تفكيك الصورة الفتوغرافية لمجزرة هيبان - الشاذلي المادح

mainThumb

25-07-2016 09:30 AM

> جلست لأحد فنيي برنامج الفوتوشوب الأسبوع الفائت وعنده وجدت شرحاً مفصلاً لعملية معالجة الصور وتغيير مكوناتها لاستخدامها في غرض آخر لا علاقة له بها، ووجدت عنده العشرات من الصور التي جرى عليها «شغل» واستخدمت في أغراض أخرى تتصل بالاتهامات المفبركة التي تلصق بالحكومة السودانية من معارضيها أو كوادر الحركات المسلحة أو من قبل بعض الدوائر الغربية المناهضة للنظام في الخرطوم، وبالذات منظمة كفاية اليهودية الأمريكية التي يتزعمها الممثل الأمريكي اليهودي جون كلوني.
 
 
 
 
> من تلك المحاضرة القيمة تعرفت على كيفية المعالجة التي تبدأ باختيار صورة مناسبة للغرض، وقد يتم دمج أكثر من صورة في صورة واحدة أو قد تتم الإضافات في صورة واحدة. وكشف لي صديقي كيف يتم تفكيك الصورة الواحدة للحصول على كل الصور التي تم دمجها، ومن ثم يتم التعرف على تاريخ التقاط كل صورة من تلك الصور بعد استعادتها وفق خطوات مبسطة داخل الشبكة العنكبوتية. > وطلب مني أن أختار صورة محددة ليجري عليها المعالجة الفنية المطلوبة حتى نتثبت من صحتها أو فبركتها ومن ثم الحصول على الصور التي أدمجت فيها حتى خرجت علينا بالشكل الذي طالعناه، واختياري كان سريعاً، فطلبت منه فحص الصورة التي تحوم هذه الأيام في وسائل التواصل الاجتماعي وهي صورة ما يعرف بـ «مجزرة هيبان».
 
 
 
 
> هذه الصورة التي اخترتها جرى إدراجها في بوستر خاص بحملة يتبناها اليساريون والعلمانيون ودعاة الزيف بحقوق الإنسان أمثال أمين مكي مدني، وفيها يدينون مجزرة طالعناها على الصور وهم أنفسهم طالعوها على الصور فقط، دون أن نسمع أن أحدهم زار هيبان وشهد المجزرة بأم عينيه أو استمع للضحايا. > بدأ فني الفوتوشوب في تفكيك الصورة على شاشة اللابتوب ــ صورة مجزرة هيبان ــ وما هي دقائق حتى حصلنا على سبع صور من تلك الصورة التي جرى دمجها، أما تواريخ التقاطها فتعود لتواريخ مختلفة عدا صورة واحدة يعود تاريخها لتلك الأيام التي جرت فيها الأحداث، وهي خلفية الصورة، أما بقية الصور فتعود لتواريخ مختلفة إحداها يعود لتاريخ اندلاع التمرد من جديد، وكذلك فصّل لي الفني أماكن التقاط الصور، فوجدنا بعض الصور التقطت في صراع جنوب السودان بين النوير والدينكا.
 
 
> كذلك قدم لي الكثير من المعلومات المهمة التي وضعتني في الصورة تماماً، وأقول حصنتني من أية خداع بصري أمام سيل الصور الفوتوغرافية والفديوهات المخدومة لأغراض الصراع، فتعرفت على الأوقات التي تكثر فيها مثل هذه الصور، وهي الغالب ترافق اي حدث من الأحداث أو عند توهم انتفاضة مزعومة، فتكثر عمليات الفبركة، وأحياناً يقوم بها أناس غير مختصين.
 
 
 
> كذلك عرفت منه كيفية التعرف على مكان وتاريخ إطلاق مثل هذه الصور، وعلمت أنه ومن خلال ذلك يتم التعرف على الشبكة الضيقة التي تتبادل مثل تلك الصور قبيل إطلاقها على عامة الناس في مختلف وسائل التواصل الاجتماعي. > وطلبت منه إطلاعي على مكان إطلاق صور مجزرة هيبان المزيفة، فوجده بكل يسر من أمريكا وأوروبا، وذكر لي أن المعالجة تمت هناك، وأن المجموعة التي تبادلت الصور في البداية غالباً هي خلية تعمل في إنتاج الصور المفبركة، ووصف معالجتها للصور بالمحترفة. > بعد كل هذا يا سادتي، أقول إن المعركة معركة صورة ليس إلا.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد