جنوب السودان: سيلفا كير ينفي إبعاد نائبه مشار

mainThumb

23-07-2016 11:33 AM

 قال رئيس جنوب السودان سيلفا كير ميارديت، إنه «لا يعتزم في الوقت الراهن تعيين شخص آخر في منصب النائب الأول»، بديلا عن رياك مشار الذي خرج عن جوبا عقب الأحداث التي شهدتها في الثامن من الشهر الحالي، فيما اقترح المبعوث الأميركي الأسبق للسودان وجنوب السودان السفير بريستون، على بلاده والمجتمع الدولي إنشاء هيكل إداري من الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي لإدارة شؤون جنوب السودان، وحفظ عائدات النفط، في إشارة إلى وصايا دولية على أحدث دولة استقلت قبل أعوام، مع إبعاد الرئيس سيلفا كير ونائبه رياك مشار، وإيجاد ما أسماه بمخرج آمن لهما من الملاحقة القضائية بمشاركة دولية وإقليمية.

 
وقال كير في لقاء جمعه مع شيوخ من قبيلة النوير، التي ينتمي إليها رياك مشار، إنه لا يعتزم إبعاد الأخير من منصب النائب الأول، رغم غيابه منذ وقوع الأحداث الدامية التي شهدتها جوبا في الثامن من يوليو (تموز) الحالي بين قوات الزعيمين، والتي راح ضحيتها مئات الآلاف، داعيا نائبه للعودة للعمل معا لتنفيذ
اتفاقية السلام.
 
 
 
 
ووفقا لنصوص اتفاقية السلام، فإن تعيين نائب أول جديد لأي سبب ما يتم من قبل الحركة الشعبية في المعارضة، التي يتزعمها مشار، أو أن يفوض النائب الأول في حالة غيابه أحد وزرائه للقيام بالمهمة.
 
 
 
من جهة أخرى، صعدت حكومة جنوب السودان من لغتها في رفض قرار الاتحاد الأفريقي بإرسال قوة عسكرية إلى البلاد، إذ قال نيال دينق نيال، المبعوث الخاص للرئيس في قمة رؤساء الاتحاد الأفريقي: «إن مقترحات نشر قوات من دول الإقليم لن تحل المشكلة بين جيش جنوب السودان وقوات الحركة الشعبية المعارضة»، وأضاف موضحا أن «إرسال مزيد من القوات الأجنبية لن يحل الأزمة...فهناك طرق أخرى يمكن بها حل المشكلة دون اللجوء إلى هذه الإجراءات الصارمة»، وأشار إلى أن الرئيس سيلفا كير هو من قام بحماية نائبه الأول رياك مشار عندما اندلع العنف بالقرب من القصر الرئاسي، داعيا شعب جنوب السودان لضبط النفس، بدلا من مواجهة المجتمع الدولي.
 
 
 
 
من ناحيته، قال السكرتير الصحافي لرئيس جنوب السودان اتينج ويك اتينج للصحافيين: إن «حكومة بلاده ترفض دخول أي قوة إقليمية في أراضيها دون موافقة الحكومة»، مبرزا أن «دخول هذه القوات دون موافقة الحكومة يعني غزو لبلادنا، وأنها قوات احتلال»، معتبرا وجود قوات الأمم المتحدة لحفظ السلام المتواجدة في جنوب السودان وقوامها 12 ألف جندي كافية، وأنه لا يمكن السماح بزيادة قوات إضافية:
 
 
 
 
«والمجتمع الدولي والاتحاد الأفريقي يدركان أن القوات الإقليمية والأممية لم تحلا الأزمة هناك، وبالطبع فإنها لن تحل المشكلة في بلادنا»، على حد تعبيره. إلى ذلك، قال بريستون ليمان، المبعوث الأميركي الأسبق إلى السودان وجنوب السودان في الفترة الممتدة من (2011 ­ 2013 (في مقال مشترك مع كيت الميكوست، مديرة مركز أفريقيا للدراسات الاستراتيجية: إن «رئيس جنوب السودان سيلفا كير ميارديت ونائبه الأول رياك مشار يشكلان تهديدا لشعب بلادهما خلال وجودهما في سدة الحكم، وتوقع حدوث مذبحة أكبر مع تصاعد الحرب بينهما»، واعتبر الكاتبان أن كير ومشار فشلا في أداء مهامهما ومسؤولياتهما منذ فترة طويلة، وأن تقاسم السلطة بينهما وفق اتفاقية السلام الموقعة في العام الماضي فشل، وأن الوضع الآن أصبح كارثيا وزاد من المعاناة الإنسانية إلى جانب عدم استقرار المنطقة برمتها.
 
 
 
 
في هذا السياق، قدم الكاتبان مقترحا بوضع جنوب السودان تحت إدارة تنفيذية مشتركة من الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي لإدارة البلاد إلى حين وجود مؤسسات سياسية فاعلة، باعتبار أن ذلك هو السبيل الوحيدة لحماية هذه الدولة واستعادة سيادتها، وأشارا إلى أن الإدارة الدولية رغم أنها تبدو راديكالية، لكنها ليست غير مسبوقة، حيث استخدمت في كوسوفو وتيمور الشرقية وبلدان أخرى، واقترح ليمان وكيت على الولايات المتحدة قيادة مبادرة دبلوماسية جديدة بالتنسيق مع الشركاء الإقليميين والدوليين بأن النهج الحالي عديم الجدوى.
 
 
 
 
وحدد الكاتبان مقترحهما بأن يشمل التفاوض على خروج آمن للرئيس سيلفا كير ميارديت ونائبه الأول رياك مشار، واستبعادهما من الفترة الانتقالية، وأن ذلك يمكن أن يساعد في نزع فتيل الحرب، وأن على الجهات الضامنة الدولية والإقليمية تقديم حصانة إلى كير ومشار من عدم الملاحقة القضائية وتوفير ملاذ آمن لخروجهما، والعمل على كسب الدعم من قبل الجماعات المسلحة والقبائل لتمكين الإدارة المشتركة من الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي في إنشاء هذا الهيكل المشترك، إضافة إلى وضع عائدات نفط هذه الدولة تحت سيطرة الإدارة المشتركة ووضعها ضمانا، مع إعادة هيكلة تدخل الأمم المتحدة لحفظ السلام ونشر قوات تدخل سريع.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد