رسوم لإنشاء ودعم المكتبات العامة

mainThumb

22-07-2016 03:39 PM

حتى لا يفهم أن ما أريده عبء جديد يضاف على كاهل المواطن فأنا لا ادعوا هنا إلى فرض رسوم جديدة ولكن اقترح أن يتم تحويل رسم التلفزيون وهو بقيمة دينار ليوضع في وعاء جديد بدلا من القديم الذي لا فائدة منه ليستفاد منه على مستوى الدولة ويشكل فارقا ايجابيا في الشارع العام.
 
والسؤال..لماذا لا يصبح لدينا مكتبات عامة في كل جمعية تعاونية وبلدية ومسجد وديوان ونادي وحديقة عامة ومجمع تجاري كبير ؟؟؟ وهل نجد آذان صاغية حكومية او خاصة تساهم في  إنشاء هذه المكتبات وتوفير التمويل اللازم لها؟؟؟؟. وهل هناك من يدعمها معنويا وماديا وتشريعيا؟؟؟؟ وهل نمتلك الإرادة الحرة القادرة على تحقيق هذا الهدف والعمل على تنفيذ هذا المشروع؟؟؟.
 
قد يقول البعض ماذا سنستفيد من وجود مكتبات عامة في الشارع والمواطن لا يجد وقتا كافيا لحك رأسه بسبب الظروف الصعبة وركضه خلف توفير مستلزمات الحياة المرهقة؟؟؟؟.
 
 التعليل بسيط ...أن القراءة تنقي الفكر وتجعل العقل مستقرا هادئا حين يتخلص من الشوائب والإفراغ القصري للدعاية المغرضة بواسطة أدوات الإعلام المختلفة المشتتة للتفكير.فحين يبدأ الشخص بالبحث عما يرغب في قراءته من كتب دينية او علمية او أدبية او تاريخية وبقليل من التوعية المدروسة والتوجيه المناسب نستطيع وضع كل شخص على الطريق الذي يرغب في أن يسلكه . فساعة هدوء مع كتاب قادرة على جعل الشخص في مزاج مستقر يفرق فيه بين الخيط الأبيض من الأسود ويستطيع أن يميز بين الغث والسمين ومعرفة الحقيقة من الوهم وفصل الخيال عن الواقع.والنتيجة تكون القدرة على التحليل السليم للأحداث وما يترتب عليها من مواقف او تحركات او أفعال لصالح المجتمع.
 
وتوجيه الناس وإشغالهم بالقراءة مع توفير ما يلزم يبعدنا عن الكثير من السلبيات الموجودة في الشارع من مشاجرات ومشاحنات تضر بالنسيج المجتمعي حين تتطور هذه السلوكيات وتصل إلى حالات القتل والأضرار بالممتلكات العامة والخاصة. كما أن إشغال الناس وخصوصا الشباب في القراءة والمطالعة قد تكون طريقة ناجعة للحد من الانحراف بأشكاله المختلفة كتعاطي المخدرات ومتابعة المواقع المضللة والفاسدة على الانترنت. وسياسة رشيدة لاستثمار الوقت بشيء مفيد بدلا من إضاعته على شبكات التواصل الاجتماعي في مواضيع الحب والعشق وغيرها.
 
الأرقام صادمة عندما نعرف أن المواطن العربي كمثال وهو ينطبق على الأردني بكل تأكيد لا يقرأ سوى ست دقائق سنويا بمعدل قراءة لا تتجاوز 4% ويصدر كتاب واحد لكل ربع مليون شخص سنويا . بينما تجد أن المواطن في أوروبا يقرأ ست وثلاثون ساعة سنويا وهناك كتاب لكل 5000 شخص لذا فانا لا اشك أن معيار القراءة مؤشر على نضوج المجتمع وتقدمه ولهذا لا نجد دعما ولا تأثيرا من المؤسسات الدولية المختلفة التي تعنى بتطوير مهارات الفرد ومجال التنمية البشرية لمساعدة الدولة على  المضي بهذا الاتجاه.  
 
في القراءة نهضة ورقي وفي تركها تخلف وانتكاس ولنا أن نختار بين النهضة او التخلف....
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد