة محددة دون سواها  .. 
 
مواطن اردني من إحدى شعاب هذا البلد الصامد


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد