صحيفة السوسنة الأردنية

ﻳﻤﻌﻦ ﺍﻟﻠﺤﺎﻡ كل ليلة ﻓﻲ ﺗﺪﻟﻴﻞ ﺍﻟﺨﺮﺍﻑ السمينة ﻭﺍﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ﺑﻬﺎ .. ﺍﻟﺨﺮﺍﻑ ﺗﺘﺪﺍﻋﻰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻌﺎﻟﻒ ﻛﺄﻧﻬﺎ ﻭﻟﻴﻤﺔ ﻛﺒﻴﺮة ﻫﻲ ﻟﻢ ﺗﻌﺮﻑ ﺍﻭ ﻟﺮﺑﻤﺎ ﺗﻌﺮﻑ ﻭﺗﺘﻐﺎﺑﻰ ﺍﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺮﺓ ﺭﺑﻤﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﻭﻟﻴﻤﺘﻬﺎ ﺍﻟﺎﺧﻴﺮﻩ .. ﺍﻟﻠﺤﺎﻡ ﻳﺠﻠﺲ ﺑﺎﻟﻘﺮﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻳﺘﻠﺬﺫ ﻭﻫﻮ ﻳﺮﻯ ﺧﺮﺍﻓﻪ ﺗﺄﻛﻞ ﺑﻨﻬﻢ ﺷﺪﻳﺪ ﻭﺳﻌﺎﺩﺓ ﻏﺎﻣﺮﻩ .. 

 

ﺍﻟﺨﺮﺍﻑ ﺗﺮﻯ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﻋﻴﻮﻥ ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ ﻓﺘﺪﻋﻮﺍ ﻟﻪ ﺑﺎﻟﺸﻜﺮ .. ﺍﻟﻠﺤﺎﻡ ﻳﺸﺎﻭﺭ ﻋﻘﻠﻪ .. ﻫﻞ ﺣﺎﻥ ﻣﻮﻋﺪ ﺍﻟﻘﻂﺎﻑ ??!! ﺍﻟﺨﺮﺍﻑ ﺗﺮﻯ ﻓﻲ ﻭﺟﻪ ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ ﺍﻣﺮ ﻣﺎ ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﺘﻐﺎﺑﻰ  .. ﺍﻟﻠﺤﺎﻡ ﻳﻨﺎﺩﻱ ﻟ اﺑﻨﻪ ﺍﻥ ﻳﺄﺗﻴﻪ ﺑﺎﻟﺴﻜﻴﻦ .. ﺗﺮﻯ ﺍﻟﺨﺮﺍﻑ ﺍﻟﺴﻜﻴﻦ ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﺘﻐﺎﺑﻰ ﺍﻳﻀﺎ .. ﺗﻤﺘﺪ ﻳﺪ ﺍﻟﻠﺤﺎﻡ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ ﺍﻟﺎﻭﻟﻰ ﺗﺼﻴﺢ ﺍﻟﻀﺤﻴة ﻭﺗﺼﺮﺥ ﻭﺗﺴﺘﻨﺠﺪ ﻟﻌﻞ ﺭﻓﺎﻗﻬﺎ ﻳﻔﻌﻠﻮﻥ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﺎ لحمايتها  .. ﺗﺮﻣﻘﻬﻢ ﺑﻌﻴﻮﻥ ﺑﺎﻛﻴﺔ ﺧﺎﺋﻔﺔ ﺗﺘﺸﺎﻭﺭ ﺍﻟﺨﺮﺍﻑ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻣﺎﺫﺍ ﺗﻔﻌﻞ ﺛﻢ ﺗﺘﻔﻖ ﺍﻧﻬﻢ ﻳﺠﺐ ﺍﻥ ﻳﺘﺮﻛﻮﻫﺎ ﻟﺼﺎﺣﺒﻬﻢ ﺍﻟﻠﺤﺎﻡ ﺑﺪﻝ ﻋﻨﺎﻳﺘﻪ ﺑﻬﻢ ﻭﺇﻃﻌﺎﻣﻪ ﻟﻬﻢ ﻓﻴﺬﺑﺤﻬﺎ ﺍﻣﺎﻡ ﻧﻆﺮﻫﻢ ﺛﻢ ﺗﻤﺘﺪ ﻳﺪ ﺍﻟﻠﺤﺎﻡ ﻟﻀﺤﻴﺔ ﺍﺧﺮﻯ ﻋﻨﺪﻫﺎ ﻫﺘﻒ ﺧﺮﻭﻑ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻂﻴﻊ : ﺳﻴﺄﻛﻠﻨﺎ ﻛﻠﻨﺎ  ﻓﺮﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﻛﺒﻴﺮ ﺍﻟﺨﺮﻓﺎﻥ ﺍﺳﻜﺖ ﻫﻮ ﻟﻦ ﻳﺄﻛﻠﻨﺎ ﻭﻟﻜﻦ ظرﻭﻓﻪ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺟﺒﺮﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﻓﻌﻠﺘﻪ ﺗﻠﻚ ..  ﻫﻮ ﻳﺤﺒﻨﺎ ﻭﻳﺪﻟﻠﻨﺎ ﻭﻳﺤﻤﻴﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﺼﻮﺹ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺑﻘﻠﻴﻞ ﺗﻨﺎﻭﻝ ﺍﻟﻠﺤﺎﻡ ﺧﺮﻭﻓﺎ ﺍﺧﺮ ﻭﺍﺧﺮ ﻭﺍﺧﺮ ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺣﺘﻰ ﻭﺻﻞ ﻟﻜﺒﻴﺮ ﺍﻟﺨﺮﻓﺎﻥ ﺍﻟﻤﺪﻟﻞ ﻓﻨﻆﺮ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﻗﺎﻝ له : ﺍﻧﺎ ﺍﻋﺮﻑ ﺍﻧﻚ ﻟﻦ ﺗﺬﺑﺤﻨﻲ .. انا لست بمثلهم  ﻓﺄﻧﺎ ﻣﻦ ﺟﻌﻞ ﺍﻟﻘﻂﻴﻊ ﻳﺴﻜﺖ ﻋﻦ ﺫﺑﺤﻬﻢ ﻭﺍﺣﺪﺍ ﺗﻠﻮ الاخر ﻟﻘﺪ ﻓﻌﻠﺖ ﺫﻟﻚ ﺧﺪﻣﺔ ﻟﻚ ﻓﻨﻆﺮ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﻠﺤﺎﻡ ﻭﺿﺤﻚ بصوت عال ﻭﻗﺎﻝ :  ﺗﻌﺎﻝ ﻳﺎﺻﺪﻳﻘﻲ ﺍﻧﺖ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻟﺴﺖ ﺑﻤﺜﻠﻬﻢ ﻟﻘﺪ ﺧﺒﺄﺗﻚ ﻟﻠﻮﻟﻴﻤﺔ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﻩ .. ﻓﺬﺑﺤﻪ ..

 

ﻣﻮﺍﻃﻦ ﺍﺭﺩﻧﻲ ﻣﻦ ﺇﺣﺪﻯ ﺷﻌﺎﺏ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻠﺪ الصامد