وغلقت الأبواب : من هي؟

mainThumb

24-07-2016 08:02 PM

في القران الكريم قصة امرأة العزيز التي شغفها سيدنا يوسف حبا وراودته عن نفسه، (وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَتُ ‏الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَن نَّفْسِهِ ۖ قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا ۖ إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ (30)) سورة يوسف ‏
 
وقبل ان تقول له هيت لك غلقت الأبواب وهي تطلب منه فعل الفاحشة لكنه ابى وكان مصيره السجن ثماني سنوات، ‏ومن ثم اعاده الله سبحانه ليصبح عزيز مصر بدلا من زوجها السابق، فتزوجها يوسف وامنت بالله سبحانه (وَرَاوَدَتْهُ ‏الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ ۚ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ ۖ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ ۖ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ ‏الظَّالِمُونَ (23) سورة يوسف
 
ويبدو ان الجهات الرسمية بالأردن بكل مراحلها وتفاصيلها وخارطتها وظاهرها وباطنها لم تقرا من القران الكريم ولم ‏تعرف من اللغة العربية الا كلمتي (وغلقت الأبواب) فنجد أبواب الدولة كلها مغلقة امام الناس وحاجاتهم ومشاكلهم وكل ‏من يجلس على الكرسي لا يؤمن الا بالحفاظ على نفسه وبنظرية المؤامرة عليه وهو في الحقيقة يتآمر على الشعب، ‏فانقسمت البلاد الى قسمين كل ضد الاخر في صراع طبقي افقي خفي سيتحول الى صراع علني عاجلا ام اجلا.‏
 
الحق على الطليان والامريكان ‏
 
وفي اعقاب الحرب العالمية الثانية انتشر مثل شعبي عربي يقول ( كل الحق على الطليان ), ثم ظهر مثل اخر يقول ( ‏كل الحق على إسرائيل ) واما الان فان المثل الدارج هو ( كل الحق على الامريكان ) باعتبارهم من يمسك بخيوط ‏العالم ويتحكمون به , وربما يأتي يوم ليس ببعيد يقول ( كل الحق على السفيرة), باعتبارها المندوب السامي بالأردن , ‏واما انا فأقول : (كل الحق على العربان ) لأننا قبلنا بما لا يتفق مع كرامتنا, فالعالم لا يحترم الا القوي ولا يتعامل الا  ‏معه , ونحن قبلنا ان نسلم رقابنا الى من لم ولن يرحمنا ولا يحترمنا وقبلنا ان يتحدث باسمنا وهو ليس منا ولا يمثلنا .‏
 
‏    ونجد ان المسئول الذي جاء افرازا لعطسة من الزمن او قرار من الماسونية او نتاجا لصفقات الفساد او حاجات ‏القمع والاعتقال، يأتي ليبطش ويسجن ويهدر ويزبد كالبعير الهائج وكان الأردن خراب ولا يعمرها سواه وكان الأردن ‏يباب ولا يروي زرعها وضرعها سواه، ويتحول الى صاحب نظريات في النفاق السياسي والفساد المالي وفنون ‏البطش والتنكيل بالأردنيين، وعندما ينخدع الناس بما يقول ويطرقون ابوابه يجدونه لا يؤمن الا بنظرية واحدة لا ثاني ‏لها، وهي (وغلقت الأبواب) .‏
 
قضية ذيبان تمثل القضية الأردنية
 
‏ في ذيبان شباب صدقوا الوطن ما عاهدوه ولهم حاجات ومطالب يمكن حلها بجرة قلم، وهم من قبيلة عريقة عميقة ‏جذامية متجذرة في هذا البلد من عشرات الاف السنين وهم قبيلة بني حميدة العزيزة الى تراب الأردن وقلوب ‏المخلصين من أبنائه والى قلبي، ولكن عندما يأتي الحل او يحتاج الامر الى حل، لا نجد مسؤولا يصدق بوعد ولا ‏يلتزم بعهد، والحل الرسمي هو القمع ثم القمع ثم القمع وليذهب أصحاب الحاجات الى الجحيم.‏
 
‏ وتتعالى أصوات بعض المسؤولين انهم حريصون على لحمة الناس والبلاد وما يسمونه الامن والأمان، ولكن بقمعنا ‏نحن اهل البلاد، وفي نظر هؤلاء المسؤولين ان مصلحة الأردن والامن والأمان ان نموت ويموت شباب ذيبان وسائر ‏أبناء العشائر لأننا في نظرهم مشاريع الموت جوعا من اجل زيادة ثروة الفاسدين فتتحول الإجراءات ومن يمهد لها ‏الطريق بالتهريج والخنوع والتسحيج الى حماة للفساد وليس حماة للشباب وسائر اهل البلاد.‏
 
‏   لا أدرى لماذا تصر الجهات الرسمية على اعتقال شباب ذيبان وتؤمن هذه الجهات بنظرية (وغلقت الأبواب) سواء ‏بعدم سماع الشكوى او اغلاق أبواب السجون والزنازين على الاحرار الباحثين عن حقهم المسلوب ورزقهم المنهوب؟، ‏ولا أدرى لماذا يصرون على اعتقال الرجل الفاضل د. أمجد قورشة؟ !.‏
 
‏   واضح ان الجهات الرسمية ليست عاجزة عن حل مشكلة البطالة بالأردن ولكنها جهات قادرة على إيجاد مشاكل ‏كثيرة ليتبعها القمع والاعتقال والبطش لكي يستمروا في مناصبهم ليجدوا تبريرا لادعائهم انهم هم من يحمي البلد وأننا ‏نحن الأردنيين الأعداء جدا جدا وأننا نريد تدمير البلد، ونحن في الحقيقة الأحرص عليها.‏
 
‏    وعندما يطلب الأردني مقابلة مسؤول ان يفتح اذنه للشكاية، يجد الأردني عند هذا المسؤول شيئا واحدا وهو: ‏وغلقت الأبواب ويجد اذنه مفتوحة للوشاية فقط، ثم يأمر حضرته بأخذ صاحب الحاجة الى الاعتقال للحفاظ على ما ‏يسمى هيبة الدولة وما يسمى الامن والامان (خذوه فغلوه).‏
 
بناء على ذلك هناك فجوة بين الجهات الرسمية والشعب، وهناك سياسة ممنهجة من القمع والتجويع والتركيع بشكل لم ‏يسبق له مثيل  في تاريخ الأردن ابدا لا في القديم ولا في الحديث .‏
 
اغلاق المساجد ‏
 
حتى المساجد بدأت سياسة اغلاق أبوابها هي الدين الجديد، ولكن بحجة المسجد الجامع، اذن نحن مقبلون على الكوارث ‏ومقبلون على تحرك شعبي أردني من أبناء العشائر سيقلب الموازين وحينها سيتم فتح الابواب ليس من المسؤولين حبا ‏بالشعب، وانما من قبل الشعب، حقدا على المسؤولين وانتقاما منهم ولا تستثني أحدا،  (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ ‏أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَىٰ فِي خَرَابِهَا ۚ أُولَٰئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ ۚ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ ‏عَذَابٌ عَظِيمٌ (114) سورة البقرة ‏
 
التغيير قادم
 
لا يمكن للغلط ان يستمر ولا يمكن للقمع ان يستمر وان الظلم والبطش دمر دولا عظمى، لان الدولة تدوم بالعدل ولو ‏كانت كافرة وتزول بالظلم ولو كانت مسلمة، وان بقاء المسؤولين سنوات طوال في أماكنهم قد حول البلاد الى حواكير ‏ومزارع يتحكمون بها فيظلمون ويبطشون فيزيدون تراكمات الحقد وعوامل الانفجار .‏
 
انني أرى ان من لا يتماشى مع التغيير ويتكيف معه فسوف يجرفه التغيير، وارى ان المسؤولين لا زالوا يعيشون في ‏بروجهم العاجية المشيدة من جماجم الجياع ودماء الفقراء والايتام والارامل وأصحاب الحاجات، وحيث انهم لم يقرأوا ‏من اللغة والقران الكريم الا كلمتين هما (وغلقت الأبواب)، فإنني امل ان يقرأوا قوله سبحانه (أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ ‏الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ ۗ) (النساء 78)‏


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد