في تركيا فشل الانقلاب والرسالة الأمريكية وصلت

mainThumb

19-07-2016 09:16 PM

من بداية الانقلاب تحدثت مع صديق كنت برفقته في تلك ‏اللحظات أن هذا الانقلاب لن ينجح وان تمنيت له من أعماقي ‏النجاح ، وعندما سألني عن الأسباب قلت لا يوجد انقلاب في ‏تاريخ الأمم والشعوب لا يعرف الناس هوية القائمين عليه ، ‏واستعرضت معه تاريخ الانقلابات في تركيا منذ أول انقلاب ‏عام 1960م ، مرورا بالانقلاب الذي قاده  كنعان افرن عام ‏‏1980م ، وصولا للانقلاب الأخير الذي أرى أنه لم يكن ‏انقلاب بقدر ما هو رسالة أمريكية للسلطان المزعوم مفادها ‏اعرف حجمك جيدا .‏
 
‏ وما أستغربه حماس الكثير من أبناء شعبنا لهذا الاردوغان ‏وعلى ماذا لا أعرف ، وإذا سألت أحدهم يقول لك أن وضع ‏تركيا الحديث وتقدمها بلون إسلامي ، ولو أردنا مناقشة هذا ‏المنطق لقلنا حتى ولو عمل كل ذلك لبلده ولكن لا ننسى أنه ‏على حساب دماء أبناء شعبنا في العراق وليبيا وسوريا ، وها ‏هي ليبيا اليوم على أبواب التقسيم وهناك حرب أهلية واضحة ‏بسبب ما قيل عن ثورة أقامها زعران الناتو ومنهم تركيا ‏أردوغان ، والعراق ووضعه حدث ولا حرج من جرائم ‏السلطان المزعوم وسوريا الذي فشل الإرهاب التكفيري ‏والآلاف من أبنائها استشهدوا أو هجروا وفككت حتى ‏المصانع من مدينة حلب وأرسلت الى تركيا في سرقة ونهب ‏واضح لأهم الأقطار العربية حضارة وتاريخ .‏
 
وأردوغان نفسه هل يعرف معنى الشرعية ، ألم ينقلب على ‏معلمه وقائده البروفسور نجم الدين أربكان رحمه الله وثم ‏انقلابه على كل من عمل معه من عبد الله غول وصولا لأحمد ‏أوغلو ولا ننسى المعارض التركي في أمريكا غولن الذي اتهم ‏زورا بأنه وراء الانقلاب الفاشل وبعد ذلك ألم ينقلب أردوغان ‏على الشهيد معمر القذاف وهو يعلم أنه لا يوجد ثورة في ليبيا ‏وإنما أمريكا وفرنسا أرادوا إسقاط نظام العقيد معمر ألقذافي ‏لأنه طالب بوحدة العملة الإفريقية كما اعترف الأعداء أنفسهم ‏وان من تولى قيادة الثورة المزعومة في ليبيا الصهيوني ‏الفرنسي برنارد ليفي الذي يحمل جنسيتين ما يسمى ‏بالإسرائيلية والفرنسية ، وهو الذي فضح كل عملائه في كتابه ‏‏( الحرب التي لا نريدها ) وكانت طائرات أردوغان أول من ‏قصف ليبيا رغم الاستثمارات التجارية بالمليارات بين البلدين ‏ولصالح تركيا أولا  ناهيك عن تقاربهما مع سوريا والانقلاب ‏عليها بعد أن أدخلته ثقافيا لكل بيت عربي من خلال ‏المسلسلات والأفلام التركية باللهجة السورية والعراق الذي ‏كان احد ضحاياها ولا زال عدوانه على الشمال مستمرا .‏
 
وعلاقته المتميزة مع الصهاينة ولعقه حذائهم بعد عنتريات ‏قليلة متفق عليها مع الصهاينة وهو من صرح لأحد الصحف ‏الصهيونية بأن شارون أفضل رئيس لوزراء العدو تعامل معه ‏، وسبحان الله ما ارخص الدماء العربية التي تنتهي على ‏فنجان قهوة في الوقت الذي نرى الأمم المحترمة لا تنسى ‏ضحاياها ، والشعب ألأرمني أقرب مثال على ذلك حيث أجبر ‏الكثير من الدول أن تعترف بالجرائم العثمانية بحق أبنائها ‏علما أن الدولة الأرمينية ليست من الدول الغنية وحتى ‏استقلالها حديثا نسبيا بعد انهيار الاتحاد السوفيتي ولكنها أمة ‏تحترم تاريخها وتضحية أبنائها ، أما العرب فإكرام الميت ‏دفنه وبعد ذلك فنجان القهوة العربية وكأسك يا وطن .‏
 
الانقلاب الذي شهدته تركيا مساء الجمعة الماضية أو الرسالة ‏الأمريكية وصلت لأردوغان وان كانت مغموسة بدماء أبناء ‏الشعب التركي وجاء وقت الاستحقاق فقد عاد أردوغان ‏للسلطة وخسرت تركيا والثمن سيكون فادحا في المستقبل ولا ‏أعلم المتحمسين لاردوغان ماذا يقولون عن إعادة تحالفه الذي ‏لم يتغير أصلا مع الصهاينة وسماحه حتى للشواذ جنسيا ‏بالحرية الكاملة انه الإسلام الصهيو أمريكي الذي يتبناه هذا ‏الدجال ، وما غزعبلاته الخطابية إلا للضحك على الذقون ‏واستغلال الدهماء من جماهيرنا العربية . وللأسف ما أكثرهم ‏وتمنينا أن يكون حماسهم لوطنهم وأمتهم مثل حماسهم لذلك ‏النصاب السياسي أردوغان .‏
 
والمهم أن الأيام القادمة ستثبت لكل من أحسن الظن بهذا ‏النصاب أن هناك أسرار وخفايا وراء هذا الانقلاب الفاشل ‏وما يحدث أشبه بالمسرحية أو رسالة دموية وجهتها أمريكا ‏لعميلها أردوغان ، وفحواها اعرف حجمك والتزم حدودك بعد ‏أن حاول تجاوز حدوده خاصة باستفزاز دول عظمى كروسيا ‏وإحراج الناتو وهي عضو به ومحاولة جر الحلف لحرب قد ‏تنهي الوجود الإنساني على هذا الكوكب ليرضي غروره ‏وشهوة الانتقام لديه خاصة بعد فشله الذريع في إسقاط النظام ‏القومي في سوريا العروبة .‏
 
وما هو مخجل أن البعض في وطننا لم يبق عليهم إلا استقباله ‏على طريقة طلع البدر علينا .‏
 
ليس أخير الأيام ستثبت وتعري هذا النصاب وللأسف رأينا ‏من يرفع صوره حتى على السيارات والأماكن العامة وكأنه ‏صلاح الدين عائدا من تحرير فلسطين ولا غرابة أن الذين ‏رفعوا صورة أردوغان هم بعضهم من رفع صور القتلة  ابن ‏لادن والزرقاوي وأعلام داعش والإرهاب وجهه واحد وان ‏حمل عناوين مختلفة
وما نقوله لأمتنا وشعبنا إلا ما قال رسولنا الكريم عليه الصلاة ‏والسلام (أحبب حبيبك هونا ما عسى أن يكون بغيضك يوما ، ‏وابغض بغيضك يوما ما عسى أن يكون حبيبك يوما ) ولا ‏عزاء للصامتين .‏


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد