كراكيب - هاجر جلال

mainThumb

23-07-2016 10:01 AM

 كل امرأة في داخلها أنثي تبحث عن ذاتها هذه الأنثي إما مشبعة إلى درجة الارتواء أو مهملة إلى درجة الاختناق.

 

 
لفتني هذا الإحساس فقررت أني أدور عليه ف الإنترنت كتبت (امرأة مهملة) كانت صدمتي أكبر من الواقع وهي أن كل نواحي البحث هي إما امرأة مهملة في بيتها أو زوجها أو شكلها أو ولدها أو حياتها لكن لم أجد امرأة مهملة بمعني الإهمال النفسي للمرأة.
 
 
 
كتير من الأزواج بيفكر في الجواز من منطلق الإنجاب والست اللي بتشوف طلباته يعني أكل شرب مكوي وغيرها من الأعمال الخدمية، وكلما ارتقت الزوجة في إبهاره بالمحمر والمشمر بقت الزوجة المثالية.
 
 
 
تخيل معايه إنك عايش حياتك تخدم في بيت من أطفال وكبار وآخر الليل زوجة ومتجددة.
 
 
ممكن أقوم بكل ده مش عيب وأكون سعيدة كمان لو في كلمة حلوة الكلمة الحلوة بتدوب الحجر زي ما بيقول المثل
 
 
لكن ده ما بيحصلش
 
مع كل الضغوط دي تنطوي الأنثي في داخل كل امرأة لتجد نفسها قابعة في غرفة مظلمة بكل أحاسيسها الأنثوية هي أوضة الكراكيب.
 
 
عمرك فكرت تدخل جوه أوضة الكراكيب تحس بيها وتشيل التراب من عليها، عمرك فكرت إحساس مراتك إيه جوه أوضة الكراكيب.
 
 
الأوضة ظلمة بس كلها مرايات بتدور في كل مراية على نفسها مثلا نبدأ بمراية الشكل لو بعد أكتر من ولادة ويا سلام لو قيصري وشوية سمنة تفتكر أنا قدام المراية راضية عن شكلي ....أكيد لا.
 
 
لو في مراية السن ولاقيت التجاعيد ظاهرة على وشي وحسّيت إن عمري بيجري وأنا مش مبسوطة... تفتكر هابقي سعيدة.. أكيد لا.
 
 
ممكن لما انعزل عن العالم عشان مافيش وقت غير للسوق والبيت والعيال والمذاكرة وماليش أي حياة اجتماعية ما فيش صحاب ما فيش خروج... ممكن أبقى مبسوطة.
 
 
طيب لو نسيت متع حياتي حتي الحاجات البسيطة اللي بتسعدني زي دخول السينما أو حتى الفرجة على التليفزيون... إيه الكلام.
 
 
لو قلت إني خلصت كلية محترمة وضحيت بمستقبلي عشان أربي ولادي واتنازلت عن تعليمي وطموحي في الحياة عشانهم.. هابقي مبسوطة.. أكيد لا.
 
 
طيب لو استخسرت كل حاجة في نفسي لبس أكل نوم راحة عشان بيتي.. وغيره وغيره.
 
 
كل دي مرايات جوة أوضة الكراكيب كل شوية بنبص فيها ونزعل على كل حاجة.
 
 
بس لو طاقة نور اتفتحت هاتختلف انعكاسات الصورة على المراية.... إزاي.... قولي ولو كذبا كلاما ناعما.
 
 
لو كل راجل فكر إزاي يسعد مراته ويحسسها إنها ست.
 
 
أنثي بمعني الكلمة
 
 
كام واحدة نفسها بعد ما خلفت عيال يقولها جسمك حلو.
 
 
أو بعد سنها ما كبر يقولها انت زي القمر، أو وهيه تعبانة يقولها ربنا يخليك ليه تعبتك، أو يعملها مفاجأة ويقولها عازمك على العشى، أو يشتري هدية شيك حتى من غير مناسبة ويقولها بحبك.
 
 
إحساس المرأة بالإهمال أقسى من السياط لو كل حد يطبطب على مراته ويخرجها من أوضة الكراكيب ينورها ويحسسها إنها عايشة، ضحك مراتك من قلبها إوعى تهملها.
 
 
صدقوني المرأة كائن ضعيف محتاج لحنان وحب وإحساس بالحياة.السوسنة 
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد